اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بعد الضربات الأمريكية.. فنزويلا ترفع مستوى التأهب الأمني

خاص العهد

نخب سياسية وإعلامية عراقية لـ
خاص العهد

نخب سياسية وإعلامية عراقية لـ"العهد": لا يمكن الوثوق بأميركا والكيان الصهيوني

78

في إطار النقاشات والسجالات المتواصلة على مختلف الصعد والمستويات حول آفاق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم مؤخرًا بين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) والكيان الصهيوني برعاية الولايات المتحدة الأميركية وأطراف إقليمية، حذّرت نخب سياسية وإعلامية عراقية من الوثوق بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لأن لديهما تاريخًا حافلًا بنقض الوعود والعهود والتنصل من الالتزامات، وارتكاب الانتهاكات الصارخة للقوانين والمواثيق الدولية.

وعبّرت تلك النخب في أحاديث خاصة لموقع "العهد" الإخباري، عن تثمينها واعتزازها بحكمة قيادة المقاومة الفلسطينية في التعاطي مع الأمور، وتفويت الفرصة على الكيان الغاصب في الاستمرار بجرائمه لتحقيق أهدافه المتمثلة بالقضاء على المقاومة، واحتلال قطاع غزة، وتهجير أبنائه إلى دول أخرى.

أميركا وسيط غير محايد

ويقول النائب السابق في مجلس النواب العراقي والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، السيد فرات الشرع، إنه "لا يمكن الوثوق بالكيان الصهيوني مطلقًا، والأدلة على ذلك التاريخ والوقائع السابقة والحاضرة، وما أخبرتنا به الكتب السماوية والأحاديث النبوية والأقوال المأثورة، كلها تؤكد وتثبت ذلك".

وبخصوص الولايات المتحدة الأميركية، يؤكد السيد الشرع أن "أميركا ما كانت في يوم من الأيام وسيطًا منصفًا ومحايدًا، لأنها تعمل وتتحرك وفقًا لمصالحها، وهي تعتقد أن مصالحها مرتبطة ومتحققة بوجود الكيان الصهيوني، وتكاد ألا تنفك عنه، فهي من هذا المنطلق، وبخلوّها من العقائد والمبادئ السامية، لا يمكن أن تكون محايدة بشكل واضح وجيد".

ويشير النائب السابق في البرلمان العراقي إلى أنه "لكي نطمئنّ عند التعامل معهم، فلا بدّ من وضع ثلاثة مشاريع متوازية تُقدَّم سوية، ويكون إعطاء الأولوية لأي منها حسب مقتضيات الظروف: المشروع الأول يتمثل بالمشروع السياسي والحوار، مع الحذر الشديد والتحفظ العالي من غدرهم وألاعيبهم، وهذا ما حذر منه الإمام الخميني قدس سره الشريف، والقائد الإمام الخامنئي حفظه الله. والمشروع العسكري، المتمثل في أن تكون القوة العسكرية جاهزة وعلى أهبة الاستعداد بشكل دائم. والمشروع الثقافي، الذي يقوم على التوعية والتعبئة السليمة للمجتمع الإسلامي والشعوب المستهدفة من قبل أميركا والكيان الصهيوني، المتمثل بجهاد التبيين".

تاريخ حافل بالإجرام

أما الإعلامي عبد الوهاب الصافي، فيقول: "للأسف الشديد، عالم اليوم تحكمه نظرية (إما أن تستسلم أو تقاتل)، وهذه النظرية هي نظرية الفوضى المطلقة وغياب السلام والتعايش الحقيقي، وسطوة القوي على الضعيف، بعيدًا عن كل القيم والمثل والمبادئ الإنسانية".

ويؤكد الصافي أن "التجارب الطويلة أثبتت أن الكيان الصهيوني لا عهود له ولا مواثيق، وهو من ضرب جميع المواثيق والعهود الدولية عرض الحائط، ولم يلتزم بأدنى مقرراتها، وإذا كان كذلك، فكيف له الآن أن يلتزم باتفاق السلام مع حركة حماس؟ خصوصًا وأن الأمر يتعلق بحرب إبادة شنّها هذا الكيان أمام مرأى ومسمع كلّ العالم، هذا العالم الذي أصبح أصمّ أبكم أمام جرائم ومجازر يندى لها جبين الإنسانية".

ويضيف قائلًا: "الأمر الحتمي هو أن هذا الكيان يخطط لما هو أبعد من السلام، لأنه كيان دموي تأسس على جماجم الأبرياء والعزّل من الأطفال والنساء والشيوخ. أما ما يتعلق برعاية الولايات المتحدة لهذا الاتفاق، فنحن نأمل أن تكون الولايات المتحدة صادقة ولو لمرة واحدة في رعاية اتفاق سلام واقعي في بقعة ما من العالم، ولكن كيف يكون ذلك بينما جميع الأطفال والنساء وملايين الأبرياء في غزة قُتلوا بواسطة الأسلحة الأميركية التي أُرسلت إلى هذا الكيان؟".

المقاومة كشفت ضعف وخواء الكيان

من جانبه، يرى الباحث في الشأن السياسي فهد الصالح أن "الكيان الصهيوني منذ تأسيسه على أرض فلسطين قبل حوالي ثمانين عامًا، كانت استراتيجيته في البقاء والاستمرار تقوم على استخدام القوة العسكرية وفرض الأمر الواقع على المنطقة، ورفض الاعتراف بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي. وبدعم كبير من المحور الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، تمكّن كيان الاحتلال من ضمان بقائه حتى الوقت الراهن، وكانت استراتيجيته العسكرية تقوم على نظرية الحرب الخاطفة وتفادي الدخول في حروب استنزافية طويلة. لذلك تمكّن من الفوز في جميع الحروب السابقة التي خاضها مع الدول العربية في الأعوام 1948 و1967 و1973، ولم تتزعزع تلك الاستراتيجية إلا بعد تشكيل فصائل المقاومة الإسلامية اللبنانية والفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي، وما جرى في لبنان في الحروب التي خاضها حزب الله كان دليلًا على أنه يمكن إلحاق الهزيمة بكيان الاحتلال من خلال المقاومة والتضحية".

ويضيف الصالح أن "حرب غزة كشفت عورات الاحتلال وخواء أسطورة جيشه الذي لا يُقهر، إذ فشل خلال عامين من الحرب التدميرية الوحشية في إلحاق الهزيمة بحركة المقاومة الفلسطينية، وقد اضطرّ أخيرًا لقبول وقف إطلاق النار، خاصة بعد تزايد الضغوط الداخلية والدولية عليه وتصاعد وتيرة عزلته في الساحة العالمية".

ويؤكد الصالح أن "التجارب السابقة أثبتت أن جميع الحكومات التي مرّت على كيان الاحتلال منذ تأسيسه حتى الآن لا تلتزم بالمواثيق والعهود الدولية، وأكبر دليل على ذلك هو رفضها الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها في حرب حزيران عام 1967، ومنها القدس الشرقية ومرتفعات الجولان وبعض المناطق في جنوب لبنان، كما أنها ترفض بشكل واضح وقوي خيار ما يُسمّى بـ(حل الدولتين) الذي تؤيده معظم دول العالم، وهو المشروع الذي يفترض أن يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة".

ويحذر الصالح من أن المشروع الصهيوني التوسعي لا يقتصر على أرض فلسطين، قائلًا: "اليوم، فإن ما نشهده من اعتداءات إرهابية في الضفة الغربية المحتلة والاستيلاء بالقوة على أراضي الفلسطينيين هناك، هو أوضح دليل على أن كيان الاحتلال لا يرغب إطلاقًا في العيش بسلام مع جيرانه، وهدفه النهائي هو إقامة ما يُسمّى "إسرائيل الكبرى" التي تمتد من النيل إلى الفرات".

الكلمات المفتاحية
مشاركة