اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي مُسيّرات حزب الله تؤرق العدو 

نقاط على الحروف

الشّمال المحرّر من المستوطنين
نقاط على الحروف

الشّمال المحرّر من المستوطنين

يرفض مستوطنو الشمال العودة بعد أن نزحوا ناحية الوسط
1392

ليلى عماشا

يرفض مستوطنو الشمال العودة بعد أن نزحوا ناحية الوسط؛ يرفضون حتّى مناقشة ذلك ولو حدث وقف لإطلاق النار. فالرعب بالنسبة إليهم ليس مرتبطًا بالصواريخ وحسب، بل يتعداه إلى وجود المقاومة في الجنوب، وبالتالي وجود أرض الجنوب وبيوت الجنوب وأهل الجنوب.

بعضهم يتحدّث عن وجود أنفاق للمقاومة تمرّ من تحت وحداتهم السكنية. آخر يؤكّد أنّه يسمع أصوات خطوات وحركة بشرية تحت الأرض. ثالث يعنقد أنّه في كلّ ثانية يتوقّع أن يلتقي بفرد من قوّة الرضوان داخل حديقة "منزله". يرفضون العودة، ويعبّرون بصراحة تامّة عن انعدام ثقتهم بالجيش وبالزعامات السياسية، وعن شعورهم بأن لا أحد يستطيع حمايتّهم من حزب الله.

بشكل ما، يشكّل الاخلاء الذي يكاد يكون تامًا في الكثير من المستوطنات الشمالية نوعًا من التحرير. قد يبدو الحديث عن ذلك متسرّعًا الآن، ولكن بالنظر إلى أحد أهم أهداف الاحتلال، وهو تأمين بيئة عيش آمنة للصهاينة يبنون بداخلها حياة اجتماعية واقتصادية طبيعية، يصبح توصيف خلو أرض شمال فلسطين من المستوطنين بأنه درجة من درجات تحرير هذه أمر منطقيّ.

لا تكفّ وسائل الإعلام "الإسرائيلية" عن الحديث عن القلق الصهيوني حيال وضع مستوطني الشمال وهواجسهم، وترى بعض الصحف الإسرائيلية أنّ "حزب الله نجح في فرض نوع من حزامٍ أمني" شمالي فلسطين المحتلة، "حيث باتت المستوطنات هناك مهجورة". وتتحدث "هآرتس" على سبيل المثال عن الضربات التي فرضت "واقعًا مرتبكًا في الشمال"، حيث "جرى إجلاء عشرات الآلاف من المستوطنين من قطاع يصل عمقه إلى 5 كيلومترات، في ما جرى إخلاء "كريات شمونة" بالكامل تقريبًا". وفي ما يكابر غانتس قائلًا: "سنواصل القتال في الشمال ضدّ حزب الله وسنستمر حتّى إعادة الأمن للسكان هناك"، يقع كلامه على المستوطنين مستفزًا ومثيرًا للغضب وللسخرية في آن، فهم من جهة لا يثقون به، ومن جهة أخرى يدركون تمامًا حجم الخطر المحدق بهم، والذي لا تفيد فيه المكابرة أو الحركات الاستعراضية التي يلجأ إليها غانتس أو سواه. هم خائفون ولن يعودوا إلّا بانسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني. ويدركون قبل سواهم أن هذا الانسحاب يقع في خانة المستحيل وأرض الوهم.

الشمال الآن، ومن دون استعجال أو حرق للمراحل، يُعدّ محرّرًا نسبيًا من المستوطنين، يسكنه جيش يمتلك أداة عسكرية متقدّمة، وقدرات تجسسية عالية، لكنّه أيضًا ذو روح مهزومة، ونفس مضطربة، وشعور عارم باليأس، يكاد يفوق يأس المستوطنين.

الكلمات المفتاحية
مشاركة