اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي وزير صهيوني: تركيا أكبر تهديد لـ "إسرائيل" ولا سلام مع الجولاني

عين على العدو

لواء احتياط في جيش الاحتلال:
عين على العدو

لواء احتياط في جيش الاحتلال: "إسرائيل" في أخطر مراحلها

30

قال اللواء احتياط في جيش الاحتلال "إسرائيل زيف" لموقع "القناة 12" إن العملية التي نفّذها الجيش "الإسرائيلي" في سورية الأسبوع الماضي تُجسّد حالة الارتباك وغياب الاستراتيجية في ظل انعدام أي وضوح سياسي بشأن ما تريده "تل أبيب"، والنتيجة خطأٌ عملياتي يعكس نهاية غير مكتملة للحرب على جميع الجبهات الخمس، حيث لا أحد يعرف فعليًا أين نقف وإلى أين نتجه.

ولفت زيف - الذي شغل منصب رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا - إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد كتب في نهاية الأسبوع على منصة "إكس" بشأن الحادثة في سورية قائلًا: "من المهم أن تحافظ "إسرائيل" على حوار مع سورية وألّا تعيق تطورها". وتحدث ترامب أيضًا في الموضوع هاتفيًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وسأل زيف: "ما الذي تريده "إسرائيل" حقًا في سورية؟ وإلى أين تتجه سورية نفسها؟ هل يدرك ترامب فعلًا ما يجري هناك؟ وهل لدى أحد في "إسرائيل" فهم للاتجاهات الجديدة المتمثلة في التوسع التركي داخل سورية وإعادة إنشاء ما يبدو، في خطوطه العريضة، كـ"داعش دولة"؟".

كما رأى أن الحكومة "الإسرائيلية" تدفن رأسها في الرمال، ومن اعتبارات سياسية – خارج العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب، أو بالأحرى ما يُمليه ترامب على نتنياهو – لا تتعامل مع الدبلوماسية إطلاقًا، معتبرًا أنه "في غياب أي توجيه سياسي، يفعل الجيش "الإسرائيلي" ما يعرف فعله: "الأمن" الروتيني. وباعتباره الجهة الوحيدة التي ما تزال – رغم إنهاكها – تعمل بلا أسئلة زائدة، تجد الحكومة أنه من المريح تحميله مسؤولية تقاعسها السياسي".

وتابع زيف: "بدلًا من ذلك، يقومون بما يعرفونه: يبنون صفًا من المواقع غير الضرورية التي أصبح دورها الوحيد حماية نفسها من الهجمات التي ستنقضّ عليها قريبًا، وتُرسل كتيبة احتياط لتنفيذ اعتقالات كما لو أنها اعتقالات في نابلس، بينما الخلل في العملية ليس عمليًا فحسب، بل توجد هنا حماقة استراتيجية ناجمة عن بهجة القوة التي قد تتكرر في أي مكان. وبالتوازي، تمنع "إسرائيل" الجيش السوري من الانتشار في المناطق القريبة من حدودها. وهي تتجاهل تمامًا السيادة السورية".

بحسب زيف، فإن "إسرائيل" بحاجة إلى الاتفاق الأمني مع سورية، الذي ما يزال جامدًا مؤقتًا، والذي ينقل المسؤولية إلى الجيش السوري الذي من الضروري إعادة بنائه تحت إشراف أميركي وليس تركي. واعتبر أنه "يمكن للاتفاق أن يسهم في إعادة تشكيل سورية، بما في ذلك ضمان الحفاظ على التوازن بين السعودية وتركيا. ويجب الاتفاق على أن تكون منطقة "الأمن" المعزولة منزوعة السلاح، ولا يُسمح فيها بأسلحة ثقيلة، وتحت سيطرة الجيش السوري الجديد المكلّف بمنع الإرهاب والعداء المستقبلي ضد "إسرائيل". وكلما توافرت معلومات استخبارية عن تنظيم إرهابي من هذا النوع، يجب نقل المسؤولية لمعالجته إلى الجانب السوري، مع رقابة "إسرائيلية" للتثبت من اتخاذ الإجراء. فإذا لم يُعالَج، تُشن ضربات جوية. ولن تكون هناك حاجة لقوات برية تقوم بدوريات في سورية كما لو كانت تجوب منطقة العرابة".

وقال: "في هذه الأثناء، تُغذّي السياسات "الإسرائيلية" السرد التركي الجديد المنتشر حول "إسرائيل المحتلة" التي تنتهك حقوق السيادة لدى الدول المجاورة. فوفقًا لهذا السرد، تسيطر "إسرائيل" وتحتل أراضٍ في غزة وسورية ولبنان".

كما أكد زيف أن الوضع في لبنان مشابه، قائلًا: "على الرغم من التبرير الداخلي والرغبة في "التكفير عن خطأ السابع من تشرين الأول"، والتي تنعكس في ضربات يومية لكل هدف كبير أو صغير، فإن هذا لا يشكل بديلًا لسياسة بعيدة المدى تهدف إلى تغيير الواقع في لبنان"، وفق تعبيره، "وما يحدث هو خلق حالة من الحرب المستمرة التي تُضعف حكومة لبنان بدل تقويتها. وبدل تحمّل المسؤولية التي التزمت بها بشأن تفكيك حزب الله، ستجد حكومة لبنان نفسها مضطرة إلى تبني سياسة معادية لـ "إسرائيل" والعودة إلى دعم حزب الله في حربه ضد "إسرائيل"".

وفي غزة أيضًا، الوضع عالق تمامًا، على ما يورد زيف، فـ "إسرائيل" لا تمتلك أي رؤية سياسية. كل شيء محكوم بسياسة ضيقة وقصيرة المدى تُسخَّر للانتخابات. وفي سردية نتنياهو الانتخابية، لا يستطيع التراجع عن "الخط الأصفر" في غزة الذي يُقدَّم كبديل عن "النصر الكامل"، حتى لو كان الثمن منع المرحلة الثانية، وتعافي حماس، واستمرار سيطرتها على نصف القطاع ومعظم السكان. ومن الواضح أن هذا أسوأ وضع ممكن. هذا الوضع يبقي غزة جرحًا نازفًا مليئًا بالقيح، بدل الذهاب بكل قوة مع الأميركيين لدفع حماس إلى الخارج. كما أن انسحاب "إسرائيل" إلى إطار دفاعي أفضل للمستوطنات، عبر تركيز الدفاعات الموزعة والمليئة بالثغرات، لا يتحقق.

وفي هذه الأيام، مع طرح قانون التهرب من الخدمة للنقاش، يجب فهم أن الحجم المطلوب من القوة لمواجهة كل الجبهات المفتوحة غير متوفر أصلًا، وفقًا لزيف، خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار إنهاك قوات الاحتياط. فمن المستحيل الحفاظ على هذا العدد من القوات في مناطق "الأمن" في غزة ولبنان وسورية والضفة الغربية دون إضافة 10,000 جندي آخر، وذلك قبل الحديث عن إقامة سياج أمني في غور الأردن لا أحد يعرف كيف ستُخصّص القوى البشرية له.

وقال: "نحن في وضع حرب متواصلة بالتنقيط، تتحول تدريجيًا إلى حرب استنزاف طويلة الأمد. في الوقت الراهن وتيرتها منخفضة، لكن الزمن سيزيدها اشتعالًا. إنها حرب تُدار بدافع سياسي؛ فبدل أن تُختَم باتفاقات قوية، تستمر بالنزيف لتخدم قوة نتنياهو في مجموعة من الاحتياجات، مثل تأجيل محاكمته، والحصول على العفو، وإبقاء حكومته حتى آخر يوم، وبناء سردية أمنية جديدة للانتخابات. وهذا يتعارض تمامًا مع المصلحة الأمنية الحقيقية لـ "إسرائيل""..

وختم: "هذه الحرب تستنزف كل ما تبقى من مكاسب المعارك، وتُنهك ما تبقى من الشرعية الإقليمية والدولية، وتستنزف الجيش "الإسرائيلي" المنهك أصلًا، وتستنزف الميزانية، وتعمق الأجواء العامة الكئيبة التي يستغلها نتنياهو للضغط على الرئيس في طلب العفو، فحرب "التنقيط" سيئة للغاية بالنسبة لـ "إسرائيل"".

الكلمات المفتاحية
مشاركة