خاص العهد
عوائل الأسرى اللبنانيين تنتقد غياب الدولة عن ملف أبنائها في سجون العدوّ الصهيوني
في اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى اللبنانيين: عَتب على الدولة اللبنانية لتجاهلها قضيتهم الوطنية
لا يزال مصير الأسرى اللبنانيين في سجون العدوّ الصهيوني عالقًا في أدراج النسيان لدى الدولة اللبنانية التي لم تتحرك على أي مستوى، لا خارجي ولا داخلي، تجاه قضيتهم الوطنية والإنسانية. حتّى في مناسبة اليوم العالمي لمناصرة قضية الأسرى اللبنانيين الذي أُعلن عنه منذ أيام، والذي يصادف 10 كانون الأول/ ديسمبر، لم يصدر أي موقف لبناني رسمي، سياسي أو إعلامي، يطمئن عوائل الأسرى بأن دولتهم لم تتخلّ عنهم.
أمام هذا الصمت، بات موقف عوائل الأسرى رافضًا لما وصفته باستهتار الدولة في هذا الملف، إذ لم تقدّم الأخيرة أي دور إيجابي لمساندة هذه العائلات التي قدّم أبناؤها تضحيات جسام دفاعًا عن عزة الوطن وكرامته. ويؤكد الأهالي أنّ الأمل بالدولة لم يعُد يجدي نفعًا، بعدما مضى أكثر من عام دون أن يلتقي بهم أي مسؤول ليُطلعهم على كيفية تحرك الدولة تجاه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المعنية بالقضية.
عائلة الأسير سكاف

وفي هذا السياق، قال شقيق الأسير يحيى سكاف؛ جمال سكاف في حديث لموقع "العهد" الإخباري، إن إطلاق يوم التضامن العالمي مع الأسرى اللبنانيين في سجون العدوّ الصهيوني هو لتذكير الدولة في لبنان بأن لدينا عددًا من الأسرى لا نعلم مصيرهم ولا يتم السماح للصليب الأحمر الدولي بزيارتهم في مخالفة لأبسط حقوق الإنسان.
وأضاف سكاف، أن هذا التحرك هو "نوع من أنواع التضامن الذي يجب أن يكون جامعًا ويشارك به جميع اللبنانيين والقوى الحية ووسائل الإعلام للإضاءة على هذه القضية الوطنية والإنسانية؛ لأن على ما يبدو أصبحت الدولة غائبة عن السمع في هذا الملف وهي ترضخ للإملاءات الأميركية ولا تولي القضايا الوطنية الاهتمام اللازم".
وأكد على استمرار عوائل الأسرى وهيئة ممثلي الأسرى والجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين، في تحركاتها مهما طال الزمن حتّى يتحرر الأسرى من معتقلات العدوّ المظلمة، معللًا ذلك بقوله: "لأننا نؤمن بمقولة سيد شهداء الأُمة السيد حسن نصر الله الذي قال: نحن أُمة لا تتخلى عن أسراها؛ لأن الأُمة التي تترك أسراها هي بلا شرف وبلا كرامة".
المنتدى الإسلامي

بدوره رئيس المنتدى الإسلامي للدعوة والحوار؛ الشيخ محمد خضر رأى في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، أنّ العتب كبير على الدولة اللبنانية في ما يخص قضية الأسرى والمعتقلين في سجون العدوّ "الإسرائيلي"، معتبرًا أنّ من واجبات الدولة اللبنانية العمل على استعادتهم جميعًا سواء الأسرى اللذين تم اعتقالهم خلال فترة العدوان أو بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، والأسرى القدامى وعلى رأسهم عميد الأسرى "يحيى سكاف".
وتابع: "وبالتالي على لبنان الرسمي الضغط من خلال لجنة الميكانيزم، ونحن نعتبر أنّ هذه اللجنة لا معنى لاستمرارها إذا لم يكن من أساسيات عملها بالدرجة الأولى استعادة الأسرى ووقف العدوان، وبالتالي من هذا المنطلق على الدولة اللبنانية أن تتمسك بواحد من أهم حقوقها السيادية وهو استعادة الأسرى، لأنّ من يتخلى عن أبناء وطنه لا يُمكن أن يكون في سُدة الحكم".
التنظيم القومي الناصري

بالموازاة، قال رئيس التنظيم القومي الناصري؛ درويش مراد في حديث لـ"العهد": "أقل الوفاء لإخواننا الشرفاء من الأسرى والمعتقلين في سجون العدوّ الصهيوني هو التحرك الفاعل ومتابعة قضيتهم والعمل على تحريرهم بالوسائل الممكنة كافة، ولكن مع الأسف الدولة اللبنانية كما نراها اليوم لا تزال مستمرة بإهمال قضية أبنائها الأسرى، وقضية الأسير "يحيى سكاف" المعتقل منذ العام 1978 خير دليل على ذلك فهي لم تقم بأدنى واجباتها حتّى الساعة".
وتوجه "مراد" في اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى بالتحية للأسرى اللبنانيين، قائلًا مهما تخلّى عنكم العالم سنبقى أوفياء لكم حتّى عودتكم إلى وطنكم ودياركم مرفوعي الرأس.