عين على العدو

منذ الهجوم المفاجئ والدامي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، انهار بشكل أحادي الجانب الرقابي الحيوي الذي كانت تمارسه القوات الأميركية في شبه جزيرة سيناء، وفقًا لصحيفة "إسرائيل هيوم الإسرائيلية"، حيث إن قوة المراقبين متعددة الجنسيات (MFO)، المسؤولة عن تنفيذ ما تسمّى "اتفاقية السلام" بين "إسرائيل" ومصر، توقفت عن القيام بطلعات التصوير الجوي وعن إجراء الفحوصات الدقيقة للأنفاق التي بنتها مصر في المنطقة.
ووفقًا لتقرير "إسرائيل هيوم"، فقد انهارت بشكل دراماتيكي عمليات الرقابة التي تقوم بها قوة المراقبين متعددة الجنسيات (MFO) -وعلى الرغم من أهميتها الحيوية- مع اندلاع حرب "سيوف حديدية" (طوفان الأقصى)، ولأسباب غير واضحة تمامًا، توقفت تمامًا رحلات التصوير الجوي فوق سيناء، ولم تُستأنف منذ ذلك الحين. في الوقت نفسه، توقفت أيضًا عمليات فحص الأنفاق المصرية، وذلك بعد أن رفضت مصر بشكل متكرّر طلبات المفتشين بالدخول وفحص ما يجري داخل هذه المنشآت تحت الأرض.
وأكدت الصحيفة أن هذا الأمر يثير قلقًا كبيرًا في "إسرائيل"، في ظل التقديرات التي تشير إلى أن هذه الأنفاق قد تكون قادرة على احتواء كميات كبيرة من الأسلحة، وقد عبّر مصدر أمني رفيع المستوى، تحدث لصحيفة "إسرائيل هيوم"، عن قلقه العميق قائلًا: "ما يحدث في الأنفاق في سيناء مقلق للغاية، ولا يمكن أن يكون هناك هدف آخر لتلك الأسلحة التي تُخزَّن هناك من قبل المصريين سوى "إسرائيل"".
ووفقًا للتقرير، توجهت "إسرائيل" مرارًا وتكرارًا إلى الإدارات الأميركية بمطلب حازم لاستئناف عمليات الرقابة. خلال فترة إدارة جو بايدن، قُدّمت جهود واسعة أمام واشنطن، من بينها من قبل السفير آنذاك، مايك هرتسوغ. ومع ذلك، قال مصدر مطلع لموقع "إسرائيل هيوم" "إن كبار المسؤولين في الإدارة السابقة تجاهلوا الطلبات "الإسرائيلية"". وورد عن المصدر قوله: "كانت إجابتهم أنه يجب تقديم المزيد من المساعدات لغزّة". ومع دخول إدارة ترامب إلى البيت الأبيض، أعادت "إسرائيل" طرح القضية بشكل فوري. وناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأمر مع وزير الخارجية ماركو روبيو في شباط، ومنذ ذلك الحين تم تقديم طلبات إضافية وعاجلة.