اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي 30 جنديًّا من الاحتياط في جيش العدو يرفضون أوامر الاستعداد لمعركة رفح

نقاط على الحروف

نيسان 1985.. اندحار العدوّ عن صور
نقاط على الحروف

نيسان 1985.. اندحار العدوّ عن صور

عشية انسحابه من صور، واجه جيش العدوّ رصاصات المقاومة، بنت الأرض.. واجه شبابًا مؤمنًا بقضيّته، لا يهاب الموت
1663

لذاكرة المقاومة حقّ النّطق؛ حيث لا صوت يعلو فوق صوت معاركها. ولتاريخ المقاومة حقّ التدوين؛ حيث يُكذّب كلّ من تسوّل له مصالحه وارتباطاته تجهيله والتعتيم عليه.. لحكاية انتصار العين على المخرز أيّام كثيرة، ولعل ٢٩ نيسان/ابريل العام ١٩٨٥ من أجملها، فهو العشية التي تلاها صبح تحرير صور على وقع طلقات المقاومة، وجبن الاحتلال الذي عجز بعد تراكم العمليات التي استهدفت جنوده ومراكزه عن احتمال الخسائر فانسحب!

ما نعيشه اليوم في خضمّ المعركة ليس جديدًا علينا، وما نراه من نصر في آخرها ليس حلمًا، وإنّما قراءة موضوعية في تاريخنا وذاكرتنا..

عشية انسحابه من صور، واجه جيش العدوّ رصاصات المقاومة، بنت الأرض.. واجه شبابًا مؤمنًا بقضيّته، لا يهاب الموت؛ بل يحسبه كرامة.. عنونت جريدة "السفير" يومها: ٦ عمليات للمقاومة عشية الانسحاب من صور.

من يعرف طبيعة العمل المقاوم في تلك المرحلة، وكيف كان الرصاص عزيزًا يُجمع ثمنه من مصروف جيب المقاومين وكدّهم اليومي، يعرف ما الذي تعنيه عبارة "ستة عمليات" في ليلة واحدة.. ومن سمع دويّ العمليتين الاستشهاديتين اللتين نفذهما الاستشهاديان حسن قصير (فتى عامل) وعامر كلاكش (أبو زينب)، يعرف من صدى الدويّ أنّ العدوّ منسحب لا محالة.. وهذا مثال عن الانتصارات التي تتحقّق بالنقاط، لمن لم يزل لديه تساؤل حول معنى وجدوى النقاط في الحرب مع العدوّ الإسرائيلي.

مشاهد فرح الناس يوم تحرّرت مدينة صور وقضاؤها، ويوم اندحرت قوات الاحتلال إلى الشريط الحدودي لا تقلّ قوّة عن مشاهد تحرير قرى الشريط في العام ٢٠٠٠؛ فمشاهد ١٩٨٥، وجدانيتها، قوّة تعبيرها عن ارتباط أهل الأرض بأرضهم ومدى اعتزازهم بالمقاومة كانت حاضرة في كلّ مشهد من أيار/مايو ٢٠٠٠.

أكثر من 250 ألف مواطن في 213 بلدة وقرية احتفلوا بالتحرير، وهم على يقين أنّه سيستكمل ولو بعد حين، رفعوا أسماء شهدائهم، تعطّروا بتراب ارتوى من دم المقاومين وأثر خطواتهم، وتفرّجوا معًا على جيش الاحتلال وهو يخلي مراكزه وينسحب، تتبعه اللعنات!

ما شهده أهل الجنوب المقاوم منذ الثمانينيات من قهر وعدوان ومقاومة وانتصارات يشكّل الأرضية الصلبة لما نراه من صبرهم العظيم اليوم، وإن كانوا يألمون. وإن كان ثمّة من يحاول اليوم المزايدة عليهم بألمهم، بل ويتباكى عليهم وعلى حياتهم وأرزاقهم ليسوّغ رفضه لخيارهم المقاوم، فيحاول الظهور بمظهر الأحرص عليهم من أنفسهم، من مقاومتهم.. وهل المقاومة سوى نفسهم وروحهم؟!

الكلمات المفتاحية
مشاركة