اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي سيد شهداء الأمة: ثقافة التعبئة وروحها تعني كربلاء وأنصار الحسين (ع) 

خاص العهد

عام على عودة أهل المقاومة.. مسؤول العمل البلدي في حزب الله يروي للعهد حكاية الصمود
خاص العهد

عام على عودة أهل المقاومة.. مسؤول العمل البلدي في حزب الله يروي للعهد حكاية الصمود

152

عام على وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الصهيوني، ولا تزال القرى الحدودية تحمل نبض الصمود ذاته الذي واجهت به أعتى أشكال العدوان. سنةٌ مرّت لم تُغيّر في معادلة الإرادة شيئًا؛ الناس عادوا رغم الجراح، والبلدات استعادت أنفاسها رغم الركام، وأبناء الأرض أثبتوا مرّة جديدة أن التشبّث بالتراب أقوى من نيران الاحتلال. 

وفي هذا السياق، يقدّم مسؤول العمل البلدي في حزب الله؛ الدكتور محمد بشير، في مقابلة مع موقع العهد الإخباري قراءة شاملة لمسار الصمود الذي صنعه الأهالي بإرادتهم، ولواقع القرى بين ما تحقق رغم العدوان، وما تعرقل بفعل الخروق "الإسرائيلية" المستمرة، وما استطاعت المؤسسات والبلديات إنجازه وسط ظروف عسيرة.

يبدأ الدكتور بشير حديثه بتسجيل ما يعتبره "الحقيقة الأولى في مشهد الصمود"، فعودة الناس لم تكن نتيجة توفر مقومات، بل كانت هي نفسها المقوم الأول للعودة. ويقول: "إصرار الأهالي على الرجوع كان العامل الحاسم. الناس عادت قبل أن تتوفر المياه والكهرباء والخدمات".

ويضيف أن "البلديات، ومعها العمل البلدي في حزب الله، تحركت سريعًا لتأمين الحد الأدنى من الخدمات: تشغيل مولدات الكهرباء، تأهيل قساطل المياه ترميم الشبكات، تجهيز الآبار وإعادة تشغيل ما يمكن تشغيله من منشآت".

في المقابل، يشرح بشير: "هناك قرى فيها أجزاء كاملة يمنع الاحتلال الدخول إليها. الناس لا تستطيع العودة إلا بأعداد قليلة جدًا. العمل البلدي حاول تأمين ما يمكن، ولكن الخدمات تبقى محدودة؛ لأن "الإسرائيلي"  يمنع وصول فرق الصيانة، فحتّى المؤسسات الخدميّة في الدولة حاولت الدخول لتأمين الكهرباء والمياه، وبذلت جهدها بالتعاون مع البلديات، لكن هناك مناطق يُمنع فيها الدخول بشكل تام".

يوثق الدكتور بشير مشهدًا لافتًا من يوميات الصمود: "هناك بيوت غير موجودة أصلًا. ومع ذلك الناس تأتي في النهار، تجلس قرب منازلها المدمّرة، تزرع أرضها، تقطف الزيتون… ثمّ تضطر للمغادرة مع حلول المساء إلى أماكن أخرى فيما يكشف عن خمسين ألف شجرة زيتون اقتُلعت من تلك المناطق".

ويشدد الدكتور بشير على أن إحدى أهم الظواهر التي يجب تسجيلها هي مستوى التكافل في القرى: "هناك أموال صُرفت في إعادة الترميم يتساءل المرء: من أين جاءت؟ هذه إسهامات الأهالي، والمتبرعين، والمغتربين، وفعل الخير داخل كلّ ضيعة. هذه الروحية هي التي جعلت العودة ممكنة، وهذا التكافل هو أحد أهم نقاط القوّة في المجتمع الجنوبي". 

يقدّم بشير لموقعنا تقييمًا لمسار ما بعد اتفاق وقف النار: "إسرائيل لم تلتزم بأي بند. لا انسحبت من المناطق التي يجب أن تنسحب منها، ولا سمحت بعودة الحياة الطبيعية، ولا توقفت عن الاستهداف".

ويستحضر، في هذا السياق، حادثة استهداف موظفي البلديات بالقول: "حتّى موظفو البلديات تعرّضوا للاعتداء. موظف بلدية في بلدة تبنين كان يقوم بواجبه في خدمة الناس، فأطلق عليه الاحتلال النار داخل نطاق البلدية وأصابه بجروح. واعتُدي لاحقًا على موظفين آخرين"، موكدًا أن الدولة حتى اليوم عاجزة عن الحماية، وأن "إسرائيل" لا تزال غير ملتزمة، ولا يبدو أنها ستلتزم".

يختم الدكتور محمد بشير برسالة لأهالي الجنوب: "هذه البيئة أثبتت خلال عقود أنها الأكثر وفاءً وشرفًا وقدرة على التضحية. حرب العدوان الأخير عززت هذا اليقين. الناس عادت لأنها متمسكة بأرضها وبلدها. ولو سُمح لها اليوم بإعادة الإعمار على نفقتها، لبنت بيوتها بيدها وعادت حتّى لو كانت على تماس مباشر مع الحدود.. نشدّ على أيديهم، ونطالب كلّ المؤسسات بدعم هذا الحق المقدّس: حق الجنوبي بالعودة إلى أرضه وإعادة بناء بيته".

الكلمات المفتاحية
مشاركة