لبنان
على هامش المشاركة في فعاليات الذكرى الثانية لـ"طوفان الأقصى"، ودعمًا للمقاومة في لبنان وفلسطين وللأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، قدم وفد فرنسي - أوروبي - عربي كبير إلى لبنان، حيث زار روضة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، ومخيم برج البراجنة، برفقة المناضل المُحرَّر جورج عبد الله.
ويضمّ الوفد الزائر 81 شخصية من مدافعين عن حقوق الإنسان وناشطين سياسيين وإعلاميين، ممّن كان لهم دور فاعل في حملة تحرير المناضل عبد الله، يزورون لبنان لثلاثة أيام، للمشاركة في الملتقى التضامني الذي يُعقَد تحت عنوان "تحرير الأسرى في إطار سَيْرُورة مواجهة حرب الإبادة ودعم المقاومة".
وقدّم الشاهد على مجزرة صبرا وشاتيلا؛ جان جينيه، خلال الفعالية، شهادته عن أحداث المجزرة، قائلًا إنّه "شهد برواية ميدانية مفصّلة أنّ العملية لم تكن عملًا عفويًا من جهات محلية فحسب، بل إنّها مُخطّطٌ لها بدعم وإشراف جهات "إسرائيلية"".
وقال جينيه: "أضأتُ المخيّمات بحثًا عن الجناة. وفي صباح اليوم التالي للمجزرة، وجدتُ نفسي وحيدًا مع مصوّر وسط أكوام الجثث، وقضيت هناك أكثر من ساعة وكان المشهد مروِّعًا".
وأضاف: "أجريتُ تحقيقًا شخصيًا أظهر وجود مخطّط للتوغُّل في المخيّمات، وعثرتُ على مُخطَّط مكتوب على جدار في مكتب كانت تشغله قوات بالقرب من صبرا وشاتيلا".
كما أكّد أنّه تَعرَّض لإصابة قاتلة بـ"رصاص "إسرائيلي" الأصل" في الرئة، معتبرًا أنّ ذلك "دلالة على انعدام احترام هؤلاء للحياة".
وبينما شدّد على أنّ "محاولة تهميش أو تحويل رواية ما حدث إلى "فعل محلي ناقم" فقط هو وصف خطأ للتاريخ"، قال: "لا يجب أنْ نسمح بأنْ تقول وسائل الإعلام، إنّ ما حدث كان غضبًا محليًا فحسب بل كان برنامجًا للإبادة".
كذلك، دعا جينيه الحاضرين في الفعالية إلى "مواصلة التضامن وتَذكُّر أنّ أحداث صبرا وشاتيلا تشكّل حلقة في سلسلة من عمليات القمع والقتل التي طاولت الفلسطينيين منذ النكبة وما تلاها".
ثم زار الوفد مقبرة المجزرة، حيث أُلقيت كلمات لرئيس بلدية الغبيري أحمد الخنسا وعوائل الشهداء، إضافة إلى مداخلة من الوفد الفرنسي، تخلّلها وضع إكليل من الورد.
وجال الوفد في مخيم برج البراجنة وتجمَّع عند روضة القسّام، وهناك ألقى أمين سر اللجنة الشعبية عبس الغضبان كلمة ترحيبية بالوفد الذي ختم برنامج نشاطاته ليوم الجمعة بزيارة مقبرة الشهداء عند دوار شاتيلا، حيث وَضع إكليلًا من الورد على الأضرحة.