اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بري مُطمئِن: لا حرب.. وهذا ردّي على مقاطعي التشريع

مقالات مختارة

اليمن وحسابات الاحتلال في الحرب على لبنان
مقالات مختارة

اليمن وحسابات الاحتلال في الحرب على لبنان

82

صحيفة البناء - ناصر قنديل

تنقل جهات دبلوماسية غربية أسئلة تعكس وجود توقعات بإعلان اليمن الانضمام إلى المقاومة اللبنانية في حال تعرّضها لحرب إسرائيلية، وتسعى إلى الحصول على محاولات للإجابة عليها، وتقول هذه الجهات إن اليمن الذي أعلن ونفذ خلال سنتين إسناده لغزة، نجح بصناعة معادلة لم تتمكن أميركا و”إسرائيل” من كسرها، حيث بقي الحصار اليمني فعالاً في البحر الأحمر، ولم تتمكن أميركا و”إسرائيل” من ضمان عبور السفن المتوجهة إلى موانئ الكيان في البحر الأحمر، كما تصاعدت مشاركة الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية في استهداف العمق الإسرائيلي، بتقنيات لم تتمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية من التعامل معها، وتسببت دائماً في إجبار ملايين المستوطنين على النزول إلى الملاجئ وأحياناً بصورة يومية، ويقول السؤال: هل إعلان اليمن عن إسناد لبنان في حال شنت “إسرائيل” الحرب عليه هو احتمال قيد التداول؟

الجواب الذي حصلت عليه الجهات الدبلوماسية يقول إن الأمور بظروفها، وإن المقاومة في لبنان والقيادة اليمنية وقادة محور المقاومة لن يكشفوا خططهم للتعامل مع فرضية شن حرب على لبنان، لكن على من يدرس خيار الحرب أن يستعيد لحظة شن الحرب على غزة، عندما أعلنت المقاومة في لبنان وأعلن اليمن والمقاومة في العراق فتح جبهات إسناد لغزة، وأن احتمال قيام اليمن والعراق مجدداً بالإعلان عن إسناد لبنان ومقاومته هو احتمال وارد لا يجوز استبعاده.

خلال الزيارات التي قام بها الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني للبنان، وخصوصاً زيارته الأخيرة التي ترافقت مع ترويج تهديدات بشن حرب على المقاومة ولبنان، فهم بعض المسؤولين اللبنانيين من سياق كلامه أن موقف إيران هو كما يلي، “إن الحرب بين إيران و”إسرائيل” لم تنته وهي في حال هدنة ولا شيء يمنع أن تعتبر إيران شن الحرب على لبنان والمقاومة مقدمة لاستئناف الحرب عليها وتبادر إلى الدخول على خط الحرب استباقاً باعتبار الإسناد بمثابة عمل دفاعيّ عن إيران”، وإيران لا تخدع نفسها بوهم أن نجاح الحرب على المقاومة يمكن أن يعني توقف الحرب عند هذه الحدود واكتفاء “إسرائيل” بهذه النتيجة.

بعض اللبنانيين المعادين للمقاومة يعيشون في أحقاد تمنع عليهم الخروج من قوقعة مغلقة عند حدود تصريحات مورغان أورتاغوس وتوماس برّاك، فلا يرون أبعد منها، حسابات موجودة خلف كلمات أورتاغوس وبرّاك، تعبر عنها أسئلة أعمق بكثير عن القلق من أن تنتهي الحرب كما انتهت حرب الستين يوماً بعد عودة المقاومة إلى جنوب الليطاني ورفضها أي اتفاق مخالف لنص القرار 1701 لجهة ربط إخلاء المقاومة جنوب الليطاني بالتحقق من اكتمال الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق، ووقف كل الأعمال العدائيّة ضد لبنان بما في ذلك انتهاك الأجواء اللبنانية بالطائرات الحربية والمسيرة.

المقاومة تأخذ بجدّية التهديد بالحرب، وهي تدرك مخاطر ذلك عليها وعلى بيئتها، وحجم ما يستطيع الاحتلال إلحاقه بها والبيئة المناصرة لها من خسائر، ولذلك هي لا تقوم بالردّ على الاعتداءات التي تستهدفها رغم كلفتها الباهظة، كي تبقي التعامل مع موجبات اتفاق وقف إطلاق النار ومن ضمنه حق الدفاع بيد الدولة اللبنانية، ليتسنى لها دون أن تتعرّض لأي انتقاد بتوفير الذريعة للعدوان، أن تعلن عند شن الحرب أن اتفاق وقف إطلاق النار قد سقط وسقطت معه كل مندرجاته بما في ذلك الانسحاب من جنوب الليطاني، كي لا يتوهم الاحتلال أنه يستطيع خوض الحرب النارية مستفيداً من تفوّقه الجوي، رغم ما يستطيعه سلاح الصواريخ والطائرات المسيرة لدى المقاومة، وقد بقي فاعلاً حتى وقف إطلاق النار، وكي ينتبه الاحتلال أن الحرب الفعلية إذا قام بشنها سوف تكون على الجبهة البرية التي أثبتت المقاومة تفوقها فيها والأمور قد تغيرت لصالح المقاومة أكثر في أي حرب جديدة، خصوصاً مع ما لحق بقوات البر في جيش الاحتلال منذ اتفاق وقف إطلاق النار من ضعف وتآكل واهتلاك.

في حرب 2006 كانت نقطة تفوق المقاومة مفاجآتها، وفي الحرب الأخيرة تفوق الاحتلال بمفاجآته، وفي الحرب القادمة الجولة الخاصة بالمفاجآت للمقاومة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة