عين على العدو
قالت المراسلة والمحللة السياسية، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" موران أزولاي إن أسبوعًا مرّ منذ أن عرض رئيس "لجنة الخارجية والأمن"، بوعاز بيسموت، قانون الإعفاء من التجنيد، فيما لم يتطرّق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إليه بصوته حتى الآن"، مشيرة إلى أن سكرتير الحكومة يوسي فوكس كان قد قال أمس الثلاثاء (2 كانون الأول 2025) إن ذلك سيحدث قريبًا، وفي المساء أعلن مكتب رئيس الحكومة أنّ نتنياهو سيدلي بتصريح أول للصحافة حول الموضوع، لكن قبل الموعد المقرر بسبع دقائق فقط، أُلغي التصريح، "والسؤال الكبير هو: ما الذي أدى إلى ذلك؟".
وبحسب أزولاي، فقد أعلن مكتب رئيس الحكومة بشكل مفاجئ عند الساعة 18:01 من مساء أمس، أنّ نتنياهو سيدلي بتصريح خاص للإعلام، وبعد الإعلان مباشرة، أوضح مكتبه أن التصريح سيتناول القانون المتفجّر سياسيًا، ما أثار بطبيعة الحال كثيرًا من التساؤلات.
ورأت أوزلاي أن "نتنياهو يحافظ على هامش مناورة واسع، فمنذ بدء النقاشات وطرح صيغة القانون على طاولة اللجنة، لم يعبّر عن موقفه، وبهذا الشكل تمكّن المعارضون للقانون داخل الائتلاف وكذلك الأحزاب الحريدية من التعامل مع النقاشات، وكل طرف يأمل أن تُقبل مواقفه في الصيغة النهائية"، لافتة إلى أنه بعد دقائق معدودة من إعلان نتنياهو، أعلن فريق الإعلام لرئيس الحكومة السابق نفتالي بينت - الذي يُعدّ المرشح الأبرز في مواجهة نتنياهو في الانتخابات القادمة - أنّه هو أيضًا سيدلي بتصريح خاص، وبعده مباشرة أعلن رئيس حزب "هناك مستقبل"، رئيس المعارضة يائير لابيد، أنه سيدلي بتصريح بدوره".
وأوضحت: "من اللحظة التي أعلن فيها بينت ولابيد، وأصبح واضحًا أنّ الاهتمام الإعلامي حول هذه القضية الحساسة سيتوزّع، بدأت المشاورات داخل مكتب رئيس الحكومة. وفي الساعة 20:03، أي قبل سبع دقائق فقط من الموعد الذي كان يفترض فيه إرسال التصريح المسجّل لوسائل الإعلام، أعلن المكتب إلغاء التصريح، مبرّرًا ذلك بـ"قيود جدول الأعمال""، مضيفةً: "لكن في تلك اللحظات بالذات، كان نتنياهو جالسًا في اجتماع محدد سلفًا مع وزيرة المواصلات ميري ريغيف. وبدأ قرابة الساعة 19:00. ولذلك، ليس واضحًا كيف اختلّ الجدول الزمني في اللحظة الأخيرة، كما ادّعى مكتب رئيس الحكومة".
واعتبرت أزولاي أن أحد الاحتمالات المطروحة هو أن سبب الإلغاء يعود إلى خطأ من الطاقم المحيط بنتنياهو.
المعنيون في المعارضة قالوا إنّ نتنياهو "ارتعدت قدماه"، على ما تورد أزولاي، إذ قرّر عدم الدخول في الموضوع، خوفًا من ردّة فعل الأحزاب الحريدية وكذلك ردّة فعل الجنود تجاه قضية لا يوجد حولها توافق، إذ قال لابيد قال في تصريحه: ""بيبي" هرب، وهذا الهرب رسالة واضحة لكل أعضاء الائتلاف: لا يمكن الدفاع عن هذا القانون، وهذا القانون لن يمرّ، ونتنياهو ألغى تصريحه لأنه يعرف الحقيقة، لأنه يعرف أننا نعرف تفاصيل قانون التهرّب من الخدمة، وليس لديه أي وسيلة للدفاع عنه". أمّا بينت، فلم يتطرّق إطلاقًا إلى إلغاء التصريح في اللحظة الأخيرة.
وبحسب أزولاي، فإت البعض في حزب الليكود قدّروا أن التطورات الأمنية هي التي دفعت نتنياهو إلى عدم الرغبة في خلق حدث كبير حول قانون التجنيد، ومع ذلك، من المحتمل أن ليس كل التفاصيل معروفة بعد.