عين على العدو

قالت صحيفة "هآرتس"، إنه "خلال الحرب مع إيران، تمّ تسريب تقديرات للصحافة عرضها الجيش "الإسرائيلي" في الكابينت قبل شن الهجوم، تتعلق بحجم القتلى المتوقع في الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، ووفقًا للتقارير، تراوحت تقديرات الجيش "الإسرائيلي" بين سيناريو معقول يتوقع 800 قتيل، وسيناريو آخر يتوقع 4000 قتيل".
ورأت الصحيفة أن "الدافع وراء هذه التسريبات، التي يُعتقد بأنها من المستوى السياسي، كان واضحًا: مقارنةً بهذه الأرقام، بدا الرقم الحقيقي للقتلى 29 "إسرائيليًا" أقل وطأة، وكانت محاولة لعرض المعركة على أنها نجاح وتقليل حجم الضرر، رغم أن مناطق الدمار التي خلفتها الصواريخ الباليستية الإيرانية كانت أشد ممّا شهدته "إسرائيل" سابقًا".
وتابعت: "في المناقشات التي سبقت الهجوم على إيران، اقترح الجيش "الإسرائيلي" التركيز على معركة محدودة زمنيًا، تستمر عشرة أيام إلى أسبوعين، كما حدد هدفين رئيسَين؛ ضرب المشروع النووي والبرنامج الإيراني لصناعة الصواريخ الباليستية، ولم يقل إن إسقاط النظام في طهران أو زعزعته كان هدفًا للحرب، مع ذلك، يبدو أن بعض الأهداف التي اختارتها "إسرائيل" كانت غير ضرورية ولا تخدم أهدافها الإستراتيجية، مثل الهجوم على "سجن إيفين" في طهران الذي أدى إلى مصرع أكثر من 70 سجينًا، كما أن الهجوم على الساعة الشهيرة في ميدان فلسطين، والتي كان من المفترض أن تعد تنازليًا لساعات تدمير "إسرائيل" لم يحقق هدفه الرمزي، إذ بقيت الساعة قائمة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الحرب، أبدى بعض الوزراء حماسة لتوسيع المعركة وتمديدها، مع استهداف أهداف مرتبطة بالنظام، على أمل إضعافه، لكن في النهاية، تمّ تبني موقف الجيش الذي أكد أن الحرب قد تصل إلى نقطة تتلاشى فيها الإنجازات، وقد تتورط "إسرائيل" في مغامرات غير ضرورية.
وخلصت الصحيفة إلى أنه: "في الليلة بين الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، حدث أمر مثير في اجتماع الكابينت، حيث تنافس بعض الوزراء على اقتراحات لضرب النظام بشكل أعمق، حينها دخلت إلى نتنياهو قصاصة ورق، كُتب فيها أن ترامب غرد بإعلان وقف إطلاق نار تم التوصل إليه بين إيران و"إسرائيل" سيدخل حيز التنفيذ خلال ست ساعات، وأثار ذلك شكوكًا بين بعض الوزراء بأن نتنياهو كان يعرف ذلك مسبقًا وسمح لهم بالكلام بلا جدوى".