اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الدكتور حسين يوسف لـ"العهد": السيد صفي الدين جعل من كل متربٍّ مشروع قائد

خاص العهد

خاص العهد

ملتقى "دور القائد في التربية".. فكر الشهيد السيد الهاشمي حول بناء الإنسان المقاوم

48

نظّم مركز الأبحاث والدراسات التربوية ملتقًى تربويًّا بعنوان: "دور القائد القدوة في التربية على المقاومة – السيد هاشم صفي الدين نموذجًا"، بحضور نخبة من التربويين والأكاديميين والفاعلين في الحقل الثقافي والاجتماعي.

الملتقى الذي استحضر تجربة الشهيد السيد هاشم صفي الدين في الإشراف والتوجيه التربوي، جاء ليعيد قراءة فكره في بناء الإنسان المقاوم، وترسيخ مفهوم القدوة كمنهجٍ تربويٍّ شامل تتجسد فيه القيم، وتُترجم من خلال الممارسة اليومية في المدرسة، والجامعة، والكشاف، والمجتمع.

الشيخ نزيه فياض: الكشاف في فكر السيد صفي الدين..مدرسة القيم والانتماء

في مستهلّ أعمال الملتقى، قدّم رئيس جمعية كشافة الإمام المهدي (ع)؛ الشيخ نزيه فياض مداخلته التي أكد  فيها على أن السيد هاشم صفي الدين (رض) لم ينظر يومًا إلى الكشاف كحركةٍ شبابيةٍ تقليدية، بل كمؤسسة تربوية تعبويّة تُسهم في بناء الإنسان المؤمن برسالته، والمستعدّ للتضحية في سبيلها.

وقال الشيخ فياض: إن "الكشاف في فكر السيد الهاشمي هو جبهةٌ من جبهات المقاومة، تُزرع فيها بذور الإيمان والانضباط والخدمة. لم يكن يرى في النشاط الكشفي ترفًا، بل تدريبًا يوميًّا على المسؤولية، وعلى الحياة في خدمة الناس والمجتمع"، وأضاف: "سماحته أولى العمل الكشفي أهميةً خاصة باعتباره مختبرًا تربويًّا حيًّا تُمارس فيه القيم لا تُلقّن، ويُبنى فيه الوعي لا يُلقَى خطابًا"، مؤكّدًا أن "مشروعه التربوي في الكشاف انطلق من قناعةٍ بأن بناء مجتمعٍ مقاوم يبدأ من بناء الطفل والفتى والشاب المؤمن".

وتناول فياض أبرز القيم التي حرص السيد الشهيد على ترسيخها في المفوضيات والمفاهيم الكشفية، ومنها: الانتماء الواعي الذي يقوم على معرفة الهدف لا التقليد الأعمى، ثقافة الخدمة بوصفها ممارسةً أخلاقيةً في سبيل الله، لا واجبًا اجتماعيًا فقط، التواضع والتضحية كسِمَتين لازمتين للقائد الكشفي والمربّي، العمل الجماعي المنظّم كقاعدة لبناء المؤسسات الراسخة.

وتابع: "لقد أراد السيد الهاشمي من الكشاف أن يكون رافدًا تربويًّا رديفًا للمؤسسة التعليمية، وجسرًا بين البيت والمدرسة والمجتمع، يصوغ من الناشئة عناصر وعيٍ وانتماء، ويهيّئهم ليكونوا جنودًا في ميادين الحياة والمقاومة".

وختم الشيخ فياض بالتأكيد على أن تجربة الشهيد السيد هاشم صفي الدين في الكشاف كانت تجسيدًا عمليًّا لمعنى التربية على المقاومة؛ إذ جمع بين الإيمان والفكر والتنظيم، ليقدّم نموذجًا نادرًا في القيادة الميدانية التربوية التي تُنبت أجيالًا صلبةً في وجه الانحراف والتغريب.

الدكتور حسين رحال: الجامعة في فكر السيد صفي الدين..منبر الوعي الثقافي

أما في المحور الثاني، فقد تناول الدكتور حسين رحّال موضوع "البنية القيمية للتربية على المقاومة في الساحة الجامعية"، مستندًا إلى فكر السيد الشهيد وممارساته في الحقل الأكاديمي.

استهلّ الدكتور رحّال مداخلته بالتأكيد على أن السيد الهاشمي لم يتعامل مع الجامعة كمكانٍ لإنتاج الشهادات، بل كـ فضاءٍ لإنتاج الوعي،وقال: "في فكر السيد الشهيد، الجامعة ميدان وعيٍ وموقف. فهي تُخرّج الإنسان الذي يدرك مسؤوليته في المجتمع ويواجه الهيمنة الثقافية والعولمة الفكرية، بالسلاح الأنجع: الوعي والمعرفة".

وأوضح رحّال، أن السيد صفي الدين كان يرى، أن المعركة اليوم لم تعد عسكريةً فقط، بل فكرية وثقافية، تُدار في ساحات الجامعات والمدارس ووسائل الإعلام، حيث تستهدف هوية الشباب وانتماءهم. ومن هنا كانت دعوته الدائمة إلى بناء منظومةٍ قيميةٍ تحصّن الطلاب من الذوبان في ثقافة الاستهلاك والانبهار، وتغرس فيهم الاعتزاز بالهوية الحضارية والإيمانية.

وأضاف: "لقد كان السيد الشهيد حريصًا على أن تتحوّل الجامعة إلى بيئةٍ أخلاقيةٍ وحضاريةٍ، وأن تُربّى الأجيال الجامعية على الجمع بين التفوق العلمي والالتزام القيمي؛ لأن المقاومة لا تُبنى على القوة المادية وحدها، بل على وعيٍ ومعرفةٍ وإيمان".

وتوقّف الدكتور رحّال عند علاقة السيد الشهيد بالطلاب الجامعيين الذين كان يواكبهم عن قرب، في لقاءاتٍ فكريةٍ وتربويةٍ متواصلة، وكان يحثّهم على أن يكونوا روّادًا في ميادين المعرفة والعمل المجتمعي، وألا ينفصلوا عن قضايا شعبهم ووطنهم وأمتهم.

وأجمع المتحدثان على أن فكر الشهيد السيد هاشم صفي الدين يمثّل منهجًا تربويًّا متكاملًا يقوم على تلازم الفكر والسلوك، والعلم والإيمان، والمعرفة والانتماء. فالقائد القدوة، كما رسم صورته السيد الشهيد، ليس من يُلقي التعليمات، بل من يعيش القيم التي ينادي بها، ويتحوّل بوجوده وسلوكه إلى مصدر إلهامٍ تربويٍّ للأجيال.

الكلمات المفتاحية
مشاركة