عين على العدو
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ضغوطات مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الكيان الصهيوني لتمرير صفقة الغاز مع مصر، والتي أعلن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو مساء اليوم الأربعاء 17 كانون الأول/ديسمبر 2025 المصادقة عليها.
وبحسب تقرير أعده مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ايتمار آيخنر، فقد وصف نتنياهو صفقة الغاز مع مصر، بأنها "الأكبر في تاريخ "إسرائيل"". مشيرًا إلى أن حجم الصفقة يبلغ 112 مليار شيكل، (نحو 35 مليار دولار)، وأن نصفها سيذهب سيدخل إلى خزينة كيان الاحتلال.
وقال نتنياهو في بيان: "خلال السنوات الأربع الأولى سنحصل على نصف مليار شيكل لخزينة الدولة. الشركات تستثمر مبالغ طائلة في تطوير البنى التحتية، مثل توسيع خط الأنابيب. خلال بضع سنوات سيصل المبلغ إلى 6 مليارات شيكل سنويًا لخزينة الدولة. هذه الأموال ستعزز التعليم، والصحة، والصناعات، والأمن، ومستقبل الأجيال القادمة".
وأضاف: "صفقة الغاز مع شركة شيفرون الأميركية صادقتُ عليها بعد أن ضمنتُ مصالحنا الأمنية والحيوية. الصفقة تعزز مكانة "إسرائيل" كقوة طاقة إقليمية، وتساهم في الاستقرار في منطقتنا. وهي تشجع الشركات على البحث عن الغاز في المياه الاقتصادية لـ"إسرائيل"، لكن قبل كلّ شيء - تُلزم الصفقة الشركات ببيع الغاز بسعر جيد لكم، "مواطني إسرائيل"".
وتابع نتنياهو: "كان بيننا من عارضوا ذلك بشراسة وقالوا إننا سنقضي على اقتصاد "إسرائيل". اليوم بات واضحًا أن استخراج الغاز جلب أرباحًا هائلة. هذا أحد الأسباب التي جعلت الاقتصاد يُصنَّف في المرتبة الثالثة بين أفضل الاقتصادات في العالم. وستكون هناك مفاجآت إيجابية أخرى".
وذكرت الصحيفة أن المصادقة على الصفقة، التي أُعلن عنها مساء اليوم، تمهّد الطريق لعقد قمة ثلاثية تجمع نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعدما وضعت القاهرة المصادقة على الصفقة شرطًا لحضور الرئيس. ومن المتوقع أن يلتقي القادة الثلاثة في منتجع ترامب "مار - إ - لاغو".
وفي بيانه، قال نتنياهو إنه صادق على الصفقة فقط بعد ضمان المصالح الأمنية والحيوية لـ"إسرائيل"، غير أنه وبحسب الصحيفة لم يتضح بعد ما المقصود بذلك تحديدًا، وما إذا كانت مصر قد تعهدت بمحاربة تهريب الوسائل القتالية إلى قطاع غزّة، أو باتّخاذ خطوات إضافية تتعلق بالتنسيق الأمني بين الجانبين. كما كانت لـ"إسرائيل" مطالب تتعلق بخروقات اتفاق السلام مع مصر، ولا سيما في ما يخص إدخال قوات وأسلحة وبنى تحتية إلى سيناء.
وختمت الصحيفة: "أما الأميركيون، فمن جهتهم، فقد رغبوا في أن توقّع "إسرائيل" على الصفقة لما فيها من فائدة لهم أيضًا. فشركة شيفرون الأميركية للطاقة (التي تدير حقل ليفياثان المفترض أن يضخ الغاز لمصر)، ستحقق أرباحًا، ومن المتوقع أن يتعزز الاستقرار الإقليمي، وكذلك العلاقات بين مصر و"إسرائيل". وستسهم صفقة الغاز في تعزيز المقاربة الإقليمية-الاقتصادية للولايات المتحدة".