عين على العدو

قال اللواء احتياط، ورئيس شعبة الاستخبارات سابقًا، رئيس ومؤسس "MIND ISRAEL" عاموس يدلن، واللواء احتياط والخبير في الإستراتيجية والتخطيط السياسي أودي أفينتال في مقال نشر في "موقع القناة 12 الإسرائيلي" "إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط تعكس رؤية أميركية - عربية مشتركة للتقدم الإقليمي، والازدهار الاقتصادي، والتطوير التكنولوجي الرائد، وزيادة التنسيق السياسي، بينما تقف "إسرائيل" أمام فرصة تاريخية للقفز إلى هذا القطار الذي يتحرك بسرعة ولا ينتظر في المحطة".
وتابع الموقع: "تقف "إسرائيل" في نقطة حرجة لترجمة الإنجازات الميدانية إلى فوائد إستراتيجية، وذلك من خلال خطوات سياسية تعزز العلاقات مع الولايات المتحدة، وتدفع نحو اندماج وشراكات في المنطقة كجزء من نظام إقليمي محدث يشكّل توازنًا ضدّ إيران"، وفق تعبيره. وأردف: "لتحقيق هذه الفرصة التاريخية، يجب على "إسرائيل" أن توقف الحرب على غزّة، والتي تم تحقيق أهدافها العسكرية منذ وقت طويل. ووقف الحرب سيسمح لـ "إسرائيل" بدفع صفقة شاملة لتحرير الأسرى، وإعادة التركيز على مسار التطبيع مع السعودية، وضمان مشاركة الدول العربية في حل مشكلة غزّة، واستغلال هذه الخطوة لتعميق التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن المعايير التي ستوقف البرنامج النووي الإيراني وتضمن عدم تمكّن إيران من الوصول إلى سلاح نووي".
وأضاف: "في المقابل، إذا أصرت الحكومة "الإسرائيلية" على الاستمرار وتوسيع الحرب بلا نهاية وبلا جدوى، بحجة السعي لتحقيق نصر مطلق على حماس، ومن أجل خلق ضغط لصفقة أسرى جزئية - فإنها ستفشل في تحقيق أهداف الحرب، وستستمر في إضعاف مكانة "إسرائيل" وتعميق عزلتها، وسيرسّخ نتنياهو مكانته كـ"مُعطِّل" إقليمي"، مشيرًا إلى أنه "في مثل هذا السيناريو، الذي يتبلور أمام أعيننا، قد تفرض الولايات المتحدة ودول المنطقة علينا إنهاء الحرب بمبادرتها، أو على العكس، تفقد الاهتمام بغزّة، وتترك "إسرائيل" تغرق وحدها في هذه المشكلة، خارج صفقات المليارات والمشاريع التكنولوجية الرائدة (في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية وغيرها)، وخارج المسارات الإقليمية".
ورأى أنه "بسبب إصرار الحكومة على الاستمرار في حرب خيار عديمة الجدوى الوطنية في غزّة، يبدو أن "إسرائيل"، بقيادتها، تفقد السيطرة على أمنها القومي، حتّى أن حليفتها الكبرى والوحيدة، الولايات المتحدة، تفاجئها بدفع عمليات إستراتيجية رئيسية في القطاع والمنطقة، مع تجاهل المصالح "الإسرائيلية"".
وقال: "على خلفية تعثر الحرب في غزّة وزيارته للشرق الأوسط، أدار ترامب مفاوضات مباشرة مع حماس، من خلف ظهر "إسرائيل" وفوق رأسها، لتحرير المواطنين الأميركيين في غزّة، بل التوصل إلى تفاهمات إضافية مع حماس"، لافتًا إلى أن "طريقة تحرير الجندي عيدان ألكسندر تشكّل ذروة إضافية في عملية تهميش "إسرائيل" عن خطوات الإدارة الأميركية في المنطقة".
ورأى أن "هذا تعبير عن التصور الأميركي أن السياسة "الإسرائيلية" لا تساعد، بل تعيق، الإستراتيجية التي يرغب ترامب في دفعها بالشرق الأوسط، فيما دعوة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض لإبلاغه، في اللحظة الأخيرة، بأن الإدارة تدخل مفاوضات مع إيران حول الملف النووي، والقرار المفاجئ لـ "إسرائيل" بوقف الحرب في اليمن، وفصل العلاقة بين البرنامج النووي المدني في السعودية وبين التقدم في التطبيع بينها وبين "إسرائيل" هي إشارات تحذير واضحة على الضرر المتوقع في متانة العلاقة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة".
وأكد يدلن أن "نتنياهو وحكومته قد يدخلان في مواجهة مباشرة وجبهة مفتوحة مع ترامب، ما سيعمّق خطواته نحو شرعنة البرامج النووية في إيران والسعودية دون الأخذ بالحسبان الموقف والمصالح "الإسرائيلية"، وقد يتخذ أيضًا خطوات تضغط على "إسرائيل"، مثل وقف الدعم العسكري الحيوي لحرب طويلة في غزّة وإيران".
وختم: "بالمحصلة، لا يزال بإمكان نتنياهو أن يُظهر قيادة ويتحرر من القبضة السياسية لليمين المتطرّف المسياني في حكومته، من أجل أمن "إسرائيل" القومي، في المقابل، فإن توسيع الحرب في غزّة من أجل "إنعاش" هذه الحكومة سياسيًا، سيقودها إلى عزلة إقليمية ودولية غير مسبوقة، وسيدفع ثمنًا من أرواح الأسرى، ومن قتلى وجرحى جنود الجيش "الإسرائيلي"، النظاميين والاحتياط، ومن الموارد الوطنية والاقتصاد".