اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الرئيس برّي في دائرة الاستهداف العوكري: جعجعة على طاولة زجل! 

تحقيقات ومقابلات

تحقيقات ومقابلات

عودة المدارس المهدّمة للتعليم .. مقاومة ودليل فشل العدو بتحقيق أهداف الحرب

93

تسبّبت الحرب الأخيرة التي شنّها العدو "الإسرائيلي" على لبنان، في أيلول 2024، بأضرار جسيمة في القطاع التربوي، حيث طالت بُنى المدارس الرسمية والخاصة التحتية، ووضعت العملية التعليمية أمام تحديات غير مسبوقة. وبين مدارس مدمّرة كليًا وأخرى متضررة جزئيًا أو إنشائيًا، خرج عدد كبير من المؤسسات التعليمية عن الخدمة. وفي هذا الإطار، برزت الحاجة إلى تقويم شامل للأضرار وخطط واضحة لإعادة الترميم وتأمين التمويل، مع البحث في كيفية ضمان استمرار التعليم على الرغم من الصعوبات، واستشراف رؤية مستقبلية لتطوير القطاع التربوي ليتجاوز آثار الحرب، ويضمن عودة آمنة وكريمة للتلامذة إلى مقاعد الدراسة.

موقع "العهد" الإخباري، والذي يُواكب عملية التعافي من آثار العدوان وعملية إعادة الإعمار بمراحلها المختلفة، تواصل مع مسؤول فرع تجمع المعلمين في منطقة جبل عامل الأولى الأستاذ عباس أسعد؛ للوقوف عند الواقع التربوي في المنطقة والإجراءات المتخذة في إطار جهود التعافي من آثار الحرب وتعزيز صمود الأهالي وأبنائهم في قراهم ومدنهم. 

قال أسعد: "إن الملف التربوي هو من الملفات الأساسية والحيوية لارتباطه بالتربية والتعليم وإعداد جيل متعلّم واعٍ. وبالتأكيد هذا لا يعجب الأعداء، لذلك الحرب الأخيرة التي شنّتها "إسرائيل" على لبنان لم تفرق بين بشرٍ وحجر، وكانت حرب ممنهجة لإزالة معالم الحياة خاصة كلها، في قرى الحافة الأمامية، والهدف هو إخراج الناس من أرضها وإلغاء الحياة من هذه القرى". ولفت إلى أنّ: "القطاع التربوي كان له حصة وازنة من أضرار الحرب، فمن أصل 224 مؤسسة تربوية، في المنطقة، سلم منها 11 مؤسسة، وما تبقى تعرض لأضرار متنوعة، وهناك أكثر من 13 مؤسسة تربوية دمّرت دمارًا كليًا، وما يقارب 29 مؤسسة أضرارها كبيرة، ودمّرت جزئيًا، وما تبقى كان أضرارًا ما بين متوسطة وبسيطة". وأضاف: "عمليًا بعد انتهاء الحرب ووقف الأعمال العدائية؛ بدأت عودة الأهالي، وبدأت معها العملية التعليمية، على الرغم من الجراح وتشييع الشهداء وترميم المنازل، كانت انطلاقة العملية التعليمية بالتوازي. وكان هناك إصرارٌ من الناس ورسالة يريدون إيصالها؛ بأن التعليم هو جزء أساسي بالنسبة إليهم، وهو جزء من هويتهم وعمل صمود ومقاومة".

كما انتقد أسعد غياب الدولة حتى الآن؛ ودعاها إلى الحضور على الأرض وميدانيًا لمواكبة إعادة الحياة وإعطاء الطمأنينة لهؤلاء الناس، مشيرًا الى أن مجلس الجنوب كان يعمل بإمكاناته المحدودة على الترميم في المؤسسات التربوية على مستوى التجهيزات، وما لحقها من تلف.. لكننا لم نلحظ أي شيء على المستوى الرسمي. من جهة أخرى، لفت أسعد إلى أنّ: "الجسم التعليمي قدم، في هذه الحرب، 45 شهيدًا، من بينهم مديرو بعض المدارس".

ردًا عن سؤال عن كيفية تحويل الأزمة إلى فرصة لتطوير البنية التعليمية، قال أسعد: "يمكننا الإفادة من هذه الأزمة وتحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة؛ وذلك من خلال الإصرار على العملية التعليمية والتعلم وإعادة تأهيل المدارس المدمرة بما يتوافق والعصر وفرصة لمراجعة المناهج التعليمية ومواكبة التحديات". وتابع: "يمكننا هنا أن نسجل- نحن الجنوبيين- أنّه على الرغم من الظروف الصعبة كلها التي مررنا بها، أثبت أهل الجنوب أنهم يملكون ثقافة الحياة والتحدي والعيش العزيز والكريم، كما أثبتوا في نتائج الامتحانات الرسمية، والتي كانت مخيبة لآمال كثيرين، أنهم دائمًا من الأوائل وفي الطليعة".

في رسالة وجهها للأهالي والطلاب، ختم مسؤول فرع تجمّع المعلمين في منطقة جبل عامل الأولى الأستاذ عباس أسعد قائلًا: "العلم سلاح، والمعرفة أساس يجب العمل عليه، بشكل كبير. هذا السلاح لا يجب التخلي عنه، سلاح العلم والمعرفة ضد الجهل والغطرسة، ونحن كل مدرسة نقوم بافتتاحها تكون ضربة لمن يريد إفراغ هذه المنطقة ويريد الشر بنا. ونحن يجب أن نثبت أنفسنا من خلال وجودنا في المؤسسات التربوية وإصرارنا على العلم والتعلّم والارتقاء من حال إلى حال، ولكي ننجح في تقديم رسالة في هذا الوطن مفادها أننا حملنا في يدنا الأولى رفض الظلم والاحتلال، وباليد الثانية رفعنا شعار العلم".

الكلمات المفتاحية
مشاركة