عربي ودولي
تعتزم الصين إطلاق خطة عمل جديدة في الأوّل من يناير/كانون الثاني المقبل لتعزيز إدارة عملتها الرقمية الرسمية والعمليات المرتبطة بها، في خطوة تهدف إلى تسريع اعتماد اليوان الرقمي وتطوير دوره داخل النظام المالي، وفق ما أعلنه نائب حاكم المصرف المركزي الصيني.
وقال لو لي؛ نائب حاكم مصرف الشعب الصيني، في مقال نُشر الاثنين في صحيفة "فايننشال نيوز" التابعة للبنك المركزي، إن مستقبل اليوان الرقمي سيعتمد على مدفوعات رقمية حديثة، ووسائل تداول وإصدار متطورة ضمن الإطار المالي القائم. وأشار إلى أن استخدام العملة الرقمية شهد توسعًا ملحوظًا، إذ جرى حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تنفيذ 3.48 مليارات معاملة باليوان الرقمي، بقيمة إجمالية بلغت 16.7 تريليون يوان؛ أي ما يعادل نحو 2.38 تريليون دولار.
وأوضح لو لي أن الخطة الجديدة تتضمن إطلاق ترتيبات لما وصفه بـ«الجيل الجديد» من اليوان الرقمي، وتشمل إطارًا للتقييم، ونظامًا للإدارة، وآلية تشغيل، ومنظومة متكاملة تهدف إلى تحسين كفاءة العملة الرقمية وتوسيع استخدامها. ومن أبرز ما ورد في الخطة، السماح للبنوك بدفع فوائد على أرصدة العملاء باليوان الرقمي، في خطوة يُتوقع أن تسهم في تحفيز الإقبال عليه مقارنة بوسائل الدفع الرقمية الأخرى.
وتتضمن الخطة أيضًا مقترحًا لإنشاء مركز عمليات دولي لليوان الرقمي في مدينة شنغهاي، بما يعزز طموحات الصين في توسيع حضور عملتها الرقمية على الصعيد العالمي.
ورغم التقدم المحرز، لا يزال اليوان الرقمي يواجه تحديات داخلية، إذ جرى اختباره في أكثر من نصف مقاطعات البر الرئيسي، لكنه لم يُطلق رسميًا على مستوى البلاد حتى الآن. كذلك يواجه صعوبة في اكتساب زخم واسع في ظل المنافسة الشديدة من منصات الدفع الرقمية الراسخة مثل «وي تشات باي» و"علي باي"، بحسب تقارير اقتصادية.
وعلى الصعيد الدولي، واجهت مساعي بكين لتوسيع استخدام اليوان الرقمي عبر الحدود بعض الانتكاسات، أبرزها تعثر مشروع «إم بريدج» الخاص بإنشاء منصة دفع متعددة الأطراف، بعد انسحاب بنك التسويات الدولية منه وسط مخاوف تتعلق بإمكانية استخدامه للالتفاف على العقوبات الدولية وتقويض دور الدولار الأميركي.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان إدخال الفوائد على أرصدة اليوان الرقمي سيؤدي إلى اعتماد أوسع للعملة، خاصة في ظل تراجع أسعار الفائدة في الصين إلى مستويات متدنية، إذ انخفضت الفائدة على الودائع تحت الطلب في أكبر البنوك إلى نحو 0.05% فقط، في وقت تواجه فيه البنوك تحديات مرتبطة بارتفاع المدخرات وتباطؤ نمو الإقراض.
وخلال الأشهر الأخيرة، كثّف بنك الشعب الصيني جهوده لتطوير العملة الرقمية، إذ دعا الحزب الشيوعي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى "تطوير مستدام" لليوان الإلكتروني ضمن الخطة الخمسية المقبلة، كما افتُتح في سبتمبر/أيلول مركز عمليات اليوان الرقمي في شنغهاي، يضم منصات للمدفوعات العابرة للحدود وتقنيات سلسلة الكتل والأصول الرقمية.
وعلى عكس الولايات المتحدة ودول أخرى اعتمدت العملات المستقرة الصادرة عن جهات خاصة، تواصل الصين التركيز على تعزيز عملتها الرقمية الرسمية، مع تأكيد السلطات أنها لا تزال حذرة من مخاطر العملات المستقرة، بما في ذلك المضاربة والاحتيال واحتمالات عدم الاستقرار المالي.