اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بعد حرب إيران واليمن وغزة.. جيش الاحتلال ينتظر تمويل تسليحه مجدّدًا

نقاط على الحروف

التجاهل الإعلامي لخروقات العدو.. تثبيت للسردية
نقاط على الحروف

التجاهل الإعلامي لخروقات العدو.. تثبيت للسردية "الإسرائيلية"

143

آلاف الخروقات الصهيونية، منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، وعشرات الشهداء والجرحى، وما يزال الاحتلال يسفك دماء الجنوبيين يوميًا، مع الاكتفاء ببيانات رسمية تدين كلاميًا ما يحصل. 

هذه المشهدية، والتي من المفترض أن تُصنّف ضمن العدوان "الإسرائيلي" المستمر، عُمل على تمييعها إعلاميًا لتضحي في نهاية المطاف "روتينًا" يوميًا، يمر مرور الكرام ضمن نشرات الأخبار والعواجل. لا يمكن فصل هذا التعاطي مع ما يروّج له، اليوم، من سردية صهيو-أميركية - يسير خلفها بعض الداخل اللبناني- تحاول تظهير المقاومة سببًا لاستمرار العدوان، والتركيز تاليًا على نزع سلاحها، في بتر للسياق التاريخي والواقعي خدمة لتحقيق مآرب الاحتلال. هكذا أضحت الخروقات "الإسرائيلية" مجرد أرقام ترد في نشرات الأخبار، من دون إدانة مباشرة، أو تظهيرها عدوانًا موصوفًا على اللبنانيين، في أرضهم وسمائهم وطرقاتهم. والأنكى أن هذا الإعلام المعادي للمقاومة يتكأ إلى بيانات جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وينشر مضامينه حرفيًا، ويقع في فخاخ التسويغ لهذه الجرائم، من دون وضع مسافة مهنية أو أخلاقية!. 

التعاطي الإعلامي مع الخروقات "الإسرائيلية"

صعّد الاحتلال "الإسرائيلي"، أخيرًا، من عدوانه على الجنوب اللبناني وصولًا إلى مشارف بيروت. غارات ومسيّرات عدوانية استهدفت مدنيين في القرى الجنوبية، من شقرا إلى بنت جبيل وشبعا، وصولًا إلى خلدة مدخل بيروت الجنوبي. وهذا تزامنًا مع حملة تهويلية إعلامية تخص الورقة الأميركية والضغط في سبيل تنفيذها. هذه الاعتداءات كلها وأعداد الشهداء والجرحى، وحتى وصول الاحتلال إلى مشارف بيروت، لم تتعنَّ له وسائل الإعلام اللبنانية، بل تعاطت معه كما في السابق، أخبار عاجلة عابرة، وضمن تقارير إخبارية برقية لا تتعدى مدتها الثواني. يمكن العودة، هنا، إلى 5 تموز، تاريخ الغارات "الإسرائيلية" التي نفذت على شقرا وبنت جبيل وشبعا، حيث قناة mtv وضمن نشرتها الإخبارية المسائية خصصت لهذا العدوان فقط 43 ثانية، ووصفت ما حصل بـ"التطورات الأمنية في الجنوب". المحطة تحدثت عن الإصابات والأمكنة التي وقعت فيها الغارات فقط، من دون أي إدانة أو إشارة لهذه الخروقات "الإسرائيلية".

اعتداء إسرائيلي على مقربة من بيروت

لعلّ البارز، في هذه الاعتداءات "الإسرائيلية"، تخطيها قرى الجنوب ووصولها إلى خلدة على مقربة من العاصمة اللبنانية. اعتداء انضمّ إلى غيره من الاعتداءات "الإسرائيلية"، وتعاطت معه وسائل الإعلام نفسها كما بقية خروقات العدو للأراضي اللبنانية. صحيفة "النهار"، وفي تغطيتها للاعتداء على خلدة، عنونت الآتي :"غارة على خلدة...الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عنصرًا يعمل لمصلحة فيلق القدس". الصحيفة نقلت السردية "الإسرائيلية" بنشرها ادعاء جيش الاحتلال، والذي سوّغ هذه الجريمة بالقول إنه: "استهداف لمخرّب؛ كان يعمل في مجال تهريب الأسلحة والدفع بمخططات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين وقوات جيش الدفاع نيابة عن فيلق القدس الإيراني". هذه المضامين "الإسرائيلية" حضرت حرفيًا في موقع "النهار" الإلكتروني، إضافة الى وصف الصحيفة الشهيد بـ"الضحية". 

على مقلب mtv، أخرّت خبر الاعتداء على خلدة إلى منتصف النشرة المسائية، ضمن مساحة زمنية لا تتعدى الـ49 ثانية، ووضعت الاعتداء ضمن الأخبار "الأمنية" قائلة إنّ: "الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة بصواريخ على أوتوستراد خلدة". المحطة نقلت عن جيش الاحتلال هوية المستهدف، ورددت كلامه ضمن سياق تسويغ هذه الجريمة بأن الاستهداف نفذ "ردًا على تهريب الأسلحة لتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي"؛ فيما اختتم الخبر بالقول إن: "الجيش الإسرائيلي أعلن أنه يستهدف عددًا كبيرًا من أهداف تابعة لحزب الله". أما قناة lbci؛ فقد وصفت الأخيرة مجموعة الاعتداءات "الإسرائيلية"  بـ"الرسالة الإسرائيلية الميدانية القاسية"، عبر غارات متعددة "شمال الليطاني". هذا فيما ذكر خبر الاعتداء "الإسرائيلي" على خلدة، بشكل عابر :"الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة على اوتوستراد خلدة؛ أدى إلى استشهاد سائقها وإصابة 5 آخرين". 

تعاط إعلامي لا يمكن فصله عن السياسة

هكذا، اقتطعت هذه التغطيات من سياقها، وألصقت بكلام تسويغي "إسرائيلي". إذ خصصت له مساحات صغيرة في النشرات الإخبارية، ضمن خطة ممنهجة تسعى إلى جعل اللبنانيين يتعايشون مع هذه الاعتداءات "الإسرائيلية" على أنها أمر"روتيني يومي عادي"، لا يدخل ضمن سياق دموي إجرامي يجب إدانته والوقوف عنده. 

سياق إعلامي لا يمكن فصله عمّا يحصل في الأروقة السياسية، من ضغوط أميركية و"إسرائيلية" من خلال ما يسمى بــ"الورقة الأميركية"، والسير باتجاه أبلسة سلاح المقاومة، وأن نزعه هو بمثابة "الخلاص" للبنانيين، في وقت يُسوّغ  فيه للاعتداءات الصهيونية، ويُشاح البصر عن أعداد الشهداء والجرحى وخرق السيادة اللبنانية!.

الكلمات المفتاحية
مشاركة