لبنان
عاد مرض الحمى القلاعية ليشكّل مصدر قلقٍ حقيقي للمزارعين والجهات المعنية في لبنان، في ظل سرعة انتشاره بين الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة، ولا سيما الأبقار. ويعد هذا المرض الفيروسي من أكثر الأمراض الحيوانية خطورةً على القطاع الزراعي؛ نظرًا لما يسببه من خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة انخفاض الإنتاج ونفوق بعض القطعان.
تكمن أسباب انتشار المرض في عوامل عدة، أبرزها انتقال الفيروس عبر التنقل غير المنظم للمواشي بين المزارع، أو دخول أنماط فيروسية جديدة من مناطق مجاورة، مما يستدعي تدخلًا وقائيًا سريعًا.
انطلاق حملة التحصين
في هذا السياق، باشرت وزارة الزراعة تنفيذ حملة تحصين الأبقار في منطقة البقاع الغربي، في خطوة تهدف إلى تطويق المرض وحماية الأمن الغذائي الوطني. وسبق الحملة جولة معاينات ميدانية شملت عددًا من المزارع، حيث قامت الفرق البيطرية بالكشف الصحي وإعطاء اللقاحات اللازمة.
وأوضح رئيس مصلحة الصحة الحيوانية؛ باسل البزال، أن الحملة تأتي ضمن خطة وطنية لمواجهة المرض، مشيرًا إلى أن الوزارة حددت الأنماط الجديدة للفيروس. وأكد أن اللقاحات وصلت تباعًا، وشملت هبة من الدولة المصرية وإسهامات من شركات خاصة والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية.
وشدد البزال على أن التحصين يتركز حاليًّا على المزارع غير المصابة ضمن "التحصين الدائري" حول البؤر الموبوءة، مع منع نقل المواشي بين المزارع تفاديًا لانتقال العدوى.
سلامة الغذاء تحت المراقبة
من جهته، طمأن رئيس مصلحة مراقبة التصدير والاستيراد والحجر الصحي البيطري؛ الدكتور يحيى خطار، المواطنين إلى أن الحليب واللحوم في الأسواق آمنةٌ تمامًا. وأوضح أن الحمى القلاعية ليست من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، مؤكدًا أن عمليات الغلي والطهي تنفي أي احتمال لانتقال الفيروس للبشر.
ترحيب من المربين
وعبّر مربو الأبقار في البقاع الغربي عن ارتياحهم لهذه الخطوة، معتبرين أن حضور الوزارة الميداني يشكّل دعمًا أساسيًا لهم في مواجهة الخسائر وتأمين استمرارية عملهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتؤكد وزارة الزراعة استمرار الحملة في مختلف المناطق اللبنانية، داعية المزارعين إلى التعاون الكامل مع الفرق الفنية حفاظًا على الثروة الحيوانية.