عين على العدو

ذكرت المراسلة السياسية الصهيونية في صحيفة "معاريف الإسرائيلية" آنا برسكي أنّ في "إسرائيل" يُتابعون باهتمام كبير محادثات النووي بين الولايات المتحدة وإيران، لافتةً إلى أنّه في الوقت الحالي، وبعد أن رُفع التهديد العسكري عن جدول الأعمال، التقدير هو أنّهم في "إسرائيل" سيَستعينون بدول المنطقة لمحاولة إعادة التهديد العسكري إلى الطاولة.
في خلفية المفاوضات، نقلت برسكي عن مصادر صهيونية رفيعة إشارتها إلى القلقين الأساسيين: القلق من المماطلة، والتي ترغب بها طهران، على الرغم من وضع موعد نهائي للمسعى الدبلوماسي من جانب الولايات المتحدة، وقلق من أن يُغرى ترامب بـ"اتفاق أوباما مُحسّن"، يسمح لطهران بتطوير برنامج نووي مدني. وقالت إنّ في "إسرائيل" يُقدّرون أنّ فرص نجاح المفاوضات ليست كبيرة، بينما يتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب نتيجة في مدة زمنية قصيرة.
إلى جانب ذلك، تزعم مصادر صهيونية بأنّ "معسكر الانفصاليين" في محيط ترامب لا يؤيّد الخيار العسكري، خشية من حرب إقليمية شاملة، هذا في حين أنّ "إسرائيل" تروّج منذ وقت أمام الإدارة في واشنطن لخطة مهاجمة منشآت النووي الإيراني. كما نقلت برسكي، عن مصدر صهيوني مطّلع على الموضوع، قوله: "إنّ مهاجمة منشآت النووي الإيراني كانت خطة على الطاولة حتى الأسبوع الماضي، إلى أن أبلغ ترامب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بأنّ في نيته البدء بمفاوضات مباشرة مع إيران. بموجب ذلك، الخيار العسكري أُزيل عن جدول الأعمال، على الأقل طالما أنّ الطرفين يستنفدان الطرائق الدبلوماسية".
في غضون ذلك، علمت "معاريف" أنّ التقدير في "إسرائيل" يزداد بأنّه يجب استغلال وقت الانتظار، بينما محادثات النووي تتواصل، لبلورة دعم إقليمي واسع للخيار العسكري في مواجهة البرنامج النووي الإيراني. أشارت برسكي إلى أنّ المصادر التي تُقدّر أنّه يجب التصرف بهذا الشكل، تتحدث من فرضية أنّ "إسرائيل" مصمّمة في منع طهران من الحصول على سلاح نووي.
بحسب تقديرهم، ليس في القدس فحسب، أيضًا في عدة عواصم في المنطقة، لا يرغبون برؤية اتفاق تبقى في إطاره إيران مع أجهزة طرد، والتي من خلالها يكون بالإمكان تحويلها في غضون وقت قصير إلى أنشطة عسكرية. وأضافت برسكي: "بحسب التقديرات، في الوقت القريب، ستضطر "إسرائيل" للعمل خلف الكواليس لتجنيد دعم إقليمي للخيار العسكري ضد إيران، ويقدّرون أيضًا أنّه من أجل إيجاد رافعة ضغط مشتركة على الولايات المتحدة، بهدف إقناع ترامب ورجاله بإعطاء ضوء أخضر للعملية "الإسرائيلية" في إيران، ستضطر "إسرائيل" للتوجه إلى الدول الحليفة لها في الشرق الأوسط".