اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي آفي أشكنازي: إيران بدأت حربًا رقميةً ضد "إسرائيل"

عين على العدو

لواء احتياط في جيش العدو: هكذا تحوّلت تركيا إلى تهديد كبير
عين على العدو

لواء احتياط في جيش العدو: هكذا تحوّلت تركيا إلى تهديد كبير

79

رأى رئيس مجلس الأمن القومي السابق في الكيان الصهيوني اللواء احتياط غيورا آيلاند أن تركيا تحوّلت من دولة صديقة لـ"تل أبيب" إلى تهديد كبير ومقلق، واصفًا تركيا بأنها الجبهة الثامنة لـ"إسرائيل".

وقال في مقال له نشره موقع "والا": "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تؤكد القيادة السياسية والعسكرية في "إسرائيل" أن سبع ساحات مختلفة تشكّل تهديدًا لها. غير أنّه يبدو أنّ جبهة ثامنة آخذة في التشكّل تدريجيًا، ولكن بثبات، وهي جبهة مهدِّدة تُعدّ في جوانب كثيرة أكثر خطورة من سواها. الحديث هنا عن الجبهة التركية. فتركيا، التي كانت حتّى قبل نحو 23 عامًا واحدة من أكبر صديقات "إسرائيل"، تحوّلت إلى عدو فعلي منذ صعود رجب طيب أردوغان إلى السلطة".

أضاف: "العوامل الرئيسية التي تفسّر النهج الاستفزازي والتهديدي لتركيا تجاه "إسرائيل" وقبرص واليونان تتمثل في تصوّره الديني، ورؤيته القومية، وجنون العظمة الذي يميّزه. ومع ذلك، فإن تأثير أردوغان على تركيا ليس العامل الوحيد الذي شكّل الهوية التركية. ولإدراك السياق الكامل، لا بدّ من فحص الواقع الذي تبلور على مدى أكثر من مئة عام".

الخلفية التي شكّلت السردية القومية التركية

خلال الحرب العالمية الأولى انهارت الإمبراطورية العثمانية، التي حكمت مئات السنين مناطق واسعة في الشرق الأوسط والبلقان. وكانت تركيا حليفةً لألمانيا والنمسا، لكنّها مُنيت بالهزيمة. وفي المؤتمر الذي عُقد في مدينة لوزان في تموز/يوليو 1923، اضطرّت تركيا إلى القبول بمواقف الدول المنتصرة: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان. وقد تمثّل التنازل التركي الأبرز في المجال الإقليمي، إذ أُجبرت تركيا على الانكفاء إلى حدودها المعترف بها حتّى يومنا هذا.

يتابع اللواء احتياط في جيش العدو: "غير أن اضطرارها إلى الانسحاب ضمن هذه الحدود لا يعني أنها سلّمت بهذه القرارات. ففي الواقع، وقبل أكثر من عشرين عامًا، حين كانت تسود حالة من السلام بين تركيا و"إسرائيل" وكانت العلاقات بين جيشي البلدين جيدة، التقيت مرارًا، بصفتي لواءً في الجيش "الإسرائيلي"، بنظرائي من الضباط الأتراك. وفي أحاديثنا غير الرسمية قالوا لي ما يلي:
- نحن ندرك أن عهد الإمبراطورية العثمانية الكبرى قد ولّى، ولا نتوقع عودته. ومع ذلك، فإننا لا نقبل بالحدود التي فُرضت علينا عام 1923. فالحدود الطبيعية لتركيا ينبغي أن تتوسع على الأقل في ثلاثة مواقع: الحدود الجنوبية، وبحر إيجه، وقبرص. في ما يتعلق بالحدود الجنوبية، فإن الحدّ العادل والصحيح هو ذاك الذي يمتد على طول الخط الواصل بين مدينة حلب في سورية ومدينة الموصل في العراق.
أما في ما يخص بحر إيجه، وهو البحر الفاصل بين تركيا واليونان، فنحن نعتقد أنه ليس من العدل أن تعود ملكية عشرات الجزر الموجودة فيه، وبعضها لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن الساحل التركي، إلى اليونان منذ عام 1923. والحدّ الصحيح بين تركيا واليونان يجب أن يمر في بحر إيجه في منتصف المسافة بين البرّ الرئيسي لتركيا والبرّ الرئيسي لليونان، ما يعني أن عددًا كبيرًا من الجزر ينبغي أن ينتقل إلى السيادة التركية. وبالنسبة إلى قبرص، فإن كامل جزئها الشمالي يجب أن يكون تابعًا لتركيا".

منذ وصول رجب طيب أردوغان إلى الحكم، يقول آيلاند "لم تكتفِ مشاعر الكرامة القومية التركية بالتصاعد، بل أُضيف إليها بُعدان جديدان: الشخصية الميغالومانية (جنون العظمة) للرئيس التركي، ونهجه الإسلامي المتشدّد".

ويضيف: "حتّى سنوات قليلة مضت، كانت "إسرائيل" قادرة على التعايش مع الموقف التركي العدائي تجاهها، إذ اقتصر هذا الموقف في معظمه على الخطاب السياسي، والتصريحات الحادّة، ومحاولات استفزازها عبر أسطول كسر الحصار إلى غزّة عام 2010، فضلًا عن تمويل أنشطة استفزازية في القدس. غير أنّ العامين الأخيرين شهدا تصعيدًا ملحوظًا في حدّة الموقف التركي المعادي لـ"إسرائيل"، تصعيدًا يعكس أيضًا استعدادًا متزايدًا للانتقال من مستوى الخطاب إلى حافة المواجهة العسكرية".

ويقول آيلاند: "تقف وراء تشجيع أردوغان على هذا المسار ثلاثة تطوّرات رئيسية: أولًا، العزلة الدولية التي تواجهها "إسرائيل" في أعقاب الحرب على غزّة. ثانيًا، النجاح التركي في إحداث تغيير في سورية، وهو ما ضمن ولاء القيادة السورية لأنقرة، ممثلة بأحمد الشرع، الذي يعتمد بدوره على الدعم العسكري التركي لتعزيز سلطته. ثالثًا، العلاقة الشخصية والروابط الجيدة بين أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي صرّح علنًا بأنه يكنّ له الود".

الجبهة الأكثر خطورة

ويؤكد آيلاند أن ""إسرائيل" تدرك حجم التهديد التركي. ورغم أن احتمال تحوّله إلى مواجهة عسكرية مباشرة ما يزال بعيدًا نسبيًا، ولا سيما بسبب سعي الولايات المتحدة إلى بذل أقصى جهد لمنع ذلك، فإن خطورة هذا التهديد، إذا ما تحقّق، تبقى مقلقة إلى حدّ كبير. فتركيا تمتلك أسطولًا بحريًا ضخمًا ومتطورًا، وإذا قررت مهاجمة "إسرائيل"، فهي قادرة فعليًا على فرض حصار بحري عليها".

ويوضح: "بعبارة أخرى، قد تجد "إسرائيل" نفسها في مواجهة عسكرية محدودة مع تركيا في الأجواء السورية، إذ لا يمكنها التنازل عن سيطرتها الجوية على كامل جنوب سورية. فهذه السيطرة تُعدّ شرطًا أساسيًا لا غنى عنه لضمان حرية عمل سلاح الجو "الإسرائيلي" في مواجهة إيران".

ويرى أن "من الأفضل لـ"إسرائيل" أن تعزّز تعاونها مع قبرص واليونان، إذ إن هاتين الدولتين تدركان بدورهما حجم النزعة العدوانية التركية المحتملة تجاههما".

ويختم آيلاند: "التهديد الإيراني من جهة، وإمكانات التهديد التركي من جهة أخرى، يُعدّان أخطر التحديات على المستوى الإستراتيجي. وتفسّر هذه التهديدات، والحاجة إلى الاستعداد لها، سبب وجوب امتناع "إسرائيل" عن تجديد الحرب في غزّة ولبنان، إذ إن الكفّة في هاتين الساحتين تميل لمصلحتها، ومن الأجدى توجيه مواردها نحو مخاطر أشدّ جسامة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة