ترجمات

قال المسؤول السابق في "الـ CIA" بول بيلار :"إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفض شهادة مديرة الاستخبارات القومية الأميركية تولسي جابارد التي كانت قالت فيها: إن "إيران لا تقوم ببناء سلاح نووي"، إذ اعتبر ترامب أن جابارد كانت مخطئة".
وفي مقالة له على موقع "Responsible Statecraft"، لفت الكاتب إلى التقارير التي نُشرت عن تسريب تقييم استخباراتي أولي لجهاز استخبارات البنتاغون، أفاد بأن الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية على الأرجح تسببت بتأخير برنامج إيران النووي بضعة أشهر فقط، وذلك بعد ما قال ترامب، إنها أدت إلى تدمير قدرات إيران النووية بشكل كامل.
وقال :"إن ترامب في الحالة الأولى اتهم الاستخبارات الأميركية بالاستخفاف "بالتهديد المفترض"، فيما في الحالة الثانية اتهمها بتضخيم ما تبقى من "التهديد" بعد الهجوم الأميركي"، مردفًا أن ذلك يعكس محاولة الرئيس الأميركي لتغيير الرواية، بحيث يكون قد واجه تهديدًا خطيرًا، وقضى عليه عبر تحركه الجريء، (وفق الرواية الترامبية).
وتابع الكاتب، أن "التدمير المادي البالغ لا يعني عدم امتلاك القدرة على إعادة بناء البرنامج"، مضيفًا، أنه يجري الحديث عن جداول زمنية لقيام إيران بإعادة بناء برنامجها النووي.
كذلك، رأى الكاتب، أنه يستحيل توقع فترات زمنية محددة ليس فقط لأن الموضوع يحتاج إلى مراقبة على الأرض، والتي لا تحظى بها الآن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الولايات المتحدة، موضحًا أن الجدول الزمني لإعادة البناء يعتمد بشكل كبير على الأولوية التي تعطيها الحكومة المعنية والتضحيات المستعدة لتقديمها من أجل تحقيق هدفها.
وضرب مثلًا في هذا السياق، وهو إعلان رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو في السبعينيات عندما قال "إن الشعب الباكستاني سيجوع إذا ما تطلب الأمر، من أجل امتلاك سلاح نووي"، لافتًا إلى أن "تضخيم التهديد الخارجي يصبح أسهل عندما تكون المسألة بشكل أساس مسألة نوايا وليست قدرات"، موضحًا، أن "الأدلة المادية يمكن أن تفند أي كلام يقال عن القدرات، فيما التأكد من حقيقة النوايا هو أصعب؛ بحيث يتعلق الأمر بمعرفة ما يفكر فيه القادة الأجانب".
بيلار أكد، أنه لو لم تظهر أدلة قوية عن نية إيران بناء أسلحة نووية، يستطيع حينها ترامب أن يزعم، أن تحركه العسكري هو الذي أثنى الإيرانيين عن اتخاذ هذه الخطوة، أما إذا حاولت إيران بناء سلاح نووي فيستطيع ترامب حينها أن يجزم، أن إيران كانت تنوي ذلك طوال الوقت.
وشدد الكاتب على أن بإمكان إدارة ترامب استغلال حالة الجهل في الشارع الأميركي حول الموضوع، لافتًا في هذا السياق إلى استطلاع أجري عام 2021 كشف، أن نسبة 61٪ من المستطلعين يعتقدون خطأً أن إيران تمتلك أسلحة نووية.
وأضاف الكاتب أن "مساعي الحكومة "الإسرائيلية" المستمرة لتصوير إيران بالتهديد الخطير أثرت في مواقف النخب والشارع على حد سواء".
كذلك أردف، أن ""إسرائيل" قامت بضخ مواد استخباراتية في حملة الترعيب، والتي شملت ما يوصف بمعطيات جديدة، لكنها في واقع الأمر ليست جديدة فعلًا، أو هي عبارة عن ملاحظات ظرفية تتطلب سلسلة من فرضيات أسوأ السيناريوهات وربطها بقرار إيراني مفترض لإنتاج القنبلة".
وأضاف الكاتب، أن "رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يقول منذ أكثر من ثلاثة عقود، إن إيران على وشك إنتاج سلاح نووي، وتصديق كلام نتنياهو يتجاهل سجل الأخير الطويل من التقييم الخطأ".
كما تحدث في السياق نفسه، عن الانحياز الحتمي في أي إفشاء استخباراتي "إسرائيلي" حول هذا الموضوع، وذلك نظرًا إلى الهدف "الإسرائيلي" الرامي إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران.
وافترض الكاتب، أن أي معلومات استخباراتية تقدمها "إسرائيل" عبارة فقط عن جزء صغير مما جمعته، والذي يجري اختياره بعناية من أجل دعم المساعي الهادفة إلى جر الولايات المتحدة إلى الحرب.
وتابع، أن ترامب كان يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع إيران يمكن أن يصفه بأنه أفضل مما حققه الرئيس الأسبق باراك أوباما، لافتًا إلى أن ترامب وبعد ما جره نتنياهو إلى الحرب مع إيران، أصبح يقول، إنه لا يبالي إذا ما جرى التوصل إلى اتفاق أم لا.
واعتبر أن ترامب سيجد صعوبة في تجاهل الأدلة حول استمرار قدرات إيران النووية، وغض الطرف عن التقييمات الاستخباراتية الأميركية حول الموضوع.
وتابع الكاتب، أن ترامب سيشعر بالضغط للتعامل مع هذه القدرات، وسيجد صعوبة في الإبقاء على ما تكهن به عن أنه لن يحتاج (بعد الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية) إلى التفكير بمهاجمة إيران مجددًا. كما شدد على أن الضغوط ستأتي من الحكومة "الإسرائيلية" خصيصًا، وهدفها الرامي إلى جر الولايات المتحدة إلى المواجهة العسكرية مع إيران سيستمر.