اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "سوق النحاسين" أحد أهم الأسواق العريقة في طرابلس

عين على العدو

عين على العدو

"تحليل إسرائيلي": زيارة نتنياهو إلى سورية رسالة ردع للشرع رغم دعم ترامب

"تحليل إسرائيلي": زيارة نتنياهو للجولان رسالة ردع لدمشق وسط تسارع الاتّصالات الأميركية - السورية
58

ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" في مقال ليهودا بلنغا، وهو خبير شؤون العالم العربي في قسم الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، أنّ زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس إلى منطقة الفصل في سورية، برفقة وزير الحرب "إسرائيل" كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس الأركان إيال زمير، وعدد من كبار المسؤولين الآخرين، رفعت فورًا مسألة التوقيت عن جدول الأعمال: جاءت الزيارة بعد أسبوع من القمة التاريخية بين ترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) والشرع (رئيس السلطة الانتقالية في سورية أحمد الشرع)، وعلى خلفية سخونة العلاقات بين الولايات المتحدة وسورية، وهي خطوة تضع المفاوضات "الإسرائيلية"-السورية حول اتفاق فصل القوات داخل سياق جيوسياسي واسع ومتغيّر.

وأضافت الصحيفة أنّه "ظاهريًا، فإن استعراض الحضور - وهناك من سيقول استعراض السيادة "الإسرائيلية" - في منطقة الفصل جاء بهدف تبريد الحماس الناتج عن زيارة الشرع الناجحة إلى واشنطن".

ولفتت إلى أنّ الشرع، الذي خضع لعملية إعادة تسويق، تحدّث في زيارته مع أعضاء الكونغرس، وأجرى مقابلات مع وسائل إعلام أميركية، وعرض صورته الجديدة المحبّة للسلام.

وبحسب الصحيفة، فإن الشرع، إضافة إلى القضايا الاقتصادية والسياسية التي تناولها، تطرّق أيضًا إلى إمكانية العلاقات مع "إسرائيل"، وإمكان التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين الجانبين، لكن يمكن منذ الآن خفض مستوى الحماسة.

ومن وجهة نظر الشرع، وفق الصحيفة، فإن أي حديث عن نزع السلاح هو مسّ بالسيادة السورية وتقويض للاستقرار الذي يحاول بناؤه في دولة أنهكتها 14 سنة من الحرب الأهلية. وقال الشرع لصحيفة "واشنطن بوست": "سيكون من الصعب التحدث عن نزع السلاح من منطقة كاملة، لأنه إذا حصل فيها نوع من الفوضى، فمن سيحميها؟ وإذا استُخدمت منطقة منزوعة السلاح من قبل أطراف معينة كقاعدة لإطلاق هجمات ضدّ "إسرائيل"، فمن سيتحمّل المسؤولية؟".

وبالتالي، فمن وجهة نظره، يجب على "إسرائيل" أن تنسحب من كلّ المناطق التي احتلتها مع انهيار نظام الأسد، وأن تتوقف عن الهجمات الجوية في سورية، وكلّ ذلك قبل الحديث أصلًا عن اتفاق.

وتابعت الصحيفة: "إلى أي مدى يشعر الشرع بالثقة في موقفه؟ في الحقيقة، لم يتردّد في توضيح أنه يحظى بدعم كامل من ترامب، وأعرب عن ثقته بأن الرئيس الأميركي سيدفع بأسرع ما يمكن نحو حلّ مريح لسورية. كما اتّهم الشرع "إسرائيل" بأنها دخلت إلى سورية ليس بدافع اعتبارات أمنية، بل بدافع الرغبة في تحقيق طموحاتها التوسعية الإقليمية".

وعليه، ومع الثقة التي يظهرها رئيس السلطة الانتقالية في سورية، أراد رئيس الحكومة نتنياهو إرسال إشارة واضحة إلى دمشق: "إسرائيل" لن تتنازل عن نقاط السيطرة الإستراتيجية على طول حدودها الشمالية، والزيارة النادرة جاءت لتجسيد ذلك.

وبالفعل، فقد استُوعبت الرسالة جيدًا، إذ أصدرت وزارة الخارجية السورية في وقت قصير بيان إدانة حول المسّ الخطير "بسيادة الدولة وبسلامة أراضيها"، مؤكدة أن "الخطوات التي يتخّذها الاحتلال في جنوب سورية (الوجود العسكري وزيارة المسؤولين) لاغية وباطلة ولا تخلق أي صلاحية قانونية وفق القانون الدولي".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "اللعبة الدبلوماسية بين "إسرائيل" وسورية خلال الأسبوعين الماضيين تُظهر مدى عمق خطوط التصدّع بين الطرفين، تحديدًا في اللحظة التي بدا فيها وكأن نافذة فرص للتسوية قد فُتحت".

ففي حين تضع سورية شروطًا بعيدة المدى انطلاقًا من شعور متجدّد بالثقة على خلفية العلاقات الدافئة بين ترامب والشرع، تسعى "إسرائيل" للحفاظ على عمق استراتيجي في حدودها الشمالية، ولمنع تسلل جهات معادية أو تهديد باجتياح على غرار ما حدث في 7 أكتوبر.

وختمت الصحيفة بأنّ "الفجوة الجوهرية في تصوّرات الطرفين - الأمن مقابل السيادة - تخلق معادلة يصعب الجسر بينها. زيارة نتنياهو لم تكن مجرّد تصريح رمزي، بل تذكير (لواشنطن ودمشق) بأنّ الفجوات بين "إسرائيل" وسورية في المرحلة الحالية كبيرة جدًا بحيث لا تسمح بتحقيق اختراق حقيقي في المفاوضات على اتفاق أمني جديد".

الكلمات المفتاحية
مشاركة