تحقيقات ومقابلات

عاشوراء الحكاية، هي تلك الثورة الحسينية المباركة التي سطرت آلاف العبر. وكربلاء اليوم هي امتداد للأمس، فحمل هذا العام مشهدًا عاشورائيًا غير مسبوق، وعاد الشهر المحرّم ليبلسم القلوب الفاقدة، كفيض حنو ورحمة على البيئة الحاضنة للمقاومة.
التحضيرات لإحياء عاشوراء كانت قد اكتملت على نحو مختلف عن كل السنوات السابقة، في منطقة جبل لبنان والشمال، تقول المعاونة الثقافية والإعلامية لمسؤولة الهيئات النسائية في منطقة جبل لبنان والشمال وعد المصري لموقع "العهد"، مشيرةً إلى أن الهيئات النسائية تقيم 7 مجالس مركزية للأخوات في قطاع المتن الشمالي و5 مجالس منزلية، بينما تقيم في قطاع جبيل - كسروان 12 مجلسًا مركزيًا للأخوات و8 مجالس منزلية، وفي الشمال تقيم 5 مجالس مركزية و5 مجالس منزلية، حتى يتسنى للأخوات اللواتي لا يستطعن الحضور في المجالس المركزية المشاركة نظرًا إلى المسافات البعيدة.
وتلفت إلى أن الهيئات النسائية قامت بتأهيل الأخوات لخدمة المعزيات والمجالس، عبر سلسلة من التوجيهات العامة، إلى جانب تأهيل الفرق الصحية، بالتعاون مع الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، وتزويدها بالمعدات الطبية المختصة كافة.
ترى المصري أنه لا بد قبل كل شيء أن يعرف الإنسان أهمية وقيمة عاشوراء وكيفية إحيائها، ومن هذا المنطلق، أطلقت الهيئات النسائية سلسلة ثقافية تربوية نفسية بعنوان: "الحسين قدوتي فلنربِ على مبادئه"، موضحة أنها مجموعة من التوجيهات المقدمة للأمهات للتعامل مع أطفالهن، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد يرتكبنها بسلوكهن مع أولادهن.
وتشدد المصري على أن إقامة المجالس الحسينيّة والبكاء على الإمام الحسين (ع) كان له وقع خاص هذا العام، لأن مجتمع المقاومة استشعر كربلاء واقعًا عبر الحرب الغاشمة التي شنها العدو الصهيوني على لبنان، فكان الإقبال كثيفًا، وبدا لافتًا تعطش النساء للحضور والمشاركة.
المصري تؤكد أن إحياء العزاء هو فعل يصبّ في صميم الارتباط بالإمام -عليه السلام- بشكلٍ دائم، وتهذيب السلوك وإحياء القيم، كلّ ذلك يبدأ بدمعة حبّ وولاء لسيّد الشهداء- سلام الله عليه- فكان للهيئات برنامج متكامل للإحياء، عبر المجالس والمحاضرات الثقافية والأنشطة الكشفية والمسابقات الهادفة والحملات التوعوية، بالإضافة إلى الجانب الاستقطابي الذي ستواكب به الهيئات النسوة طوال العام.
وفي حين تلفت إلى أن ثقافة العطاء هذا العام كانت كبيرة جدًا، فقد زادت في جبل لبنان والشمال مضائف الإطعام على حب الحسين (ع)، فالقرى عامرة بالموائد الحسينية، تتحدث عن مشاركة النازحين؛ خصوصًا نازحي القرى الحدودية، في المجالس والأنشطة العاشورائية.
تختم المصري قائلة إن العدو حاول كسر عزيمة البيئة المقاومة، ولكنها ارتبطت أكثر بالإمام المهدي (عج)، وأظهرت ولاء وبيعة لسيدها الحسين (ع) أكثر من قبل، ولبت الشعار: "ما تركتك يا حسين".