عربي ودولي
في لحظة يترقّبها العراقيون والعالم، يتّجه العراقيون يوم الثلاثاء في 11 تشرين الثاني/نوفمبر إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في سادس انتخابات برلمانية منذ الغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدّام حسين عام 2003.
وبدأ الناخبون العراقيون من أفراد القوات الأمنية والعسكرية، اليوم الأحد التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر، الإدلاء بأصواتهم في التصويت الخاص، الذي يسبق بيومين الانتخابات البرلمانية العامة، في خطوة تهدف إلى تمكينهم من ممارسة حقهم الدستوري قبل انشغالهم بتأمين مراكز الاقتراع يوم التصويت العام.
وتُعدّ هذه المرحلة أولى محطات الانتخابات البرلمانية، في وقت يأمل فيه العراقيون أن تفتح هذه الانتخابات صفحة جديدة من الاستقرار السياسي بعد سنوات من الأزمات والانقسامات.
وفيما شوهدت المراكز الانتخابية مكتظة بعناصر القوات الأمنية ومنتسبي الوزارات المختلفة، إلى جانب النازحين في مخيمات أربيل ودهوك، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات البرلمانية العراقية أنّ "التصويت الخاص سار بانسيابية ونسبة المشاركة بلغت 82%".
وقد أعلن رئيس "مجلس المفوضين" في العراق، عمر أحمد في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، أنّ "العدد الكلّي للمصوّتين للتصويت الخاص" في الانتخابات البرلمانية "تجاوز مليونًا و100 ألف".
وتشمل عملية التصويت الخاص أكثر من 1.3 مليون ناخب من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية وقوات البيشمركة، إلى جانب نحو 26 ألف نازح، موزعين على أكثر من 800 مركز اقتراع و4 آلاف محطة في عموم البلاد، وبحسب رئيس خلية الإعلام الأمني اللواء سعد معن، فإن "هناك إقبالًا كبيرًا من قبل منتسبي الأجهزة الأمنية للإدلاء بأصواتهم".
وفي السياق ذاته، كانت قيادة العمليات المشتركة قد أعلنت أن يوم الانتخابات لن يشهد فرض أي قيود على حركة المركبات، وأن الطرق ستبقى مفتوحة لتسهيل وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع، في خطوة تهدف إلى تقليل الاحتكاك الأمني وضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة.
ومع اكتمال التصويت الخاص بنهاية هذا اليوم، تستعد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لمرحلة العدّ الإلكتروني ونقل صناديق الاقتراع إلى المركز الوطني، تمهيداً لإعلان النتائج الأولية. ويمثل هذا اليوم، بحسب مراقبين، اختباراً حقيقياً لقدرة العراق على إدارة عملية انتخابية منظمة وشفافة، وتأكيداً على أن المؤسستين الأمنية والعسكرية باتتا جزءاً فاعلاً من ترسيخ الممارسة الديمقراطية في البلاد.
ووسط كل هذه الاستعدادات، تبدو مشاركة العسكريين والنازحين اليوم مؤشرًا مهمًا على الانضباط والشفافية في العملية، فيما يترقب الشارع العراقي نتائج هذه المرحلة الأولى من الانتخابات التي قد ترسم ملامح المشهد السياسي للسنوات الأربع المقبلة.