ترجمات

صحفي أميركي: المجموعات التي تشتبك مع حماس تتلقى السلاح والحماية من "إسرائيل"
صحفي أميركي يؤكد أن حملة حماس ضد المجموعات المدعومة من "إسرائيل" تحظى بدعم واسع لدى الفلسطينيين في غزة
تحدث الصحفي كونور إيكولز (Connor Echols)، في مقالة نشرت على موقع "Responsible Statecraft"، عن مساعي حركة حماس لاستعادة السيطرة على غزة من خلال الحملة المكثفة على العصابات والمجموعات الإجرامية التي انتشرت خلال العامين الماضيين، جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وأشار الكاتب إلى أن هناك من "بدأ من الآن يقول، إن هذه الهجمات قد تؤدي إلى عودة الحرب"، لافتًا إلى "بيان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الذي قال فيه، إن "إسرائيل" سترد "بالقوة" على حكم حماس".
غير أن الكاتب نبّه من أن هذه السردية تتجاهل كون العديد من المجموعات التي تشتبك مع حماس حاليًا تتلقى السلاح والحماية من "إسرائيل"، مضيفًا أنّ "هذا الدعم استمر رغم قرار "إسرائيل" الموافقة على وقف إطلاق النار". كذلك أشار إلى أنّ "قيادة بعض هذه الجماعات انسحبت مع القوات "الإسرائيلية" من مناطق في غزة"، وقال: إنّ "ذلك يعطي المسلحين فرصة لبناء قوتهم وتوجيه الدعوات العلنية للقتال ضد حماس".
هذا، ونقل الكاتب عن الخبراء، أن "الدعم للمسلحين المعادين لحماس يأتي في سياق سياسة "إسرائيلية" قديمة تقضي بتأجيج الانقسامات السياسية بين الفلسطينيين".
وذكر إيكولز أنّ ""إسرائيل" غالبًا ما عرضت المساعدة على فصائل أصغر حجمًا وأقل انخراطًا في العملية السياسية، وذلك من أجل منع نشوء قيادة فلسطينية وطنية موحّدة". كذلك تابع بأنّ "هذا النهج في غزة اتسع ليشمل مجموعات مثيرة للجدل، بما في ذلك مجموعات يقودها مجرمون وأفراد على صلة بتنظيم داعش".
وقال الكاتب، إنّ ""إسرائيل" ومنذ عام 2007 ركّزت بشكل أساس على إبقاء الخلافات بين السلطة الفلسطينية وحماس". كما نقل عن محمد شحادة وهو باحث زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بأنّ "ضباط الشاباك تواصلوا مع أفراد عبر الهاتف أو أرسلوا لهم الوسطاء، وذلك لنقل رسالة واضحة تعرب عن الاستعداد لتزويد السلاح والمال من أجل مواجهة حماس". ونقل عن شحادة بأنّ "أي عشيرة لم توافق على التعاون، لكن هناك بعض الأفراد داخل العشائر وافقوا".
كذلك نقل الكاتب عن شحادة، إشارته إلى أنّ ""إسرائيل" وعلى ضوء الصعوبات التي واجهتها على صعيد تجنيد أبناء العشائر البارزة، لجأت إلى أطراف أخرى". كما قال: إنّ "هناك معطيات جديدة تفيد بأنّ "إسرائيل" تدعم أربع مجموعات فلسطينية مسلحة على الأقل في غزة، والتي هي في نزاع منخفض الوتيرة حاليًا مع حماس".
ولفت إيكولز إلى أنّ "إحدى المنظمات يقودها المدعو ياسر أبو شباب"، حيث نقل عن الخبراء بأن الأخير معروف عنه بأنه "مجرم سيء السمعة"، بسبب تورطه في تهريب المخدرات والسلاح، وما يحكى عن علاقاته مع تنظيم "داعش" في سيناء. كذلك أشار إلى أنّ "القوات الشعبية" التابعة لأبو شباب اشتهرت بسرقة شاحنات المساعدات من أجل بيع المؤن في السوق السوداء". ونقل عن شحادة، أن "المسؤولين "الإسرائيليين" يسعون الآن إلى إعادة تصنيف أبو شباب على أنه ناشط من القاعدة الشعبية في المجتمع المدني".
كما أشار الكاتب إلى المدعو حسام الأسطل الذي شكل جماعة تسمى "القوة الضاربة لمكافحة الإرهاب"، مشيرًا إلى أن الأسطل قال علنًا، إنه عمل مع القوات "الإسرائيلية"، والذي شمل في إحدى المرات على الأقل القصف "الإسرائيلي" لمقاتلي حماس من أجل منعهم من مهاجمة الأفراد المنتمين إلى جماعة الأسطل".
وتابع الكاتب، أنّ "حماس وجدت أيضًا نفسها في مواجهة مع جماعة معروفة باسم "الجيش الشعبي" بقيادة المدعو أشرف المنسي". كما قال إنّ "الجيش الشعبي" وعلى غرار "القوات الشعبية" نفذت عملياتها في مناطق تبقى تحت السيطرة "الإسرائيلية".
وأكّد إيكولز بأنّ "الحملة ضد هذه المجموعات تحظى بدعم واسع لدى الفلسطينيين في غزة".
أمّا حول استمرار الدعم الأميركي لهذه السياسات، فنقل الكاتب عن مايك كيسي، والذي عمل موظفًا في القسم الفلسطيني للسفارة الأميركية في القدس بين عامي 2020 و2024، أنّ واشنطن كانت تتلقى التوجيهات "الإسرائيلية" حول ما يتوجب القيام به، دون دراسة ما يصب في مصلحة الولايات المتحدة أو الفلسطينيين أو "الإسرائيليين"، كما نقل عن المسؤول الأميركي السابق الذي استقال من منصبه احتجاجًا على سياسة إدارة الرئيس السابق جو بايدن، أن "واشنطن كانت فقط تقوم بما يطلبه نتنياهو وآخرون".