اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الوفاء للمقاومة تدعم مواقف الرئيس بري: ندين جرائم الاغتيال الصهيونية ضد اللبنانيين

نقاط على الحروف

بليدا وقرى الحافة.. من يحميها و
نقاط على الحروف

بليدا وقرى الحافة.. من يحميها و"الدولة نائمة"؟

95

تتعرض قرى الحافّة بشكل يوميّ للعدوانية المتواصلة منذ إعلان وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني ٢٠٢٤، ويتعرّض أهلها العُزّل لمختلف الاعتداءات والانتهاكات التي تطاول كلّ تفاصيل حياتهم في قراهم، وتهدّدهم في كلّ لحظة: من الاستهدافات شبه اليومية إلى الإطباق الجوّي بالمسيّرات، ومن تدمير جميع وسائل الصمود إلى المنع من استخدام الأراضي الزراعية التي يمتلكونها على مقربة من الحدود. يعاني أهل هذه القرى من الاحتلال غير المعلن، على مرأى من "الدولة" التي تكفّلت بحمايتهم وصون كراماتهم بسلاح الدبلوماسية وسياسة التباكي. 

التصعيد المستمرّ الذي بلغ بالأمس حدّ التوغّل البرّي وإقتحام مبنى البلدية في بليدا وقتل الموظف الذي يبيت فيه الشهيد إبراهيم سلامة، يجري ذلك على مرأى ومسمع "الميكانيزم"، و"اليونيفيل" وكافّة الأطراف الضامنة لوقف الأعمال العدائية. ولا نجزم إن كان على مرأى ومسمع الدولة، فالحدث جرى ليلًا، وأغلب الظنّ أن "الدولة" كانت نائمة! وحين استفاقت، أدانت بالطبع ما جرى، من دون اتّخاذ أيّ إجراء استثنائي أو مختلف عمّا اعتمدته منذ ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤، أي حافظت على وتيرة العجز ذاتها، والتي أثبتت لا فشلها فحسب، بل وأيضًا لا جدوى توقّع أيّ فعل عمليّ يحاول على الأقل منع العدوان، أو يمارس ضغطًا حقيقيًا على الأطراف الضامنة.

وللمفارقة، كانت هذه القرى بالذات قد شهدت طوال أيام وليالي معركة "أولي البأس" مواجهات أسطورية صدّ فيها رجال المقاومة كلّ محاولات التوغّل والتمركز التي قام بها العدو، بغطاء ناريّ كثيف ومتواصل، وبتغطية سياسية دولية ومحلية! 

من جهة أخرى، تجاهل الإعلام "السياديّ" فداحة الحدث، نقله في أحسن الأحوال كحادثة عابرة، لا ترقى حتّى لحادث سير أو لهزّة أرضية خفيفة: سوّق للرواية الصهيونية عبر نقلها كما هي، والتي كالعادة تحمل ادعاءات باطلة وأكاذيب مكشوفة، وذهب بعضه كصحيفة النهار مثلًا إلى الاكتفاء بنقل الخبر بشكل حيادي، مسبوقًا ومتبوعًا بما صرّح به جيش العدوّ حول الجريمة!. 

بطبيعة الأحوال ليس متوقّعًا من الإعلام المتأمرك أن يشنّ حملة إعلامية للدفاع عن أرض الجنوب وأهله ولكن وجب عليه التظاهر بالتحلّي بالأخلاق السيادية أقلّه اعتبارًا لكون المبنى الذي تعرّض للتوغّل هو مبنى "حكوميّ"، أي مشمول بنعمة السيادة، ولكون الشهيد موظفًا في "الدولة".

منذ ساعات الصباح الأولى، شهدت جميع القرى والبلديات المجاورة لبليدا حالًا من الغليان والنقمة: لقد تُرك أهل المنطقة عُزّلَ، غير مسموح لهم بالدفاع عن نفسهم، ومجبرين على تصديق جدوى طلب الحماية من "اليونيفيل" - قوات الطوارىء الدولية التي على رأس مهامها المفترضة منع الاعتداءات والخروقات، وبالفعل، كانوا قد طلبوا المساعدة من "اليونيفيل" أثناء تواجد القوّة المعادية المتوغّلة في مبنى البلدية، وأثناء قيامها بإعدام ابنهم إبراهيم سلامة، إلّا أن دورية "اليونيفيل" لم تحضر، ولن تفعل مهما تكرّر هذا العدوان. فالأمر الأميركي واضح لكلّ الأطراف، وجميع البروتوكولات والضمانات هي مجرّد حبر على ورق، وهذا ما يلمسه الجنوبيون يوميًا، فيوقنون في كلّ يوم أكثر ألّا شيء يحميهم ويحمي أرضهم إلّا المقاومة!.

الكلمات المفتاحية
مشاركة