اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي القوات المسلحة اليمنية نفذت 3 عمليات نوعية على 3 أهداف للعدو الصهيوني

ترجمات

ترجمات

"إسرائيل" تقوِّض نفسها أخلاقيًا ولم تحقِّق مكاسب إستراتيجية 

اعتبر أحد أشهر الخبراء الغربيين في القضايا الأمنية والعسكرية أنّ "الأعمال الوحشيّة التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين لم تأتِ بمكاسب إستراتيجية".
29

أكَّد روبرت بابي، أحد أشهر الخبراء الغربيين في القضايا الأمنية والعسكرية، أنّ "ما تفعله "إسرائيل" في غزة هو مذبحة غير مسبوقة، وهي  الأكثر دموية".

وذكَر بابي، في مقالة نُشرت في مجلة Foreign Affairs، أنّ "المدافعين عن "إسرائيل" قد يُصرّون على أنّ "الوفيّات" بين المدنيين أمر حتمي في مواجهة "عدو إرهابي"، إلّا أنّه يتّضح من خلال أفعال "إسرائيل"، مثل استهداف القناصة للأطفال والقصف المستمر للبنية التحتية المدنية ومحاصرة وتجويع السكان المدنيين وكلام العديد من المسؤولين "الإسرائيليين"، بأنّ الحرب ليست فقط ضد (حركة) حماس بل أيضًا ضدَّ كل سكان غزة".

كما أشار بابي إلى ما قاله المدير السابق لجهاز "الشاباك" الصهيوني، يورام كوهين، مؤخّرًا عن أنّ نظرية استئصال حركة حماس عسكريًّا هي "مسألة خيالية".

وفي حين شدّد بابي على أنّ ""إسرائيل" قوَّضت نفسها أخلاقيًّا دون أيّ جدوى إستراتيجي لمصلحتها"، لفت الانتباه إلى أنّ "منتقدي "إسرائيل" قد يقولون إنّه يجب عدم اعتبار "إسرائيل" ديمقراطية استنادًا إلى معاملتها للفلسطينيين". 

وبحسب بابي، فإنّ "ما يثير الصدمة فعلًا في أحداث غزة هو حجم الدمار، وأيضًا أنّ "الحكومة "الإسرائيلية"" باستطاعتها أنْ تقول فعلًا، إنّ سياساتها تعكس رغبة غالبية "الإسرائيليين"، وأنّ المذبحة في غزة ليست من عمل حكام مستبدّين، بل إنّها تحمل طابع الديمقراطية"، وفق تعبيره.

وبناءً على ذلك، نبّه من أنّ "حملة "إسرائيل" لها تداعيات كبيرة على صعيد أمن "البلاد" على الأمد الطويل و"قيمة الديمقراطية حول العالم"".

وتابع بابي قائلًا: "برغم ما قامت به "إسرائيل" في غزة، إلّا أنّها لم تقترب من تحقيق هدفها المعلَن بالقضاء على حماس"، مستدلًّا على قوله بأنّ "الجماعة (حماس) لا تزال تحتفظ بتأييد كبير لدى الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية". وبينما قال إنّ "حماس ربما تقلّصت قوتها كقوة عسكرية"، شدّد على أنّها "قادرة على سد النقص في صفوفها بمجنَّدين جدد"، مستندًا في ذلك إلى أنّه "بحسب بعض الروايات، استطاعت الحركة تجنيد 10000 مقاتل جديد منذ بدء الحرب". 

وأضاف "الأعمال الوحشيّة التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين لم تأتِ بالمكاسب الإستراتيجية التي وعد بها المسؤولون "الإسرائيليون"".

وذكّر بتقديرات مسؤولين أميركيين، مطلع العام الحالي، بأنّ "حماس جنَّدت نحو 15000 مقاتل جديد منذ بدء العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في عام 2023"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "هذا العدد هو أكبر من عدد المقاتلين الذين خسرتهم حماس، طبقًا للاستخبارات الأميركية التي قالت إنّ عدد هؤلاء يتراوح بين 11000 و13000".

وبيّن بابي أنّ "قوة حماس النسبية لا يمكن أنْ تُقاس بالطريقة نفسها التي يُقاس بها التوازن العسكري بين "إسرائيل" والدول الخصمة لها"؛ لأنّه، بحسب بابي، "التوازن العسكري بين الدول هو في غاية الأهمية، حيث تخوض الجيوش معارك عسكرية مباشرة من أجل الإمساك بالأراضي أو تأمين المناطق المتنازع عليها. ومؤشّرات مثل عدد المقاتلين ومخزون السلاح ومستوى الدعم الاقتصادي هي التي تُحدِّد نجاح مثل هذه العمليات".

وأردف قائلًا: "لو كانت هذه العوامل نفسها تُحدِّد طبيعة المواجهة بين حماس و"إسرائيل"، لكانت الحرب انتهت منذ زمن طويل، وذلك كَون "إسرائيل" تتفوّق على حماس بشكل كبير في المؤشرات كافّة على القوة العسكرية"، فـ"استمرار الحرب لقُرابة عامين وإبقاء سلطة حاكمة لحماس في غزة بحيث تستطيع إخفاء ما تبقّى من ""رهائن "إسرائيليين"" وإلحاق الخسائر في صفوف القوات "الإسرائيلية"، كلّ ذلك إنّما يفيد بأنّ المقاييس التقليدية للميزان العسكري لا يمكن أنْ تُعْتَمد من أجل تقييم قوة حماس الحقيقية"، وفقًا لبابي.

وأشار إلى أنّ "جماعات مثل حماس تقاتل بأسلوب الحرب "غير المتماثلة"، حيث نادرًا ما تحاول الإمساك بالأراضي أو الانتصار في مواجهات عسكرية مباشرة، بل إنّها تسعى إلى إلحاق خسائر بالخصوم بأساليب أخرى، وبشكل أساس عبر عمليات "حرب العصابات"، والتي تقوم على أساس استهداف قوات تابعة للعدو بأعداد صغيرة، وعلى فترة زمنية طويلة".

وقال: "كَون هذه الجماعات هي أضعف من الدول الخصوم وفق المُحدِّدات العسكرية المعتادة، فإنّ الجماعات" التي سمّاها "إرهابية" قال إنّها "تتوقّع تَلَقّي عدد كبير من الخسائر مع استمرار النزاع"، مستنتجًا بأنّ "المقياس الأهم لقوة حماس هو قدرتها على استبدال المقاتلين الذين تخسرهم بمقاتلين جدد".

في ختام مقالته، ذكّر بابي بأنّ "عدد مقاتلي حماس في أوائل عام 2025 بلغ ما يصل إلى 23000 مقاتل وفق "الجيش "الإسرائيلي""، وهو تقريبًا العدد نفسه الذي كان قبل أحداث 7 (تشرين الأول) أكتوبر 20234، بحسب ""الجيش "الإسرائيلي"" أيضًا".

الكلمات المفتاحية
مشاركة