لبنان
أقام حزب الله حفلًا تكريميًّا في أجواء الذكرى السنوية الأولى لارتقاء شهداء بلدة السلطانية الجنوبية، بحضور الوزير السابق مصطفى بيرم، إلى جانب عوائل الشهداء، وعلماء دين، وفعاليات، وشخصيات، وحشود من السلطانية والبلدات المجاورة.
وقال بيرم، في كلمة ألقاها خلال الحفل: "نحن أحرص الناس على لبنان وعلى جيشه، وعلى التمسُّك بأوراق القوة، ولكنْ في ظل التزام لبنان والمقاومة ببنود وقف إطلاق النار التي لم يلتزم بها العدو "الإسرائيلي"، ندعو الحكومة اللبنانية إلى التحرُّك من خلال المبادرة لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، واستدعاء سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية فيه ووضعهم أمام مسؤولياتهم، والقيام بحراك دبلوماسي للضغط على المجتمع الدولي".
وأضاف: "في الوقت الذي نؤكّد أنّ خيارنا هو الدولة، نُعلن عن تَمسُّكنا بأوراق القوة وأساسها المقاومة وبأولوية إعادة الإعمار".
ولفت الانتباه إلى أنّ "العدوان الذي استهدف منطقة المصيلح قد يكون رسالةً إلى دولة الرئيس نبيه بري في هذا السياق، فالرئيس بري هو من سنخ المقاومة، وحركة أمل وحزب الله هما روح هذه المقاومة، ولا يمكن أنْ تؤثّر عليهما هذه الضغوطات".
وذكَّر بأنّ "العدو "الإسرائيلي"، وبفضل ثبات أبنائنا المجاهدين والشهداء، عجز خلال 66 يومًا عن التثبيت في قرية جنوبية واحدة، وهذا الأمر يحدث للمرة الأولى في العالم وسَيُدَرَّس في الكليات العسكرية".
وقال بيرم: "خلال الحرب وبعد 10 أيام من بدايتها، وفي جلسة لمجلس الوزراء اللبناني كنت مشاركًا فيها، جرى تقديم تقرير ورد فيه أنّه خلال الـ48 ساعة الأولى من العدوان ألقى العدو على بيئة المقاومة من متفجّرات وأدوات القتل ما أُسقِط على أفغانستان خلال سنة"، معتقدًا بذلك أنّه سيقتل ما يقتل من قيادتنا، ويدمر ما يدمّر، وسيضطر البقية إلى الاستسلام على قاعدة؛ أن لا قدرة لهم على مواصلة القتال، ولكنْ واقع بيئتنا كان كما كان واقع أصحاب الإمام الحسين (ع)، فرفعت شعارَ "هيهات منا الذلة"، وهذا الشعار غيّر المعادلات".
وتابع قوله: "خيارنا الثبات والتَوحُّد والحوار في الداخل، والصمود والقوة أمام أعدائنا. إنّنا نتمسّك بالمقاومة؛ لأنّه ليس لدينا خيار آخر في مواجهة هذا العدو الذي يملك أطماعًا ومشروعًا استيطانيًا توسُّعيًا، وإنّنا لسنا من هُواة أنْ يموت أحبّتنا وتُدمَّر بيوتنا، لكنْ بالنسبة إلينا، ومهما كانت التضحيات، خيارنا هو أنْ نعيش بعزّة أو أنْ نموت بكرامة، وهذا ما تعوّدنا عليه، وهذا هو تاريخنا".