عين على العدو

توقف المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" إيتمار آيخنر عند إعلان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، مساء أمس (الثلاثاء)، أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في طريقه إلى المنطقة "الآن".
وأشار إلى أنَّه قيل في الأسابيع الأخيرة في الكيان الصهيوني، وخاصة منذ بدء المحادثات في الدوحة قبل أكثر من أسبوعين بقليل، إن وصول ويتكوف إلى الدوحة يُعد "المؤشر الأهم على تقدُّم المفاوضات"، وسيبدأ ويتكوف بجولات محادثات في أوروبا، ومن هناك سيتوجّه إلى الدوحة بحسب التطورات.
وقبل ساعات فقط من هذا الإعلان، الذي يدلّ على تقدم ملحوظ في المحادثات، قدّر الوسطاء في مفاوضات صفقة الأسرى أن حماس سترد على الاقتراح المُحدّث لوقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة القادمة.
ووفقًا للتقديرات في كيان العدو، فإن الخلاف الرئيسي حتى اليوم يدور حول مدى وعمق انسحاب قوات الجيش "الإسرائيلي" من المناطق التي استولت عليها خلال عمليتي "عزة وسيف"، التي بدأت مع انهيار وقف إطلاق النار في آذار/مارس، و"عربات جدعون"، التي لا تزال جارية وتشارف على نهايتها.
ومع ذلك، يصف مسؤولون في "إسرائيل" هذا الخلاف بأنه "قابل للحل". وبالنظر إلى الاتفاقيات التي تم التوصّل إليها في المفاوضات غير المباشرة في الدوحة والقاهرة، يقدّر المطلعون على التفاصيل أن مرونة "ليست كبيرة" من الطرفين، كما يصفونها، قد تسمح بالتوصّل إلى اتفاق حول إطار الصفقة خلال يوم واحد.
وقال مصدر أمني صهيوني أمس: "لا تزال هناك خلافات، لكن معظم الأمور حُسمت". وأوضح أن معظم القضايا التي كانت موضع خلاف "شبه مغلقة"، لكن هناك خلافًا عميقًا حول طول المحيط الذي سيظل بيد "إسرائيل"، فبينما تطالب "إسرائيل" بالإبقاء على محيط يتراوح بين 1200 و1500 متر من فيلادلفيا، تصرّ حماس على 800 متر.
وأضاف المسؤول أنَّ "هذا قابل للحل"، وكشف أنَّ هناك تقدمًا بشأن عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وبحسب المسؤول نفسه، "تراجعت إسرائيل هنا"، ويتعلق الأمر بالإفراج عن نحو ألف أسير، بالإضافة إلى 100 إلى 150 أسيرًا من الخارج".
في الوقت نفسه، قال مسؤول سياسي "إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد أمس تقييمَ وضع مع فريق المفاوضات المقيم في الدوحة".
وفي الأيام الأخيرة، كما ذُكر، أُفيد بأن "المؤشر الأكثر أهمية" على حالة الاتصالات هو وصول ويتكوف إلى قطر. وفي الخلفية، عمل وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، طوال الوقت مع المبعوث الأميركي في مسار غير متصل بالدوحة، وذُكر أن الوزير قد ينضم إليه في قطر.
وقال وزير الحرب، إسرائيل كاتس، في تقييم وضع متعدد الساحات مع المؤسسة الأمنية: "نحن في أقرب نقطة لتحقيق أهداف الحرب. ما زالت أمامنا ساحتان مفتوحتان في غزة واليمن وعلينا العمل لتحقيق حسم كامل فيهما".
وسُجِّل تقدُّم في الاتصالات بعد أن تراجع نتنياهو، بدرجة كبيرة في مسألة الانسحاب، ووافق عمليًا على التنازل عن "محور موراغ"، الذي يفصل رفح عن خان يونس.
وبحسب مسودة "الصفقة" الجزئية المطروحة، فخلال وقف إطلاق النار الذي سيستمر 60 يومًا، سيتم الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء والأسرى القتلى: عشرة أسرى أحياء –منهم ثمانية من المفترض الإفراج عنهم في اليوم الأول، واثنان في اليوم الخمسين– بالإضافة إلى 18 قتيلًا سيتم الإفراج عنهم على ثلاث دفعات أخرى.
وفي إطار الصفقة، من المفترض أن تجرى مفاوضات لإنهاء الحرب بشكل كامل وإطلاق سراح باقي الأسرى، بينما تطالب حماس بضمانات بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيستمر بعد 60 يومًا حتى التوصل إلى اتفاق. وحتى الآن، ليس واضحًا ما سيكون نص هذه الضمانات بالضبط.