اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي مقابلة سماحة الشيخ نعيم قاسم بمناسبة مرور عامٍ على ‏تولّيه ‏الأمانة العامة لحزب الله

فلسطين

الحية: صمود غزّة أسقط أهداف الاحتلال. .والمقاومة ماضية بمسؤولية لحماية الحقوق الوطنية
فلسطين

الحية: صمود غزّة أسقط أهداف الاحتلال. .والمقاومة ماضية بمسؤولية لحماية الحقوق الوطنية

33

جدّد رئيس حركة حماس في غزّة،الدكتور خليل الحية، تأكيده على أنّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة قدّم نموذجًا فريدًا في الصمود والتضحية، رغم ما وصفه بـ"أعتى قوى الظلم والجبروت"، مشدّدًا على أنّ الاحتلال "الإسرائيلي"  فشل في تحقيق أهدافه الإستراتيجية والعسكرية بعد عامين من العدوان المتواصل.

فشل الاحتلال وثبات الشعب

وفي مقابلةٍ متلفزة، قال الحية إنّ العدوّ الصهيوني "كان يخطّط لتهجير الشعب الفلسطيني وإنهاء القضية"، لكن ثبات الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة أفشل كلّ تلك المخطّطات. وأضاف: "غزّة قدّمت أكثر من 10% من سكانها بين شهيد وجريح وأسير ومفقود، لكنّها أثبتت أن كرامة الأمة لا تُشترى، وأن الحقوق تُنتزع بالصبر والإيمان".

وأوضح الحية أنّ المقاومة لا تريد العودة للحرب ولا تعطي الاحتلال أي ذريعة لذلك، مؤكّدًا أنّ "المجتمع الدولي، الشعبي والرسمي، لن يسمح بتجدد العدوان، رغم استمرار بعض الأطراف بمحاولات إعاقة الإعمار أو دخول المساعدات تحت ذرائع واهية".

الملف الإنساني: الأسرى والجثامين

وفي ملف الأسرى الإسرائيليين، كشف رئيس حركة حماس في غزّة أن الحركة سلّمت حتّى الآن 20 أسيرًا من جنود الاحتلال، سواء من الخدمة أو الاحتياط، خلال الأيام الأولى من وقف إطلاق النار، مؤكدًا التزام المقاومة الكامل بما تم الاتفاق عليه.

وأشار الحية إلى أنّ عمليات البحث عن جثامين الجنود الإسرائيليين تواجه صعوبات كبيرة بسبب الدمار الهائل الذي خلّفه الاحتلال في غزّة وتغيير طبيعة الأرض، موضحًا أنه تم تسليم 17 جثة حتّى الآن من أصل 28، في ما لا تزال 13 جثة قيد البحث.

وأضاف أن كتائب القسام وفصائل المقاومة تعمل ليلًا ونهارًا للعثور على الجثامين، وأن هناك غرفة عمليات في القاهرة تضم الوسطاء وممثلين عن الاحتلال، في ما تتابع حماس كلّ التطورات "في غرفة مقابلة خاصة" على مدار الساعة.

التنسيق الميداني والمساعي الإنسانية

وبيّن الحية أن اتفاقًا جرى على إدخال معدات من الجانب المصري لتسهيل أعمال البحث، وقد تمّ تحديد مواقع جديدة داخل ما يُعرف بـ"المنطقة الحمراء" التي يتواجد فيها الاحتلال، مشيرًا إلى أنّ الصليب الأحمر الدولي يشرف على هذه العمليات بالتنسيق مع الأطراف المعنية.

وشدد الحية على أنّ المقاومة ملتزمة بإعادة الجثامين كافة، وأنّ الاحتلال "لا يملك أي مبرر لتوظيف هذا الملف الإنساني في إذلال الشعب الفلسطيني أو عرقلة الهدنة".

رسائل المقاومة

ووجّه الحية تحية إجلال للشعب الفلسطيني الذي "قدّم للعالم مثالًا في الصبر والفداء"، مؤكدًا أن طوفان الأقصى وما تلاه من صمودٍ في غزّة، يشكّلان مرحلة مفصلية في مسيرة النضال الفلسطيني نحو التحرير الكامل.

وقال:"نحن ماضون بثقة في طريقنا، لن نُستدرج إلى معركة يريدها العدو، لكننا لن نتنازل عن حقّنا في المقاومة والتحرير، فغزّة التي نزفت ووقفت، لن تُهزم".

وفي سياق حديثه، كشف رئيس حركة حماس في غزّة، الدكتور خليل الحية، عن تفاهمات وطنية واسعة مع مختلف الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة فتح، مشددًا على أنّ "هناك قضايا وطنية لا تملكها حماس وحدها، بل يملكها الكل الفلسطيني".

وأوضح الحية أنّ ما جرى الاتفاق عليه مع الفصائل هو ذاته تقريبًا ما تم التفاهم بشأنه مع حركة فتح، مشيرًا إلى أنّ البند الأول في البيان المشترك يتعلق بتشكيل اللجنة الإدارية التي يسعى الوسطاء، وفي مقدمتهم الإخوة المصريون، إلى إنجازها لتتولى إدارة قطاع غزّة بشكل كامل.

وأضاف الحية: "لقد وافقنا على مجموعة الأسماء التي عرضها الإخوة المصريون، وقلنا لهم نحن نعطيكم الحرية أن تختاروا من أبناء شعبنا الكفاءات الوطنية التي تدير قطاع غزّة. نحن جاهزون لتسليم مقاليد الإدارة بشكل كامل".

وكشف الحية أنّ حماس قدّمت قبل نحو أربعة أشهر قائمة تضم أكثر من أربعين اسمًا من الشخصيات الوطنية العامة غير الحزبية، مضيفًا أنّ اللجنة الإدارية "ستُدير القطاع في كلّ القضايا المدنية والخدمية، وستتبع لها قوة شرطية مدنية لتنفيذ مهام الأمن الداخلي".

وأكد أن اللجنة القادمة ستكون العنوان الرسمي لقطاع غزّة، مشددًا على أن حماس ماضية في تسليم إدارة القطاع لهذه اللجنة فور تشكيلها بشكل متفق عليه وطنيًا وبرعاية مصرية.

قوات أممية لمراقبة وقف إطلاق النار

وفي الشأن الميداني، أعلن الحية أن الفصائل الفلسطينية وافقت على وجود قوات أممية لمراقبة وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين، موضحًا أن مهمتها "ستكون محصورة في تأمين الحدود ومراقبة وقف النار، دون أي صلاحيات أو وجود داخل قطاع غزّة".

وقال الحية: "نرحّب بوجود جهات عربية وإسلامية ضمن القوات الأممية، شريطة أن تكون مهمتها حفظ وقف إطلاق النار ومراقبته فقط، دون أي تدخّل في الشؤون الداخلية للقطاع".

إعمار غزّة.. أولوية وطنية عاجلة

وفي ما يتعلق بملف الإعمار، كشف رئيس حركة حماس في غزّة أن الفصائل اتفقت على تشكيل هيئة دولية تُعنى بجلب التمويل والإشراف على إعادة إعمار القطاع، مؤكّدًا أنّ الأولوية الآن هي استمرار وقف إطلاق النار وتدفّق المساعدات والبدء الفوري بعملية الإعمار.

ودعا الحية المجتمع الدولي إلى الإسراع في تنفيذ الالتزامات الإنسانية وإزالة العقبات أمام دخول مواد البناء والمساعدات، مشددًا على أن شعب غزّة الذي صبر وواجه، يستحق أن تُبنى بيوته وأحياءه من جديد بكرامة وعدالة.

وشدّد الحية، على أن غزّة والضفّة الغربية تشكّلان وحدة وطنية لا تقبل التجزئة أو الفصل، مؤكدًا أن حركته ترفض أي مشروع سياسي أو أمني يسعى إلى عزل غزّة عن المكوّن الوطني الفلسطيني العام.

وقال الحية في حديثه:"نؤكد أن غزّة والضفّة الغربية هي وحدة وطنية واحدة، ولا نقبل فصل غزّة عن الضفّة. والأصل أن تنتهي مدة اللجنة الإدارية إمّا بإجراء انتخابات فلسطينية شاملة أو بتشكيل حكومة وطنية توافقية".

وأشار إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي"  لا يريد الفلسطينيين أصلًا، لا في غزّة ولا في الضفّة، محذرًا من أن استمرار المجتمع الدولي في الرضوخ للمطلب "الإسرائيلي"  يعني بقاء المنطقة في دوامة من عدم الاستقرار.

الحية: واشنطن اقتنعت بانتهاء الحرب وترامب التزم شخصيًا بوقفها

وتطرّق الحية إلى الموقف الأميركي قائلًا إنّ الإدارة الأميركية، وبعد فشل الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه العسكرية في غزّة، اقتنعت بضرورة إنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح حكومة نتنياهو كلّ الوقت والفرص لتحقيق ما تريد، لكنّها أخفقت تمامًا.

وأضاف: "عندما أعطى الرئيس ترامب التزامًا بانتهاء الحرب، لم يعد بالإمكان إقناعه بأكاذيب نتنياهو وألاعيبه. الإدارة الأميركية وصلت إلى قناعة أن استمرار العدوان بات عبئًا على الاستقرار الإقليمي وعلى واشنطن نفسها".

لقاءات سياسية رفيعة مع مسؤولين أميركيين

وكشف رئيس حركة حماس في غزّة عن لقاءات مباشرة عقدها مع مسؤولين أميركيين، بينهم ويتكوف وكوشنير، ولقاء سابق مطوّل مع بولر قبل أشهر، موضحًا أن اللقاءات تناولت الوضع في غزّة ومستقبل الحل السياسي في فلسطين والمنطقة.

وقال الحية: "أكدنا لهم أننا كفلسطينيين دعاة استقرار ولسنا هواة حروب ودماء، وكلّ  ما نطالب به هو حقنا الطبيعي في العيش بكرامة داخل دولتنا الفلسطينية المستقلة. مشكلتنا ليست مع العالم، بل مع من احتل أرضنا وطردنا منها".

وأوضح الحية أن الوفد الأميركي "تفاجأ حين التقى بمجموعة من الأساتذة والمهندسين والأطباء الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أنهم أدركوا أن صورة حماس في الإعلام الغربي مشوّهة عمدًا، وأنّ "الحركة تضمّ كفاءات وطنية مؤمنة بالعدالة والسيادة والحرية".

وتوقف الحية، عند "حادثة الدوحة" التي شكّلت  منعطفًا حاسمًا في مسار الحرب على غزّة، ومؤشرًا واضحًا على بداية نهايتها، مؤكدًا أن ما جرى في العاصمة القطرية كشف عجز الاحتلال السياسي والعسكري في آنٍ واحد.

وقال الحية: "حدث الدوحة وما أحدثه من فشل ذريع للاحتلال ال"إسرائيلي"، هو الفشل الأكبر في تاريخ هذا الكيان، فقد تهاوت صورة “الجيش الذي لا يُقهر” أمام إرادة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، وبدأت بعده ثورة غضب دولية ضدّ العدوان".

وأضاف أن من غير المعقول إن "تُسلّمنا قطر، عبر رئيس وزرائها، مقترحًا أميركيًا عصرًا، ثمّ يصلنا المقترح نفسه معدّلًا بالكامل في التاسعة مساء، ليقصفنا الاحتلال في اليوم التالي وهو يعلم أننا سنناقش هذا المقترح"، معتبرًا أن هذا السلوك "الإسرائيلي"  كشف استخفاف الاحتلال بكلّ جهود الوساطة، بما فيها الأميركية والقطرية والمصرية.

وأوضح الحية أن كلّ هذه العوامل مجتمعة جعلت من حادثة الدوحة منحنىً فاصلًا في مسار الحرب، ونقطة بداية فعلية لنهايتها، بعدما أدرك العالم أن الاحتلال غير قادر على فرض شروطه أو تحقيق أهدافه العسكرية.

الحية: سلاحنا شرعي ما دام الاحتلال قائمًا… ومستعدون للالتزام بوقف النار

وجدّد رئيس حركة حماس التأكيد على أن الشعب الفلسطيني يخوض نضاله المشروع وفق القانون الدولي الذي يقرّ بحق الشعوب تحت الاحتلال في مقاومته، مشيرًا إلى أن سلاح المقاومة مرتبط وجودًا بعدوان الاحتلال واستمراره.

وقال: "سلاحنا الذي نحمله نحن وكلّ  الفصائل هو سلاح حق وعدالة. فإذا انتهى الاحتلال وأقيمت لنا دولة فلسطينية مستقلة، فإن هذا السلاح وحامليه سيت"حولون" إلى جزء من الدولة وأجهزتها الشرعية".

وكشف الحية أن هناك حوارًا وطنيًا فلسطينيًا جادًا لمقاربة هذه القضايا الحساسة، بهدف إيجاد حلول تحفظ الحق المشروع في المقاومة، وتؤمّن في الوقت نفسه استقرار وقف إطلاق النار، مؤكدًا استعداد حماس لالتزام تام بالاتفاق ما التزم به الاحتلال.

الحية: غزّة ستكون آمنة بوجود القوات الأممية والسلطة الإدارية الجديدة

وأشار الحية إلى أن وجود القوات الأممية التي ستراقب وقف إطلاق النار إلى جانب اللجنة الإدارية التي ستدير القطاع، سيجعل غزّة منطقة آمنة ومستقرة، مشددًا على أن "الضمانة الحقيقية تكمن في التزام الاحتلال بالاتفاق".

وأوضح أن الاتفاق لا يزال في مراحله الأولى، قائلًا:"نحن ما زلنا نتحدث عن الجثامين، وعن إدخال المساعدات والإيواء، بينما لا يزال شعبنا مشردًا في العراء. ما نحتاجه الآن هو إنقاذ أهلنا وإيواؤهم واستمرار وقف إطلاق النار وبدء الإعمار الفوري، فهذه الخطوات ستمنح شعبنا الأمل وتثبّت صموده".

 الطوفان أحدث ثورة معرفية ووجدانية في العالم

وأشار الحية إلى أن المعركة أحدثت ثورة معرفية ووجدانية عالمية ضدّ الكيان الصهيوني، موضحًا أن ما كانت تحتاجه القضية الفلسطينية لعقود من التوضيح والجهد الإعلامي أنجزه طوفان الأقصى في شهور قليلة.

وقال: "اليوم، الجامعات والشارع العالمي وحتّى بعض المؤسسات الرسمية، بدأت ترى حقيقة الاحتلال بوضوح. لم تعد الرواية الصهيونية مقنعة كما كانت، والعالم بدأ يطالب بمحاسبته على جرائمه".

وأكد أن الخطوة القادمة يجب أن تكون ترجمة هذا التحول العالمي إلى فعل سياسي واضح عبر محاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم والإسراع في إقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين، حتّى يشعر الفلسطيني أن دماء الشهداء لم تذهب سدى.

 الضفّة تقاوم الاستيطان… وغزّة والضفّة وحدة واحدة في الميدان والمصير

واختتم الحية حديثه بالتأكيد على أن الضفّة الغربية اليوم تواجه أعتى موجات الاستيطان والضم والقمع، قائلًا:"شعبنا في الضفّة يدفع أثمانًا باهظة، وما من سبيل أمامه إلا المقاومة. فالمحتل لا يفهم إلا لغة القوّة".

وشدد على أن المشروع الوطني الفلسطيني لا يكتمل إلا بوحدة غزّة والضفّة والقدس في ميدان النضال والسياسة، مضيفًا:"لا نريد لشعبنا أن يستمر في المعاناة، بل أن يعيش في أمن واستقرار داخل دولته المستقلة. نحن قدمنا أعز ما نملك من أبنائنا وقادتنا في سبيل هذا الهدف، وسنواصل حتّى يتحقق".

الكلمات المفتاحية
مشاركة