عين على العدو
قال المحلل العسكري آفي أشكنازي، في صحيفة "معاريف الإسرائيلية"، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقد، يوم أمس الخميس (20 تشرين الثاني 2025) في إطار جلسة "الكابينت" الأمني، نقاشًا وُصف بأنه "خاص" على خلفية الارتفاع الحاد في أحداث الجريمة القومية في الضفة الغربية. إذ إن موجة "الإرهاب التي ينفذها ناشطو اليمين المتطرف خرجت في الأشهر الأخيرة عن كل سيطرة"، ولكن في الوقت الذي اجتمع فيه كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، بينهم رئيس الأركان إيال زمير ورئيس الشاباك دافيد زيني وقادة من قيادة المنطقة الوسطى ووزير الحرب وآخرون، لمحاولة فهم كيفية التعامل مع الظاهرة الخطيرة، وصل ناشطو الإرهاب اليهودي إلى حوارة، ومرة أخرى فعلوا في الميدان ما يحلو لهم، فأشعلوا النار في ساحة سيارات، ورشقوا الحجارة على مركبات قرب مفترق تبوَاح، وبعد أن زرعوا دمارًا وإرهابًا غادروا المكان.
وأضاف أشكنازي أن: "هناك شيئًا سيئًا يحدث في المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية"، فالجيش "الإسرائيلي" والشاباك والشرطة موجودون الآن في ما يُعرّف بأنه صدمة ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر"، مضيفًا أن: "ثقافة الكذب وعدم قول الحقيقة تُمسك بالمزيد والمزيد من أجزاء هذه المنظمات، فالأشخاص الجيدون والمهنيون يغادرون. وفي الأجهزة الأمنية وصلوا إلى مرحلة يضطرون فيها للتنازل في ما يخصّ الموارد البشرية. في بعض الأماكن؛ يفهمون أنه لا جدوى من القتال على الأفضل أو حتى على الجيدين، لأنهم لا يريدون البقاء في بيئة مريضة ومنهارة مهنيًا وأخلاقيًا".
وتابع: "كل هذا ينعكس على مهنية المنظمات الأمنية وعلى النتائج وعلى أمن "الجمهور الإسرائيلي""، مشيرًا إلى أنه في الجيش "الإسرائيلي" يمكنهم أن يطلبوا شراء المزيد من الطائرات المتقدمة، وأن ينفقوا المال على صواريخ حديثة وعلى سفن حرب مليئة بالتقنيات وقوة نيران، ولكن من دون رأس مال بشري مهني وقيمي، لن يكون هناك تفوّق عسكري، وفي الأيام الأخيرة يتضح حجم الأزمة: من حدود مصر وحتى حرمون، ومن لبنان وحتى الضفة الغربية".
وأكد الكاتب أن: ""منظمات الإرهاب"، بمساعدة "منظمات الإجرام"، بدأت تُغرق "إسرائيل" بكميات جنونية من السلاح، في ما شحنات السلاح تصل الآن في جسر جوي، ليس حتى عبر أنفاق حماس في محور فيلادلفيا، بل عبر الطريق الرئيس علنًا أمام تراخي الجيش "الإسرائيلي" والشرطة والشاباك، بينما آلاف المحلقات من حدود مصر والأردن" على حد تعبيره، لافتًا إلى أنه: "حان الوقت للتوقف عن ابتلاع روايات الناطق باسم الجيش والشرطة اللذين يدّعيان أن هذا السلاح مخصص للجريمة، لا فهو مخصّص للإرهاب ليوم الأمر، وكفى بالعمى، وبالتصوّر الذي جلب علينا كارثة 7 تشرين الأول/أكتوبر".
وختم أشكنازي معربًا عن رأيه بأنّ: "الجميع، من رئيس الحكومة، مرورًا بوزير الأمن (الحرب) ورئيس الأركان ورئيس الشاباك والمفتّش العام داني ليفي، نائمون أمام التهديد، في حين معارك الأنا والكسل التنظيمي ستجلب علينا المصيبة القادمة".