لبنان
معركة نقابة المحامين في طرابلس.. السياسة تُحاصر الاستقلال النقابي
انتخابات نقابة محامي الشمال تنطلق وسط تجاذبات سياسية وتأكيد على استقلالية العمل النقابي
انطلقت صباح اليوم الأحد (9 تشرين الثاني/نوفمبر 2025) في نقابة محامي الشمال انتخابات منصب النقيب وأعضاء مجلس النقابة، وسط تدخلات سياسية واضحة ألقت بظلالها على المشهد، رغم تمنيات المرشحين ومعظم المحامين بإبقاء السياسة خارج أسوار النقابة حفاظًا على استقلاليتها ودورها المهني.
ويتنافس على منصب النقيب كلّ من مروان ضاهر المدعوم من تحالف يضمّ تيار "الكرامي" و"المستقبل" و"المردة"، في مواجهة شوقي ساسين المرشّح المستقل الذي يحظى بدعم عدد من النقباء السابقين. كما يخوض زاهر مطرجي ونبهان حداد السباق إلى عضوية مجلس النقابة.
وشهدت القاعات داخل دار النقابة إقبالًا كثيفًا من المحامين والناخبين، حيث تجاوزت نسبة المشاركة ٨٠ بالمئة من أصل نحو ١٣٠٠ محامٍ مؤهلٍ للاقتراع، ما عكس الاهتمام الكبير بهذا الاستحقاق الذي يُعدّ اختبارًا جديدًا بين المستقلين والأحزاب داخل الجسم النقابي.
وافتُتحت العملية الانتخابية بكلمةٍ ألقاها النقيب السابق سامي الحسن، أكد فيها أن هذا اليوم هو "يوم نقابي بامتياز"، داعيًا إلى التمسك بروح الوحدة والمنافسة الشريفة، ومشدّدًا على أن "دولة القانون تبدأ من النقابة، لأنها بيت العدالة وأساس بناء الوطن السليم".
وفي ظل أجواء التنافس الحاد، حاول المرشحون التقليل من تأثير السياسة على خيارات المحامين. فقد قال مروان ضاهر لموقع العهد الإخباري إنّ "الاستحقاق نقابي بحت، وجميعنا نعمل من أجل مصلحة النقابة بعيدًا عن الاصطفافات السياسية".
أما شوقي ساسين، فرأى أنّ "ما يجري اليوم هو عرس ديمقراطي بكلّ ما للكلمة من معنى، فالنقابة لا تباع ولا تُشترى، وجميعنا حزب واحد لخدمة الزملاء وحماية كرامة المهنة".
وتُجرى عملية الاقتراع منذ التاسعة والنصف صباحًا بإشراف لجنة متخصّصة ومتابعة دقيقة من مراقبين وطلاب كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، على أن تُقفل الصناديق عند الساعة الثالثة عصرًا تمهيدًا لبدء الفرز وإعلان النتائج.
ومهما كانت النتيجة، تبقى نقابة المحامين في طرابلس أمام مفترق حقيقي بين تكريس استقلالها المهني أو استمرار تمدد الحسابات السياسية داخلها، في مشهد يعكس صورة مصغّرة عن معركة أوسع بين النقابية والسياسة في لبنان.