خاص العهد
تحت وقع الهزتين الأرضيتين اللتين شعر بهما اللبنانيون اليوم عاد الحديث مجددًا عن واقع الأبنية المتصدعة في طرابلس
المدينة التي تخفي خلف جدرانها القديمة مخاوف لا تهدأ كلما اهتزت الأرض أو دوى إنذار زلزالي جديد ورغم محدودية الأضرار فإن الهزات الأخيرة أعادت تسليط الضوء على خطر صامت يتهدد حياة مئات العائلات.
أعادت الهزتان اللتان ضربتا لبنان اليوم الاهتمام بواقع الأبنية المتصدعة في طرابلس بعدما شعر بها السكان بشكل واضح وإن لم يسجل أي أضرار كبيرة أو حالات هلع واسعة؛ إذ اقتصر الأمر على مغادرة عدد محدود من المواطنين منازلهم احتياطًا.
الهزتان اللتان بلغت إحداهما 5.36 درجات على مقياس ريختر أعادتا إلى الأذهان صورة الخطر الكامن في الأبنية القديمة التي تنتشر في أحياء طرابلس الشعبية، حيث التصدعات واضحة والبيوت متشققة والجدران مائلة منذ سنوات، دون أي تدخل فعلي من الجهات المعنية.
سكان المدينة الذين عاشوا زلازل سابقة يدركون أن المشكلة لا تكمن في الهزة نفسها بل في هشاشة الأبنية وغياب الرقابة الهندسية، خصوصًا أن تقارير بلدية سابقة تحدثت عن مئات المباني المهددة بالانهيار في حال تعرُّض المنطقة لهزات قوية.
وتؤكد مصادر هندسية لموقع العهد الإخباري، أن أغلب هذه الأبنية شيدت على أسس غير متينة، ودون مراقبة فنية، وأن استمرار الإهمال يجعل أي نشاط زلزالي مصدر خطر حقيقي على حياة السكان.
وفي ختام اليوم أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني بيانًا أعلنت فيه، أن عناصرها نفذوا مهمات ميدانية في طرابلس لمواكبة سلامة المواطنين بعد هزة خفيفة شعر بها سكان لبنان، وأكدت أن المدينة خالية من أي أضرار أو مخاطر فورية مشددة على استمرار الجهوزية التامة لمواكبة أي تطورات قد تطرأ في الساعات المقبلة رغم الإمكانات المتواضعة.
ورغم الاطمئنان النسبي الذي تبديه الجهات الرسمية يبقى ملف الأبنية المتصدعة في طرابلس بمنزلة قنبلة موقوتة تحتاج إلى معالجة عاجلة، قبل أن تتحول أي هزة قادمة، مهما كانت خفيفة إلى مأساة جديدة تضاف إلى أوجاع الطرابلسيين.