ترجمات

استراتيجيّة جديدة لترامب في الشرق الأوسط!
الباحث الأميركي ألكسندر لانغلويس يرى أنّ "التحوّل الكبير في السياسة الخارجية الأميركية هو أكثر ظاهرًا في الشرق الأوسط".
رأى الباحث الأميركي ألكسندر لانغلويس، في مقالة له في موقع "ناشيونال انترست"، أنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعيد رسم مقاربة واشنطن على صعيد السياسة الخارجية في الشرق الأوسط".
وقال الكاتب، إنّ "ترامب لا يخشى التخلّي عن الأعراف التقليدية للدبلوماسية وفن الحكم التي يقول الكثيرون إنّها قوّضت الولايات المتحدة والشرق الأوسط"، موضحًا أنّ "ترامب قد يدعم قادة المنطقة بينما يعملون على إطلاق مرحلة جديدة من البراغماتية والتنمية، وذلك إذا ما التزم ترامب بهذا النهج غير الاعتيادي الذي يستند إلى سياسة خارجية منضبطة تعترف بحدود القوة والمصالح الأميركية".
وتطرّق إلى خطاب ترامب في الرياض، فأشار إلى أنّ "هذا الخطاب جسّد تحوّلًا في السياسة الخارجية الأميركية"، مضيفًا أنَّ "ترامب لم يضيّع أيّ وقت في توبيخ إدارات سابقة وسياستها الإقليمية"، قائلًا: "كلام ترامب في خطاب الرياض لم يسبق أنْ صدر عن أيّ رئيس أميركي في التاريخ المعاصر".
وذكَر الكاتب أنّ "التحوّل الكبير في السياسة الخارجية الأميركية هو أكثر ظاهرًا في الشرق الأوسط"، موضحًا أنّ "أيام المقاربات العسكرية حيال المنطقة ولّت، أقل بالمقارنة مع إدارات سابقة، حيث يحلّ مكانها نهج التعاملات الشخصية والتجارة".
وبينما قال إنّ "ذلك لا يعكس واقعًا جديدًا بالكامل، حيث أقامت إدارات أميركية عدة علاقات وطيدة مع دول خليجية على مدار عقود"، لفت الانتباه إلى أنّ "استدارة ترامب مؤشّر على عملية إعادة توجيه حقيقية في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى "اتفاق ترامب مع أنصار الله على وقف إطلاق النار، وإلى المحادثات مع إيران حول البرنامج النووي، وكذلك رفع العقوبات عن سورية".
ورأى أنّ "كل هذا يعطي مؤشّرات إضافية عن وجود نوايا جديدة، والقاسم المشترك في هذه الملفات هو ما يجعل النهج العام لدى ترامب يبرز، والذي يتمثّل في رفض ترامب على ما يبدو التنسيق مع "إسرائيل"".
وشدّد الكاتب على أنّ "قرار إبعاد "إسرائيل" عن ملفات ذات أهمية جوهرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليس بالأمر البسيط"، فـ"ترامب يواصل هذا النهج ولأسباب وجيهة"، بحسب الكاتب، الذي أشار إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو طالما تباهى بقدرته على التلاعب بالسياسات الأميركية، حيث حقّق انتصارات سياسية كبرى تبيّن في النهاية أنّها خسائر لواشنطن، مذكّرًا بالدعوات التي أطلقها نتنياهو في عام 2002 لقيام الولايات المتحدة بغزو العراق.
كما وصف الكاتب سجل الولايات المتحدة في المنطقة بـ"المروّع"، مشيرًا إلى أنّها "دعمت بشكل أعمى "الاحتلال "الإسرائيلي" غير القانوني لفلسطين، حتى عندما توسّع النزاع إلى خارج غزة ليهدّد المصالح والقوات الأميركية في المنطقة". وذكّر بأنّ "الولايات المتحدة أطاحت بالحكومات في دول عدة، وزرعت بذور التطرّف لمجموعات متطرّفة مثل "داعش""، مستحضرًا "قيام الولايات المتحدة بقصف عدد هائل من المدنيين باسم "الديمقراطية"، بينما تتحدّث عن مبادئ حقوق الإنسان التي نادرًا ما تلتزم بها هي نفسها".
وخلص الكاتب في مقاله إلى إنّ "الاعتراف بالماضي وتبنّي المقاربة الواقعية يفيد بأنّ الأمور تسير على اتجاه الانضباط، وهذا بدوره يفيد بتراجع التدخّلات الأميركية وتسليم مسؤولية الاستقرار الإقليمي إلى سكّان المنطقة".