لبنان
في بحر العريضة – عكار، خاض الشاب محمد الخالد رحلته الأخيرة في الغوص، رحلة لم تكن هذه المرة بحثاً عن هواية اعتادها، بل عن لقمة عيش تحفظ كرامة أسرته وتسد رمق أطفاله.
محمد الخالد، المعروف بـ"أبو محمود"، من مواليد عام 1977، عسكري متقاعد في الجيش اللبناني ومن أبناء بلدة دوير عدوية العكارية. عرفه أهله وجيرانه رجلاً مكافحاً يقضي ساعات طويلة في صيد الأسماك ليؤمن قوت أسرته في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أنهكت اللبنانيين.
لكن البحر الذي كان رفيق رزقه، كان أيضاً شاهداً على رحيله الموجع. فخلال ممارسته الغطس ليلاً في بحر العريضة، فُقد أثره قبل أن يُعثر على جثته لاحقاً ويتم نقلها إلى مستشفى طرابلس الحكومي.
رحل محمد تاركاً خلفه أسرة صغيرة اعتادت صموده وصبره، ورمزاً جديداً لمعاناة كثيرين في هذا الوطن، ممن يغامرون بحياتهم يوماً بعد يوم بحثاً عن لقمة شريفة في زمن ضاقت فيه سبل العيش.
بين أمواج البحر وصمت الفقد، تختصر قصة محمد الخالد حكاية اللبناني الذي يقاوم الفقر بالكرامة، ويُلقي به الموج على شاطئ الوهن.