إيران

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة الأحد 13 تموز/يوليو 2025 بالتحليلات المستمرة حول مستقبل الحرب الإيرانية الصهيونية بعد أن أجمع المحللون على أن الحرب السابقة كانت جولة تتبعها جولة أخرى، حتّى وصل ببعض الخبراء بطرح فكرة الإجراء الاستباقي.
الإجراء الاستباقي
كتبت صحيفة وطن أمروز: "من الأسئلة المطروحة هذه الأيام بين الرأي العام والسياسيين والإعلاميين: هل ستستمر العمليات العسكرية للنظام الصهيوني والولايات المتحدة ضدّ إيران، وهل سينتهك النظامان وقف إطلاق النار؟
في الأيام الأخيرة، طُرحت ونُشرت آراء وتحليلات مختلفة حول هذه القضية. هناك وجهتا نظر رئيسيتان مختلفتان. يرى أحدهما أن النظام الصهيوني، وحتّى الولايات المتحدة، سيستأنفان قريبًا هجماتهما العسكرية على إيران.
ويرى الآخر أن النظام الصهيوني يسعى هذه المرة إلى تحقيق الأهداف التي فشل في تحقيقها خلال الهجوم الذي استمر 12 يومًا، وسيحاول أيضًا استهداف أهداف جديدة في إيران.
ووفقًا لهذا الرأي، كان أهم أجندة نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن إقناع ترامب بمواصلة الهجمات، بالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة في هذه الهجمات عند الحاجة. ويقول الخبراء الذين يتبنون هذا الرأي إن الموعد الدقيق لاستئناف الهجمات العسكرية للنظام الصهيوني والولايات المتحدة على إيران غير معروف، ولكن من المرجح أن يحدث ذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة أو الشهر أو الشهرين المقبلين.
أما المجموعة الثانية، فتعتقد أن النظام الصهيوني لن يشن هجومًا عسكريًا على إيران قبل الأشهر القليلة المقبلة أو عام أو عامين على الأقل. ويعتقد هؤلاء المحللون والخبراء أن النظام الصهيوني هاجم إيران بناءً على ادعاء أن إيران كانت على وشك امتلاك قنبلة ذرية، وحصل على الضوء الأخضر من ترامب لتنفيذ هذا الهجوم بناءً على توقيت هذا الادّعاء. وعليه، فبعد الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، لم يعد الادّعاء بأن إيران كانت على وشك امتلاك سلاح نووي له محل. ويرى هذا الرأي أيضًا أنه بالنظر إلى الهجمات الصاروخية الإيرانية على الأراضي المحتلة والأضرار الجسيمة التي ألحقتها هذه الهجمات بالنظام الصهيوني، فإن النظام لن يهاجم إيران حتّى يُحسّن نظام دفاعه الصاروخي ويكون واثقًا من قدرته على صد الهجمات الإيرانية، وهذه المسألة، أي تحسين الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات، ستستغرق شهورًا أيضًا.
من جهة أخرى، يقول هؤلاء الخبراء إن النظام الصهيوني والولايات المتحدة يسعيان حاليًّا إلى مواصلة مشروع "إضعاف" إيران عبر خيارات أخرى. ومن بين التدابير التي اتّخذها النظام الصهيوني والولايات المتحدة للضغط على إيران و"إضعافها" وقف إطلاق النار في غزّة، والسعي إلى اتفاقيات إبراهام، وتفعيل آلية الزناد.
[...] من الحقائق التي لا يمكن إنكارها أن القوّة العسكرية الإيرانية، وخاصة القدرة الصاروخية للحرس الثوري الإيراني، كانت فعالة للغاية في وقف الحرب، لذا فإن مواقف القادة العسكريين الإيرانيين بأنه في حالة حدوث عدوان جديد من قبل النظام الصهيوني والولايات المتحدة، سيكون رد فعل إيران أكثر حدة مما كان عليه في الجولة الأولى من الحرب.
وبناءً على ذلك، صرّح القادة العسكريون الإيرانيون صراحةً بأنه في حال غزو النظام لبلادنا مجددًا، فإن إيران سترد بطريقة تُنهي الحرب إلى الأبد.
ويُعدّ اتّخاذ القوات المسلحة الإيرانية إجراءً استباقيًا لصد أي هجوم محتمل من قِبل النظام الصهيوني، وإفشال جميع حساباته العسكرية ضدّ إيران، من الحلول والاقتراحات المهمّة والفعالة لخلق رادع دائم من هذه الحرب.
بناءً على هذه الفكرة، وفي حال بدأ هجوم النظام الصهيوني على إيران، ينبغي على إيران شنّ هجوم استباقي واستهداف جميع مراكز صنع القرار الفاعلة في تخطيط هجوم النظام الصهيوني. بعبارة أخرى، يُمكن أن يُهيئ الهجوم الاستباقي الإيراني على النظام الصهيوني الظروف لاستمرار الهجمات عليه، وبإلحاق خسائر فادحة بالنظام الصهيوني، يُمكن لإيران أولًا إنهاء قضية الحرب وهجمات النظام عليها إلى الأبد، واستخدام هذا التهديد أيضًا لخلق رادع دائم".
الدور الحاسم للدبلوماسية
كتبت صحيفة رسالت: "النقطة المهمّة في الحرب السابقة هي أن إيران، دون الاعتماد على القوى الصغيرة والكبيرة في العالم، واعتمادًا فقط على القدرة الإلهية والاعتماد على العلماء والقادة المبدعين والشجعان، قدمت ردًا ساحقًا ومدمرًا للعدو.
أشادت شعوب وحكومات المنطقة والعالم بهذه القوّة، وأضاف الشعب الإيراني صفحة لامعة إلى تاريخ إيران "المضطرب" من خلال تأليف القصائد الملحمية؛ حتّى تفتخر الأجيال القادمة به.