اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي وزير دفاع إفريقيا الوسطى: أنباء تدريب أوكرانيا إرهابيين في قارتنا مثيرة للاستياء 

منوعات

منهجية فعّالة لاستذكار العلوم وتجاوز صعوباتها
منوعات

منهجية فعّالة لاستذكار العلوم وتجاوز صعوباتها

116

يواجه العديد من طلاب المرحلة الثانوية والجامعية تحديات حقيقية في استذكار المواد العلمية، ليس بسبب ثِقَل هذه المواد فحسب، بل بسبب طبيعتها المختلفة التي تقوم على المفاهيم والعلاقات والقوانين، ثم التطبيق والتفسير وحل المسائل. لذلك فإن أساليب المذاكرة التقليدية المعتمدة في المواد الأدبية، مثل الحفظ والتكرار، لا تكفي وحدها في التعامل مع العلوم التي تتطلب فهمًا أساسيًا ثم تدريبًا متدرجًا يرسّخ المهارة.

تتميز المعرفة العلمية بكونها مترابطة؛ فكل مفهوم يرتكز على آخر. فلا يمكن فهم الكهرباء دون فهم المجال وفرق الجهد، ولا استيعاب الاتزان الكيميائي دون الإحاطة بالديناميكا الحرارية، كما لا يمكن إدراك مبادئ الوراثة من دون معرفة الانقسام الخلوي والحمض النووي. ومن هنا تأتي أهمية ترسيخ الأساس قبل الانتقال إلى التفاصيل.

ولتنظيم عملية الاستذكار، يمكن تصنيف المعارف في ثلاثة صناديق رئيسة: مفاهيم كالطاقة والروابط والانقسام الخلوي، قوانين وعلاقات مثل قانون نيوتن والغاز المثالي، ومهارات تشمل حل المسائل وتحليل البيانات ورسم المنحنيات.

أربع مراحل لبناء فهم علمي متين

المرحلة الأولى: الفهم السريع قبل الحفظ
ترتكز على grasp الفكرة الأساسية لكل جزء دراسي. في هذه المرحلة يُطلب من الطالب تلخيص الفكرة في سطرين للإجابة عن سؤالين: ما الفكرة؟ ولماذا هي مهمة؟ وأي تعثر في التلخيص يعني أن الفهم غير مكتمل.

المرحلة الثانية: بناء الهيكل قبل التفاصيل
وهي مرحلة تجميع الدرس في خريطة ذهنية منظمة تمنح الطالب قدرة على معرفة موقع كل معلومة وعلاقتها بغيرها. هذا التنظيم يمنع التشتت، ويسرّع الاسترجاع في أثناء الدراسة والامتحان.

المرحلة الثالثة: التثبيت عبر الاسترجاع النشط
ويعدّ من أقوى تقنيات التعلّم. فالاعتماد على القراءة وحدها لا يبني ذاكرة صلبة. لذلك تُحوَّل النقاط إلى أسئلة، ويُغلق الكتاب للإجابة عنها. كما يُنصح بمحاولة شرح الدرس للآخرين؛ فالشرح يكشف الفجوات في الفهم.

المرحلة الرابعة: التدريب بحل المسائل
وهو الامتحان الحقيقي للفهم العلمي. يبدأ الطالب بمسائل سهلة، ثم متوسطة، ثم صعبة، وصولًا إلى المسائل الخداعية التي تشبه أسئلة الامتحان، ليكتسب ما يسمى “المناعة الامتحانية”.

فهم القوانين كعلاقات لا كرموز

يؤكد الخبراء أن فهم القانون العلمي ينبغي أن يكون قائمًا على المعنى لا الحفظ. فالطالب لا يحتاج إلى ترديد F=ma حرفيًّا بقدر ما يحتاج إلى فهم علاقة القوة بالتسارع والكتلة. كما تشكّل وحدات القياس نظام إنذار مبكر لأي خطأ في الحل؛ إذ تكشف فورًا عن عدم اتساق الحسابات.

وتساعد “ورقة القوانين” على ترسيخ المعلومات، بحيث تجمع القانون ومعاني رموزه وشروط التطبيق ومثالًا صغيرًا، على أن يُعاد النظر فيها بشكل متباعد لا متواصل.

خصوصية كل مادة علمية

لكل علم طبيعته الصعبة الخاصة:

الفيزياء: تمتزج فيها المفاهيم الرياضية بالفهم، ويُنصح دائمًا برسم المسائل وتوصيفها قبل الحل.

الكيمياء: تتميز بكثرة الرموز والتفاعلات، والحل هو تنظيم الأنماط ورسم خرائط للتفاعلات والتدرب على مسائل المول والتركيز.

الأحياء: تتطلب حفظًا دقيقًا للمصطلحات ورسم العمليات متعددة الخطوات وربط البنية بالوظيفة.

علوم الأرض: تتمحور حول فهم العمليات الزمنية الطويلة، ويُسهّل ذلك استخدام المخططات والخرائط.

وتشير التجارب إلى أن لوحة بيضاء كبيرة تُعدّ من أفضل أدوات الدراسة العلمية لأنها تساعد على الرسم والتخطيط وربط الأفكار.

أخطاء شائعة في مذاكرة العلوم

يحذر المختصون من بعض الممارسات التي يظن الطلاب أنها مذاكرة، لكنها لا تحقق الفائدة المرجوّة، مثل:

تكرار القراءة دون استرجاع.

الإكثار من التظليل دون تطبيق.

حل نمط واحد من المسائل فقط.

البدء بالأسئلة الصعبة قبل ترسيخ الأساسيات.

جلسات المذاكرة الطويلة غير المتقطعة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة