خاص العهد
في سياق الاعتداءات الصهيونية المتكرّرة التي لم تستثنِ أحدًا في الجنوب اللبناني، أقدمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الخميس 25/12/2025، على استهداف مباشر لفريق شبكة الميادين أثناء تنفيذه مهمّة صحافية ميدانية في بلدة الضهيرة الحدودية.
الاعتداء، الذي وقع رغم علم الجيش اللبناني والجهات المعنية بالمهمّة المعلنة، شكّل انتهاكًا فاضحًا لكل القوانين والأعراف الدولية التي تكفل حماية الصحافيين، وجاء ليؤكد مجددًا نهج "إسرائيل" الإجرامي.
في تصريح لموقع العهد الإخباري، أكّد جوزيف القصيفي، رئيس نقابة محرري الصحافة اللبنانية، أنّ ما جرى من استهدافٍ مباشر لفريق شبكة الميادين في الجنوب اللبناني لا يمكن فصله عن سياق تصعيدٍ "إسرائيلي" دائم، بات يشكّل نهجًا ثابتًا في التعامل مع الصحافيين والإعلاميين، ولا سيّما أولئك الذين يتولّون تغطية وقائع العدوان على الأرض.
وشدّد على أنّ هذا التصعيد يأتي في إطار سجلّ حافل بالاعتداءات التي طالت الإعلام منذ بدء الحرب، حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى من الصحافيين، في مشهد يؤكّد أنّ الاستهداف يتمّ عن سابق إصرار وتصميم. وبرأيه، فإنّ ما حصل اليوم هو سياق متمادٍ من الإجرام، في ظل غياب أيّ رادع حقيقي يمنع "إسرائيل" من الاستمرار في ارتكاب جرائمها بحق الإعلاميين، سواء المحليين أو الأجانب.
وأشار القصيفي إلى أنّه تواصل مباشرة مع إدارة قناة "الميادين"، معربًا عن تضامنه الكامل ومستنكرًا الاعتداء، مؤكدًا عزمه وضع هذه الواقعة برسم الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، لإبراز حقيقة أنّ الاحتلال لا يقيم أيّ وزن للمواثيق الدولية أو للأعراف المهنية والإنسانية التي يفترض أن تحمي العاملين في الحقل الإعلامي.
وفي مقاربته الأوسع، شدّد رئيس نقابة المحررين على أنّ الصحافيين في الميدان باتوا مكشوفي الظهر، رغم وجود منظومة قانونية دولية واضحة، من اتفاقيات ومواثيق وقرارات أممية، وصولًا إلى اتفاقيات جنيف وبروتوكولات الصليب الأحمر الدولي، إلا أنّ كلّ هذه الأطر لم تُحترم، ولا يبدو أنّ الاحتلال في وارد الالتزام بها.
ولفت إلى أنّ المشكلة لا تكمن في غياب القوانين، بل في غياب الإرادة الدولية الصارمة لتطبيقها، حيث أخفقت الهيئات الأممية مرارًا في ردع الانتهاكات أو محاسبة مرتكبيها.
وتوقف القصيفي عند قرارات محكمة العدل الدولية، معتبرًا أنّ التجربة أثبتت أنّ الاحتلال يتجاهلها متى تعارضت مع سياساته، ما يجعل الاستنكار وحده غير كافٍ، مهما بلغ مداه. وختم بالتأكيد أنّ ما جرى في الجنوب، ولا سيّما في منطقة الضهيرة، يشكّل خرقًا واضحًا للسيادة اللبنانية.
وبيّن النقيب القصيفي أن فريق الميادين كان يقوم بعمله الصحافي على أرضه وبعلم الجيش اللبناني، في ما جاء الاعتداء "الإسرائيلي" ليضيف دليلًا جديدًا على استهتار الاحتلال بكلّ القوانين والحدود، وعلى إصراره على استهداف الكلمة والصورة كشهودٍ على الحقيقة.