عين على العدو

وزير صهيوني سابق: أوقفوا الحرب الآن
الوزير السابق والعضو السابق أيضًا في الكنيست دان مريدور لقادة العدو: فشتلم في حماية "اسرائيل" وإدارة المعركة السياسية
هاجم الوزير السابق والعضو السابق أيضًا في الكنيست دان مريدور المسؤولين الصهاينة على خلفية الحرب مع حركة حماس وطريقة مواجهتها على مدى أكثر من عام، وقال في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت": "لقد فشلتم في إدارة المخاطر أمام حماس، وجلبتم علينا كارثة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. فشلتم في فهم الواقع، وفي تقييم المعلومات الاستخباراتية، وفي حماية "اسرائيل". وفشلتم كذلك في إدارة المعركة السياسية".
وأضاف "خرجتم إلى حرب كانت ضرورية ومبررة، لكنكم وضعتم لها هدفًا غامضًا لا يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية وحدها – "النصر المطلق". من أجل إسقاط حماس، كان من الضروري الترويج لبديل عنها. وقد اقترحت الولايات المتحدة ودول عربية بديلًا كهذا، لكنكم رفضتم قبوله. ولهذا، ورغم الضربة القوية التي تلقتها، لم تُسقط حماس بعد"، وأردف "تستمرون، منذ قرابة العشرين شهرًا، في حرب لم تحقق النجاح، وتتسبّب في القتل والدمار والمعاناة الهائلة بأبعاد مروّعة.. صحيح أن الحرب في منطقة مأهولة أصعب، ويجب توخي الحذر أكثر. حتى الحرب العادلة يجب إدارتها وفقًا للمدونة الأخلاقية للجيش الإسرائيلي، التي تطالب الجندي، من بين أمور أخرى، "بالحفاظ على إنسانيته حتى في المعركة"، وعدم استخدام "سلاحه وقوته لإيذاء من ليسوا مقاتلين أو أسرى"، وبأن يفعل كل ما بوسعه لمنع المساس بحياتهم، وأجسادهم، وكرامتهم، وممتلكاتهم".
وإذ أكد أن "القوة العسكرية وحدها لا تُجيب على كل شيء"، وشدّد على أن "هناك حاجة إلى مبادرة سياسية، وحكمة سياسية، وقيادة سياسية".
وأكمل مريدور هجومه: "لقد أضعتم فرصة تاريخية لتوسيع دائرة "السلام" والاستقرار مع دول عربية أخرى، وعلى رأسها السعودية. وكان ذلك قد يكون الانتصار الأكبر على حماس وإيران. لكن الحفاظ على تحالفكم "النجس" مع العنصريين والمتطرفين الدينيين كان أهمّ بالنسبة لكم. لقد أسقطتم "إسرائيل" إلى حضيض غير مسبوق بين أمم العالم، حتى بين أقرب أصدقائنا. وبالطبع، لم تعيدوا 58 من أسرانا، بينهم ما لا يقل عن 20 أحياء، وتستمرون في تعريض حياتهم للخطر كل يوم".
وتابع مريدور متوجّهًا الى المسؤولين الصهاينة: "فشلتم فشلًا أخلاقيًا، ومن خلال قراراتكم وأقوالكم، أنتم تعرّضون المقاتلين للخطر. لا تلقوا على عاتق الجيش "الإسرائيلي"، العزيز على قلوبنا جميعًا، مثل هذه المعضلات الأخلاقية الرهيبة. لا تدفعوه إلى العمل بما يتعارض مع كل ما تربينا عليه وربينا عليه أبناءنا. إلى أين نذهب بالخزي؟ أوقفوا الحرب، أعيدوا جميع أسرانا الآن. أوقفوا التخلّي عنهم وعنّا، وأوقفوا مسيرة الخراب والدمار، لهم ولنا".
بحسب مريدور، هذا النداء موجّه بصيغة الجمع، ليس لنتنياهو وحده، بل إلى 68 عضو كنيست يواصلون دعم هذه الحكومة. نتنياهو لم يُنتخب مباشرة من قبل "الاسرائيليين"، بل تم انتخابه من قبل أعضاء الكنيست، وهو بحاجة إلى دعمهم لمواصلة مسيرة الخراب. بالتأكيد، المسؤولية العليا تقع على عاتقه، لكن كل واحد منكم، أعضاء الائتلاف، يمكّنه من ذلك، والمسؤولية تقع على كل واحد منكم.
وأردف "أنا لا أتوجه إلى العنصريين منكم. فهم خارج حدودي. آباؤهم الروحيون من الكهانيين أخرجناهم، بمبادرة من الليكود، خارج القانون، خارج "الشرعية" وخارج الخطاب العام"، وختم "للخزي، أعادهم نتنياهو إلى مركز الخطاب والفعل الحكومي. لكن ليس جميعكم كذلك. أين أنتم؟ ألكم عيون ولا تبصرون؟ ألكم آذان ولا تسمعون؟ ألا تسألون أنفسكم إلى أين يؤدي كل هذا؟ ماذا ستُجيبون أنفسكم أمام المرآة، أو أمام أولادكم وأحفادكم؟ المسؤولية تقع على عاتق كل واحد منكم. قوموا وافعلوا شيئًا. كفى!".