تحقيقات ومقابلات
لم تترك الحرب التي شنّها العدوّ "الإسرائيلي" مجالًا من مجالات الحياة في لبنان إلا واستهدفتها، وكان من بين هذه المجالات الجانب النفسي والمعنوي خاصةً المرتبط بالشق التربوي والتعليمي.
موقع "العهد" الإخباري، والذي يُواكب مراحل التعافي من آثار العدوان وعملية إعادة الإعمار بمراحلها المختلفة، تواصل مع السيد حمزة شرف الدين مسؤول التعبئة التربوية في منطقة النبطية للوقوف عند الواقع التربوي في المنطقة، ومدى تأثير الحرب في الطلاب نفسيًا، إلى جانب الإجراءات المتخذة في إطار معالجة هذه الآثار الحرب وتعزيز صمود الأهالي وأبنائهم في قراهم ومدنهم.
بحسب شرف الدين، الواقع منذ ما قبل الحرب كان مأزومًا نسبيًا، واستمر هذا الأمر خلال الحرب، حيث كان التعليم بالنسبة إلى الطلاب متعبًا جدًا. وأكّد شرف الدين: "أننا أولينا الجانب النفسي وتقويمه، إضافةً إلى الجانب المادي كان أمرًا أساسيًا في معالجة آثار العدوان. ومنذ اللحظة الأولى لنهاية الحرب كان لا بد لنا من وضع خطة وبرمجة للأنشطة التي تعالج وتسهم في تخفيف الضغط النفسي على الطلاب".
وأضاف: كان لنا دور مهم مع الكادر التعليمي؛ حيث أجرينا مجموعة من الورش والدورات التي تساعدهم في التخفيف عن الطلاب؛ وكذلك كان لنا دور مع أولياء الأمور لمتابعة أطفالهم وشبابهم خلال هذه المرحلة".
كما أكّد شرف الدين أن الطلاب، خلال هذه المرحلة كانوا أبطالًا، وعباراتهم كانت واضحة بأننا نريد أن نكون أكثر وفاءً لدماء الشهداء وجراحات الجرحى. وهذا ما ثبت من خلال نتائج الامتحانات الرسمية، فقد كان لدينا الأول على لبنان في العلوم العامة والأولى على لبنان في الاجتماع والاقتصاد.
وأردف: نحن، في التعبئة التربوية، لا بد لنا أن نوضح للطلاب من هو هذا العدو، وأن نربي أطفالنا على أننا من مدرسة تؤمن أن الحق والعدالة هما أساس المجتمع، مضيفًا أنّ هذه البيئة لا يمكن أن تهزم؛ لأنها تربت على فكرة أساسها أن العدو "الإسرائيلي" هو المعتدي وليس له أي حق في وجوده في أي بقعة من بقاع الأرض الحبيبة لبنان، وينبغي علينا أن نبذل الدماء والمهج في سبيل هذه القضية.
وشدّد شرف الدين على: "أننا أبناء هذه الأرض، نحن وأبناؤنا، ولن نتركها. وهي أرضٌ جبلت بدماء آبائنا وأجدادنا، ونحن لا بد أن نكمل هذا الطريق كي نبقى مدافعين ومقاومين عن هذه الأرض، مؤكّدًا أن الانتماء الأساسي في هذه المرحلة وما قبلها للوطن الذي لطالما أحببناه، ولطالما ضحينا من أجله، وما زلنا نضحي من أجله، ولن نسمح لهذا العدو أن يتسلل إلينا ويبعدنا عن بيئتنا وعن ناسنا ومجتمعنا".