اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بالصور| لقاء الإمام الخامنئي مع القائمين على مؤتمر تكريم شهداء محافظة ألبرز

خاص العهد

جولة الجيش للسفراء جنوبًا.. دفاع مستمر في وجه الحرب
خاص العهد

جولة الجيش للسفراء جنوبًا.. دفاع مستمر في وجه الحرب "الإسرائيلية" على "درع الجنوب"

131

وسط حالة دفاعية، يواصل الجيش اللبناني سلوك مسارات إثبات دوره وما يقوم به في جنوب لبنان، من خلال مجموعة من الخطوات التي ينفذها تحت مظلة ما يسمى بحماية السيادة الوطنية التي تشن عليها "إسرائيل" المدعومة بكل خطواتها أميركيًا إن لم نقل أكثر، حربًا لا توفِّر فيها أيًا من وسائط النار.

حالة الدفاع التي يمارسها الجيش ربما تأتي كآخر طلقات جعبته، في سياق احتواء تصعيد "إسرائيلي" يلوّح به قادة الكيان الصهيوني ووسائل إعلامه ومحلِّلوه، بل وحتى قطعان المستوطنين وممثلوهم في المجالس المحلية لمستوطنات الشمال التي لم تذق طعم النوم منذ طوفان السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ولم تزدها الغارات وأعمال القصف والاحتلال شمال الخط الأزرق إلا خوفًا مما قد يقلب الطاولة عليهم وعلى الكيان برمّته!

الجديد في دفاع الجيش اللبناني أتى الاثنين، من خلال جولة نظمها لسفراء ودبلوماسيين وملحقين عسكريين من عشرات الدول التي تملك معتمديات لها في لبنان، إلى المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني والتي ينفذ فيها منذ أيلول الماضي خطة "درع الجنوب" وتنطوي على تنفيذ قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح في المنطقة التي يشملها القرار الدولي ألف وسبعمئة وواحد. 

الجولة التي قادها قائد الجيش العماد رودولف هيكل بمعاونة كبار الضباط ومن بينهم العميد نيكولا ثابت قائد قطاع جنوب الليطاني، انطلقت من مقر قيادة القطاع في ثكنة بنوا بركات في صور، وفيه اجتمع هيكل مع المشاركين في الجولة، ووضع أمامهم شرحًا مفصلًا لكل ما يقوم به الجيش هنا، كاشفًا عن أن ما أُنجز من الخطة الموضوعة لغاية الساعة تخطّى التسعين بالمئة، وما بقي تعوقه العدوانية "الإسرائيلية" المتمثلة بأعمال الإغارة من الطائرات والمدفعية، وأعمال التمشيط المتواصلة وغيرها، وفي مقدمتها احتلال "إسرائيل" لأراضٍ لبنانية تقيم فيها خمسة مواقع عسكرية ومنطقتي عزل، وتقع ضمنها أيضًا نقاط كانت تشكل ثكنات ومواقع للجيش اللبناني نفسه.

في الاجتماع الذي تخلله الكثير من الأسئلة والاستفسارات من الدبلوماسيين الدوليين، أجاب هيكل على التساؤلات بمجملها وأكد حاجة الجيش لدعم على المستويات كافة لإنجاز ما هو مطلوب منه، فيما أثنى على التعاون الذي يبديه المجتمع المحلي معه في أداء مهامه، تعاون ربما لم يلتفت كثيرون ممن حضروا إلى أنه من بيئة شعبية تمثل عمقًا للمقاومة التي قاومت الاحتلال ومنعته من السيطرة على الجنوب، وشكّلت على الدوام حضنًا للجيش وضباطه وجنوده، في الوقت الذي كان العالم يرى ببروده توازي الرضى، كل ما يرتكبه العدو من أعمال إرهابية تشكل جرائم حرب لم يُحاكم عليها يومًا، إن كان في لبنان أو أبعد من حدوده!.

أسهب هيكل في الشرح، وفصّل كل أبواب الخطة المنجزة بجزء كبير، من المعابر التي أُقفلت عند نهر الليطاني إلى الأنفاق التي فككها، والأسلحة التي صادرها، والشهداء الذين سقطوا في أثناء تنفيذ مهامهم، ومنهم اثنان قتلتهم "إسرائيل" بمحلّقة مفخخة في الناقورة، وغيرهم ممن قضوا إما برصاص صهيوني في البستان أو بتفخيخ يحمل بصمات العدو في زبقين، إلى تفكيك سلاح المخيمات الفلسطينية والتصدي لأعمال تهريب تجارية وغير ذلك.

ومن صور، الطريق ساق الجولة عبر بلدة الناقورة التي تظهر فيها صور من إرهاب كيان عادى الحجر والشجر، وصل إلى مركز متقدم للجيش اللبناني في منطقة لحلح عند أطراف البلدة الجنوبية، كان قد أخلاه الجيش مع بداية التوغل "الإسرائيلي" داخل الأراضي اللبنانية في أيلول الماضي، عندما دخلت دبابات العدو وجرافاته معتدية من بوابة مقابل المركز، يومها كان المجتمع الدولي أعمى وأصم عن مشاريع الاحتلال، بل وراضيًا في سياق صياغة شرق أوسط جديد أرادوا له أن يمر فوق أشلاء أهل الأرض. 

من لحلح تظهر بوضوح نقطة الخرق المعادي في اللبونة، حيث يقيم العدو ثكنة عسكرية على أنقاض واحدة من أجمل الواحات الخضراء في الجنوب، والتي جرّفها وأحرقها ورفع فيها السواتر والدشم لحماية جنوده، وعلى مرأى موقع لقوة إيطالية من اليونيفيل طُردت بدورها من مركزها آنذاك ومنعت من العودة إليه لغاية أسابيع من اليوم.

اللافت في لحلح أن المشاركين رأوا خلو المستوطنات المقابلة في حانيتا وأدميت من المستوطنين، ربما راود بعضهم بالضرورة وإن لم يعبّروا بصراحة، سؤال عن حقيقة الأهداف التي حققها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، منذ أعلن أن هدف حربه الأساس إعادة المستوطنين إلى الشمال الفلسطيني المحتل!

مستوطنات تحوّلت إلى مناطق عسكرية بعد الحرب، تقيم فيها حاليًا سرايا من فرقة الجليل مطعّمة بأخرى جيء بها لتحمي حدود الكيان، أو لتتحضّر لتنفيذ أوامر قيادتها في مواصلة العدوان ضد لبنان.

ويعد مركز الجيش في منطقة لحلح أحد المواقع الأحد عشر التي عاد الجيش لينتشر فيها بعد الحرب عند الخط الأزرق، بعد أن دمّرها العدو، فيما بقي تسعة مراكز أخرى تحت الاحتلال، وهنا شرحٌ قدّمه ضباط من لواء المشاة الخامس حول طبيعة المهمة التي ينفذونها، ومن ضمنها حماية السيادة وتنفيذ القرار الدولي 1701 ومواكبة المواطنين في أعمالهم الزراعية وتنفيذ أعمال هندسية متعلّقة بالتخلص من مخلّفات العدوان وغيرها. انتقل الوفد بعدها إلى وادي زبقين، حيث قطع في عمقه بالآليات العسكرية مسافة لا تقل عن النصف ساعة، قبل الوصول إلى إحدى المنشآت التي وُضعت في عهدة الجيش اللبناني، وهي غير تلك التي زارها الصحافيون برفقة الجيش قبل أسبوعين. أراد المنظمون من خلال زيارتها أن يثبتوا أن الجيش يقوم بعمله رغم محاولات التشويه والتضليل والحرب الكلامية التي يشنها العدو "الإسرائيلي" وتعاونه فيها وسائل إعلام محلية ودولية وأبواق لا ضير عندها لو عادت "إسرائيل" لتحتل كامل جغرافيا الوطن.

وما بدا لافتًا في زبقين هو أن السفيرين الأميركي والسعودي غابا عن المحطة، ربما لأنها تبيِّن فعلًا أن خطة الجيش تسير عكس التصريحات الصهيونية، وأكاذيب فُضحت بعد التهديد الأخير الذي أطلقه المتحدث باسم الاحتلال لمنزل مدني في بلدة يانوح عصر السبت الماضي مدعيًا أن ثمة أسلحة فيه، ليجبر الجيش اللبناني على أن يأخذ دور الشرطي المنفذ لأوامر لجنة الميكانيزم ويتأكد بنفسه أن لا سلاح أصلًا، بل مجرد ادعاءات تخدم السردية المعادية، ما حصل في يانوح على الرغم من الاعتراض الشعبي الكبير عليه، لا بد أن يشكل محطة تحول في مسار الأمور، فلبنان التزم بكل ما عليه في إطار القرارات الدولية، وبقي على "إسرائيل" أن تلتزم، رغم أنها لم تلتزم يوماً إلا بالقوة.. والقوة فقط!.

يعرف المشاركون في الجولة ذلك، ويعرف ذلك الجيش اللبناني أيضًا، لكنه مستمر في حالة الدفاع التي يمارسها، لعلّها تجمّد طموحات قادة الاحتلال إلى حرب جديدة، لا بد أنهم ذهبوا بعيدًا في الشعور بنشوة حول نتائجها المرجوّة، والتي قد تكون على العكس تمامًا مما تشتهيه رياحهم ورياح من يقف معهم من أنظمة وتابعين وأدوات!.

 

الكلمات المفتاحية
مشاركة