اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي صاحب مطعم متضرر في الضاحية الجنوبية: متمسكون بالأرض والوطن

نقاط على الحروف

الاعتداء على الضاحية.. بيان إدانة بنكهة "رفع عتب"
نقاط على الحروف

الاعتداء على الضاحية.. بيان إدانة بنكهة "رفع عتب"

231

لم يُصدّق كثيرون ما تقرأ عيناهم لجهة البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية إبان العدوان "الإسرائيلي" الذي تعرّضت له منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت. ما إن وزّع مكتب وزير الخارجية يوسف رجي البيان، حتى برزت علامات الذهول في أوساط الإعلاميين والمواطنين. بيان إدانة من وزارة الخارجية!! قالها كثيرون بصدمة. لكن، وبعد التدقيق في سطور البيان، لا يتأخّر القارئ كثيرًا ليكتشف أنه بيان "رفع عتب"، لا يرقى مطلقًا إلى مستوى المسؤولية التي يجب أن تتحمّلها وزارة الخارجية. وربما لولا "العيب والحياء" خصوصًا أن العدوان أتى بعد أيام قليلة على حادثة دعوة السفير الإيراني مجتبى أماني للقاء، لولا هذا الأمر وتجنبًا للانتقادات المحتملة والإشارة إلى سياسة الكيل بمكيالين، لما كنا قرأنا هذا البيان الذي أتى "باهتًا" في الشكل والمضمون.

التدقيق في سطور البيان، يُبيّن بوضوح، أنّ الصيغة التي كتب فيها احتوت على دعوات وتمنيات ووعود، دونما الحديث أو الإعلان عن أي خطوة عملية يتحوّل بموجبها القول إلى فعل، أو إلى ترجمة عملية، كأن يُعلن مثلًا عن تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بموازاة الخرق الفاضح للقرار 1701، ولوقف إطلاق النار. فالدبلوماسية من منظور رجي، مرة تكون بسمنة، ومرة تكون بزيت. لا حرج لديه مثلًا من استدعاء السفير الإيراني على تغريدة "كلامية" لم تنتقص من سيادة لبنان، لكن أن يستدعي سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا راعيي الاتفاق للاحتجاج على عدوان "فادح" ينتقص من سيادة لبنان، ففي ذلك قمّة الحرج. ما الذي يمنع رجي من التصرف لمرة واحدة على أنه وزير خارجية لبنان وليس وزير خارجية حزب القوات، وزيارة مكان الاعتداء لدحض سردية العدو "الإسرائيلي"، والتأكيد على أنّ المكان المستهدف مدني بامتياز، ولا يمت للعسكر بصلة؟ ما الذي يمنعه من دعوة سفراء الدول الخمس الكبرى والسفراء الغربيين لزيارة مكان الاعتداء والاطلاع عن كثب على ما يحصل، والعمل على تشكيل رأي عام دولي ضاغط على "إسرائيل"، حتى ولو كانت حظوظ نجاح هذه المبادرة متدنية من قبل الدول الداعمة لـ"إسرائيل"، إلا أن شرف المحاولة يكفي. 

موقف رئاسة الحكومة ليس أشفى حالًا من موقف وزارة الخارجية. إدانة، مطالبة الدول الراعية للاتفاق بالتحرك، وتأكيد التزام لبنان بالقرار 1701. التساؤلات التي  غلّفت موقف الخارجية، تغلّف موقف رئاسة الحكومة. ما الذي يمنع رئيس الحكومة من الدعوة لاجتماع وزاري طارئ لبحث الاعتداء على الضاحية الجنوبية، خصوصًا أنّ الاعتداءات بلغت حدًا كبيرًا ولم تقتصر عند هذه الحدود؟ أيهما أهم في أجندة ترتيب الأولويات بالنسبة للمواطن؟ إعطاء الوقت لرعاية وحضور الحفلات الموسيقية أم الأمن والأمان؟ ما الذي يمنع الرئيس سلام من التوجه بموكبه لزيارة مكان الاعتداء، وإبراز رسالة تضامن بالفعل لا بـ"الحكي" مع المواطنين؟ ما يُقوّي الموقف اللبناني الرسمي الذي لا يزال خجولًا في وجه الاعتداء السافر. لماذا كل هذه "الخفّة" في التعاطي مع الاعتداءات "الإسرائيلية" خصوصًا أنّ "إسرائيل" ــ وفق التسريبات ــ أبلغت الولايات المتحدة الأميركية التي من المفترض أنها من الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، بنيتها تنفيذ العدوان على الضاحية، ما يُحتّم استدعاء السفيرة ليزا جونسون وتحميلها شكوى واضحة. 

مع الأسف، يتبع بعض الأفرقاء في لبنان سياسة الكيل بمكيالين، وازدواجية المعايير. كل ما يُزعج الولايات المتحدة الأميركية يسعى للابتعاد عنه والمراوغة فيه. أما ما يجلب رضاها، فلا مانع من الخوض فيه، حتى ولو كان ضد مصلحة لبنان، وانتقاص سيادته.

الكلمات المفتاحية
مشاركة