لبنان
لقاء في السفارة الإيرانية تكريمًا لمعلّمي اللغة الفارسية
أماني للمعلمين المكرّمين: كل جمال تكشفونه من اللغة الفارسية إنما هو امتداد لمسيرة رسل المعرفة عبر التاريخ
برعاية وحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، وبدعوة من المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، احتضن مقرّ السفارة الإيرانية في بيروت اللقاء الخاص لأساتذة ومُعلّمي اللغة الفارسية، بحضور وزير الثقافة اللبناني الأسبق محمد وسام مرتضى، المستشار الثقافي الإيراني في لبنان السيد محمد رضا مرتضوي، المدير العام للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم - مدارس المهدي (عج) الدكتور حسين يوسف، وحشد من أساتذة ومُعلّمي اللغة الفارسية.
وقال السفير أماني، في كلمة خلال اللقاء: "تعلّمنا حياة الزهراء (ع)، التي نحتفل بميلادها في هذه الأيام المباركة، أنّ قيمة الإنسان تكمن في العلم والأخلاق والكلمة الحكيمة والتربية الصالحة؛ وهي رسالة نحتاجها تمامًا في مسيرة الارتقاء باللغة الفارسية وتعليمها".
وخاطب الأساتذة المكرمين بالقول: "إنّكم لستم "معلّمي الكلمات" فقط بل مهندسو الفكر، وبُناة الهويّة، ومُلهمو الأجيال القادمة. إنّ أثرَ أستاذ اللغة الفارسية لا ينحصر في قاعة الدرس. فعندما يقرأ الطالب شعرَ حافظ، أو يفهم حكمة سعدي، أو يكتسب القدرة على التعبير عن الأفكار بلغة سليمة وجميلة، فإنّ جذوركم تمتدّ في أعماق روحه".
وأضاف: "كل جملة تُعلِّمونها، وكل بيت من الشعر تشرحونه، وكل جمال تكشفونه من جماليات اللغة الفارسية، إنّما هو امتداد لمسيرة رسل المعرفة عبر التاريخ. واليوم، نحن أحوج ما نكون إلى أساتذة يجمعون بين حبّ اللغة الفارسية واعتماد الأساليب الحديثة والرؤى العالمية في تعليمها للأجيال الجديدة".
بدوره، قال الدكتور مرتضى إنّ "الأمانة تفرض علينا إذ نمتطي هذا المنبر أنْ نوجه إليكم يا سعادة السفير في المستهل تحية إجلال وتقدير على جميع ما قدمتموه من جهود وبذلتموه من تضحيات، سعيًا إلى تمتين جسور اللقاء والتعاون والتوادد بين شعبينا ودولتينا، ودفاعاً عن قضايا الحق والحرية والإنسان على نحو يرضي الله والضمير".
وتوجّه إلى المعلمين المكرَّمين قائلًا: "أمّا أنتم أيها المعلّمون المكرمون فإنكم بما زرعتموه بذرتم بذرة الوصل بين التراثَين الفارسي والعربي، وهي بذرة إذا ما أنبتت اكتشف حاملوها مقدار الترابط العضوي بين ثقافتين متجاورتين نمتا في حضن الإسلام بتجلّياته المعرفية كافة"، مستدركًا بقوله: "أمّا الكلام السياسي الذي يدور عندنا عن استتباع وانقياد وتنفيذ مشاريع، وما إلى ذلك من مفردات وتعابير زائفة، فإنّه كلام ينطق من هوى ويُنطق عن هوى، وينهار انهيار الرمل أمام معطيات التاريخ التي تمليها قواعد العمران البشري".
من جهته، اعتبر المستشار الثقافي السيد مرتضوي، أنّ "اللغة الفارسية ليست مجموعة كلمات فحسب، بل هي بيت الرّوح ومرآة العقل الإيراني، وجسر يصل الماضي بالحاضر والمستقبل".
وخاطب المعلمين المكرَّمين قائلًا: "إنّكم، على خطى تلك السيّدة العظيمة، تحملون رسالة التنوير. رسالة تبدأ بالكلمة، وتمتدّ إلى القلوب والعقول. فاللغة الفارسية تحيا بكم، وتسمو بجهودكم، وتبقى ما دمتم تدرّسون وتكتبون وتُخلصون لها. ولذلك أقول بصدق: إنّ تكريمكم هو تكريمٌ للغة الفارسية، وتكريمُ اللغة الفارسية هو تكريمٌ لهويّتنا".