اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الاحتلال يُصعّد في غزّة.. إصابات وهدم منازل وسط استمرار البحث عن جندي مفقود

نقاط على الحروف

الضاحية في استقبال البابا: الإعلام المعادي يشوّه الصورة ويزوّر رسالة حزب الله
نقاط على الحروف

الضاحية في استقبال البابا: الإعلام المعادي يشوّه الصورة ويزوّر رسالة حزب الله

85

صحافية لبنانية

قبل أن تحطّ طائرة البابا لاوون الرابع عشر على أرض بيروت، كانت الضاحية الجنوبية في عين الاستهداف. الضاحية التي شهدت منذ عام تقريبًا أشرس حرب "إسرائيلية"، واليوم تحاول النهوض من بين الركام، ما زالت تواجه أشرس الحملات الإعلامية والسياسية المشوّهة لصورتها وواقعها. الضاحية الجنوبية لبيروت، كما غيرها من المناطق اللبنانية، استعدت بدورها لاستقبال الحبر الأعظم بلافتات ونشاطات كشفية وشعبية، لكن الإعلام المغرض وكذلك بعض القوى السياسية المناوئة للمقاومة صوّبت سهامها تجاهها، وحاولت تصويرها على أنها منطقة معزولة عن باقي النسيج اللبناني، ولا تتفاعل معه. لا بل أكثر من ذلك، منطقة يسودها التعصب والانغلاق الديني والفكري.

طبعًا، الصورة النمطية السلبية للضاحية أطلت برأسها قبيل وإبان زيارة البابا للبنان، مع الأسلوب الذي اتبعته غالبية المنصات الإلكترونية، أبرزها التعاطي مع رفع الضاحية لافتات مرحبة بالحبر الأعظم، مع قيام "اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية" برفع لافتة مدوّن عليها: "اللبنانيون..مسلمون ومسيحيون يرحبون بقداسة البابا لاوون الرابع عشر"، إضافة إلى رفع أعلام الفاتيكان على طول طريق المطار. صوّر الأمر كأنه حدث يثير الدهشة لمنطقة أرادت استقبال شخصية بحجم البابا لاوون الرابع عشر. وكرّت السبحة مع الرسالة التي وجهها حزب الله إلى البابا، والتي عبّرت عن أبرز أدبياته في ما خص المقاومة وفلسطين ومعاناة الشعب اللبناني وسط غطرسة الاحتلال "الإسرائيلي". رسالة استغلها خصوم الحزب، ليصبوا جام حقدهم عليها. أبرز الردود جاءت من "القوات" التي هاجمت حزب الله بشراسة واتهمته بالسعي خلف "الهيمنة وفرض القوّة". 

حزبا "القوات" و"الكتائب" انشغلا برسالة "حزب الله": 

إذًا، وسط الاستخدام المفرط لعبارات "السلام" و"التسامح" المترافقة مع زيارة البابا، استغل خصوم المقاومة هذه الزيارة ورسالة حزب الله إلى الحبر الأعظم لينشروا خطاب الكراهية والافتراء. شخصيات سياسية وإعلامية انبرت في الساعات الماضية، ساعية إلى الرد على مضمون هذه الرسالة بالذهاب صوب تصفية الحسابات السياسية وتشويه الصورة. أبرز هذه البيانات ما نشرته الدائرة الإعلامية في "القوات" التي اتّهمت حزب الله بـ"مصادرة حقوق اللبنانيين"، و"فرض ثقافة تتناقض مع قيم الحياة والكرامة"، وركزت على قضية السلاح، واعتبرته "المانع لقيام دولة فعلية". بدوره حزب "الكتائب"، انبرى للرد على رسالة "حزب الله"، وصفت الأخير بـ"الظالم"، واتهمته بـ"انتهاك حقوق الإنسان اللبناني، وقمع الحريات"، و"بالتسبب بخراب لبنان". بيان "الكتائب"، وصف حزب الله أيضًا بـ"الفاسد الذي يتاجر بالممنوعات باسم القضية، وهتك الأعراض باسم الكرامة". هكذا، بسحر ساحر سقطت الشعارات المرحبة بالبابا، والتي بالأصل تقوم على إرساء المحبّة والتسامح، ونسي هؤلاء الزيارة في الأصل وانشغلوا بالرد على بيان لم يشدد سوى على العيش المشترك وحماية الأرض والإنسان. 

التشكيك بمضمون الرسالة:

طبعًا، رسالة حزب الله التي أعلن عنها الأمين العام الشيخ نعيم قاسم قبل أن تنشر في الإعلام، حملت مضامين سامية تتعلق بمبادىء الحزب ورؤيته للبنان، وأيضًا تحذيره من الأخطار الصهيونية وضرورة مواجهتها. لكن، في الضفّة المقابلة، عُمل على التشكيك بهذه الرسالة. يمكننا هنا، الوقوف عند ما نشرته أخيرًا صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، حول هذه الجزئية بالتحديد. "كيف قرأ خصوم حزب الله رسالته إلى البابا؟"، عنوان المقالة التي اتّهمت "حزب الله"، من خلال تدوينه لهذه الرسالة: "بمحاولة لردم الهوة التي اتسعت مع القوى المسيحية، بعد قراره الأحادي بإسناد ودعم غزّة". الصحيفة استصرحت شخصيات معروفة بخصومتها الشديدة مع "حزب الله"، راحت تدعي أن حزب الله حاول "تبييض صفحته"، بعد أن وصفه الغرب بـ"التنظيم الإرهابي". كذلك رأى هؤلاء أن رسالة "حزب الله"، حاولت الالتفاف على "الاعتراض الوطني والعربي والدولي من خلال إرسال إشارة إلى البابا بأنه يشبه الجميع ويستقبله، ويقول إن كشافة المهدي استقبلته في الضاحية الجنوبية". 

الضاحية امتداد للعاصمة؟ 

Mtv، وعلى غير عادتها، اهتمت بالشق المتعلّق باستقبال الضاحية الجنوبية للحبر الأعظم. أدخلت الكاميرا ووثّقت مراسم الاستقبال من طريق المطار وصولًا إلى بداية الطريق المؤدّي إلى بعبدا. أجرت المحطة مقابلات مع رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام، إلى جانب مفوض الإعلام في "كشافة الإمام المهدي" ماهر قمر، اللذين شرحا التحضيرات اللوجستية واستعداد الضاحية لاستقبال البابا بما يليق به، من إنارة للطرقات وتعليق لليافطات إضافة إلى السلسلة البشرية المنتشرة على طول الطريق المؤدّي إلى "القصر الجمهوري"، التي تترافق مع عناصر من الكشاف وفرق موسيقية. تقرير خال من أي تسييس أو دس للسم كما دأبت المحطة. الى جانب هذه التغطية، لا يمكننا هنا، التغاضي عن جزئية تتعلق بالدمار الذي طال الأبنية جراء الاعتداء الصهيوني. مشهدية رأى من خلالها بعض الإعلام أنها تشكّل "رسالة" رمزية. جريدة "المدن" وضمن مقالة لها تحت عنوان: "البابا يعبر الضاحية وكشافة المهدي باستقباله: أي رسائل؟"، توقفت عند المسار الذي سلكه البابا، من "جادة عماد مغنية" على طريق المطار القديم، "مما يعني أنه مرّ فوق الضاحية الجنوبية لبيروت". ورأت أن هذا الأمر "تعويض عن زيارة البابا للجنوب". كما كان لافتًا، اعتبار المقالة ظهور "جانبًا من الدمار جراء الحرب "الإسرائيلية" كرّس الضاحية جزءًا من العمق اللبناني والامتداد للعاصمة"، حسب تعبيرها.

الكلمات المفتاحية
مشاركة