اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الاحتلال يحرم مرضى مسافر يطا في الضفة الغربية من أبسط حقوقهم الصحية

نقاط على الحروف

يا ولادي...
نقاط على الحروف

يا ولادي..." صرخة لن يسمعها الموفدون! 

113

هي صرخة أمّ من الجنوب، في البياض، شقّت بالأمس صدر كلّ من به شرف.. بل صرخة أرض الجنوب كلها، صرخة أرض المقاومة التي منذ أن أتاحت فرصة للدبلوماسية بأن تردّ عنها نار العدا، تجرأت عليها النار في كلّ يوم أكثر.. 

والدة الشهيدين اللذين جرى استهدافهما بالأمس أمام عينيها، هي كلّ والدة في مجتمع المقاومة، المجتمع الذي تتمّ تصفية خيرة أبنائه أمام عينيه، وبغطاء دوليّ ومحلّي.. في حرب يخوضها الصهاينة ضد لبنان من طرف واحد، منذ اعلان وقف اطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤. 
دويّ الصرخة تلك، وجب أن يهزّ الضمائر التي لم يزل فيها ذرّة من حياة، ووجب أن يستدعي على الأقل موقفًا حاسمًا ممّا يُسمّى الدولة اللبنانية، ولا نقول هنا أنّها مطالبة بموقف قتاليّ لا سمح الله، وإنّما على الأقل الانسحاب من أي التزام رضيت به في تنسيقها مع الأميركي، وتهديد "الإسرائيلي" بتفويض المقاومة للدفاع عن الأرض والناس وصدّ العدوان! تهديد فقط، كان سيكفي ليتبيّن للناس إن كان في "الدولة" أيّ مؤشّر حياة.. وحكمًا، سيكفي لردع العدوّ عن مواصلة عدوانه. 

أكثر من ٤٠٠ شهيد منذ إعلان وقف اطلاق النار، ولم يزل الموقف الرسمي يبدأ ب"نحن ملتزمون سحب سلاح حزب الله".. يمعن الصهاينة فينا قتلًا، وتمعن الدولة في طمأنته على التزامها بتنفيذ أوامره، وبخجل تطالبه أن يمهلها قليلًا.. يزداد غيًّا ووحشية، وتزداد طواعية وصمتًا وحتى تواطؤًا، تحت مسميّات مختلفك.
ما يجري في لبنان منذ تشرين الثاني ٢٠٢٤ من اعتداءات متواصلة ومتصاعدة، ومن ضغط داخلي على المقاومة، يشكّل اليوم، بعد مضي عام، دليلًا قاطعًا، لمن يحتاج دليلًا، على عجز الدبلوماسية عن تكريس أيّ حقّ وعن ردع أيّ اعتداء ولا سيّما إن كانت خطّتها البكاء عند الأميركي،  وتغريب المكوّن المقاوم.. وبالتالي، هو الدليل على أنّه يردع العدو ويحمي الناس إلّا المقاومة.. ولذلك نرى، حتى الذين قبل تشرين الثاني ٢٠٢٤ كانوا يعتقدون بجدوى "الدبلوماسية"، قد أوقنوا الآن أنّها مجرّد انبطاح تحت مسمّى أنيق!
يستضيف لبنان هذا الاسبوع عددًا من الموفدين وسط تصاعد لغة التهويل والتهديد في الاعلام المحلّي الذي يروّح لرسائل تحذيرية يحملها هؤلاء الموفدون. ماذا لو استفاقت الدولة على فداحة سكوتها المتواطىء، وقرّرت بدل استلام الرسائل من الموفدين، تحميلهم رسائل إلى دولهم تبلغهم فيها أنّ فشل الدول والدبلوماسية في حماية لبنان وأهله يقود حكمًا إلى استخدام قوّة لبنان، أي المقاومة وسلاحها.. لطالما طالب السيد الشهيد الدولة بأن تستخدم ورقة القوة الوحيدة التي يمتلكها. 
هو احتمال غير وارد لأسباب كثيرة، ولكنّه موضوعيًا  الاحتمال الوحيد الذي يمكن أن يمنع استمرار المجزرة على أرضنا..

بالأمس، صرخت أمّ وسط حريق قلبها "يا ولادي".. 
ومنذ الأمس وحتى الساعة، لم يُسمع صدى الصرخة المكلومة تلك في أروقة تتجهّز لاستقبال الموفدين وتلقّي تعليماتهم، وربّما للانبطاح بين ايديهم! كذلك لم يُسمع الصوت في أروقة الاعلام المحلّي، ولا في صحافة تشريع القتل ما دام المقتول فيه من "ريحة" المقاومة، وما دام القاتل "إسرائيل".. ثمّ بعد كلّ ذلك يُسأل أهل المقاومة "لماذا لا تتخلّون عن السلاح!؟"..

الكلمات المفتاحية
مشاركة