خاص العهد
يُشكل حضور عوائل الشهداء، في التجمع الفاطمي، قيمةً معنوية وروحية استثنائية، إذ يحملون معهم ذاكرة الدم الذي حمى الوطن، ويرفعون راية الوفاء لأولئك الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الأرض والكرامة.
وجودهم ليس مجرد حضور رمزي، هو شهادة حية على الإيمان والالتزام، ورسالة واضحة بأن طريق الشهداء ما يزال مضيئًا بأهلهم الذين حملوا الأمانة من بعدهم.
إنّ عوائل الشهداء، بتضحياتهم وصبرهم وثباتهم، يضفون على التجمع الفاطمي بُعده الحقيقي، فيمنحونه قوة وعمقًا. هم الوجه الذي يرى فيه الناس معنى الفداء، وصوت الحق الذي لا يُمكن إسكاته، وحضورهم هو تأكيد أن الدم الذي سُفك لم يكن عبثًا، بل كان امتدادًا لنهجٍ إيمانيٍ أصيل، من كربلاء إلى ساحات الصمود كلها.
بناء على ما تقدم؛ توجّهت الحاجة نوال عاصي والدة الشهيدين محمد وعباس حسين عاصي، عبر موقع "العهد"، بدعوةٍ صادقة إلى عوائل الشهداء من أجل تلبية النداء في التجمع الفاطمي والحضور بكثافة، لأنهم نبض التجمع الفاطمي وقلبة الحي، قائلة: "سنكون حيث يجب أن نكون، ونقول للعالم أجمع بصوت واحد: نحن على العهد ثابتون، وعلى درب الشهداء ماضون، وبالولاء لأهل البيت متمسكون، لا تغيرنا الأيام ولا تضعفنا المصاعب".
كما تعرب عاصي بعمق وجداني عن فخرها واعتزازها بأنها من عوائل الشهداء، مؤكدة أنها قدمت أغلى ما تملك، وأن هذه الدماء الطاهرة منحت الوطن عزّة وكرامة، وكانت درعًا يحميه ويصونه.
وتتابع بلهجة مفعمة بالإيمان والثبات: "ألسنا على الحق؟ إذًا لا نبالي: أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا"، مضيفةً: "نحن، عوائل الشهداء سنُكمل هذه المسيرة، وسنمضي فيها بالوعي والبصيرة والإيمان بالله والوطن".
كذلك، تقول الحاجة نوال بثقة لا تتزعزع: "سنظل على العهد، ونواصل الطريق، وسنكون المرآة الصادقة لشهدائنا الذين رفعوا رؤوسنا عند السيدة الزهراء (ع)". وتتابع: "الحمد لله الذي أعزّنا، سنبقى أقوياء، لا يكسرنا شيء، ولو استُشهدنا جميعًا".
وتختم بالتشديد على أن تضحيتها بولديها هي مبايعة صادقة للسيدة الزهراء (ع) التي قدمت ولدها نصرة للدين، قائلة: "كما قدمت الزهراء (ع) ولدها، قدمنا أبناءنا من أجل الأرض والعزّة والكرامة، فالمقاومة امتدادٌ لكربلاء، وروحها تسري فينا ما حيينا".