عربي ودولي
شارك سفراء أجانب لدى العراق، في عدد من مجالس العزاء الحسيني التي أقيمت في العاصمة بغداد، إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، حيث جرى التأكيد في كلمات لهم على "عمق وأهمية الأبعاد والجوانب الإنسانية العظيمة للثورة الحسينية"، مؤكدين أنّ "تضحيات الإمام الحسين (ع) مثّلت نبراسًا لكل الأحرار والثائرين في كل زمان ومكان".
وفي كلمته في مجلس العزاء الحسيني العاشورائي الذي أقامه المجلس الأعلى الإسلامي العراقي على مدى ثلاثة أيام، أكّد سفير كوريا الجنوبية، جوي سونغ سو، أنّ "استحضار واقعة كربلاء هي استحضار للرسالة العميقة التي مازالت تتردد أصداءها عبر الثقافات والأديان، رسالة العدل والكرامة والتضحية في سبيل الحق".
وقال السفير سونغ سو: "إنّ الإمام الحسين علّمنا بشجاعته وثباته والتزامه المطلق بالحق، أنّ النزاهة والعدالة تستحقان كل تضحية، وأنّ في دروسه دعوة إلى الجميع للشجاعة في قول الحق والإصرار على صون الكرامة الإنسانية".
وفي يوم آخر من مجالس العزاء العاشوائية، ألقى سفير النمسا لدى العراق اندرياس ناسي، كلمة أكد فيها على "ضرورة الاقتداء بنهج القادة والثوار الأحرار مثل الإمام الحسين (ع)"، قائلًا: "كمجتمع، نجتمع اليوم في مناسبة فريدة. نُخلّد ذكرى الإمام الحسين (ع)، الذي قدّم أعظم تضحية في سبيل ما آمن به"، وأضاف "مثاله يُعلّمنا، نحن أبناء جميع الديانات، أن نسلك سبيل الشرف، فما يجمعنا هو عمق روحانيتنا، وقوّة إيماننا، وشعورنا الراسخ بالتكاتف"، وأشار إلى أن "هذه الوحدة مبنية على رغبتنا في الالتقاء في وئام وسلام، فالسلام، والمجتمع، والوئام، هي القيم التي نؤمن بها اليوم".
وأشار السفير ناسي إلى أنّ "هذه القيم تمثل أيضًا التزامًا منّا كأفراد، بالعمل وفقًا لها، ومساعدة بعضنا البعض، والعمل معًا، والتعامل مع بعضنا البعض كأصدقاء. وهذا ينطبق على جميع مجالات نشاطنا، وأعمالنا، وحياتنا الاجتماعية، بل وحتى على السياسة".
وأضاف "يجب أن نعامل من نختلف معهم في الآراء السياسية أو الانتماءات الدينية كإخوة، جميعنا نؤمن بالله ونحب الوطن".
وأوضح "يبدأ السلام والوئام في منازلنا، وفي مكاتبنا، ولكن الأهم من ذلك كله في قلوبنا وعقولنا".