اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي وفاة وزير الخارجية اللبناني السابق عبد الله بو حبيب

مقالات مختارة

برّاك للنواب: وقّعوا اتفاق سلام مع
مقالات مختارة

برّاك للنواب: وقّعوا اتفاق سلام مع "إسرائيل"

95

صحيفة الأخبار

يُحاول المبعوث الأميركي توماس برّاك توسيع بيكار لقاءاته اللبنانية كلّما حطّ في بيروت. فيلبّي دعوات الغداء والعشاء، من دون أن يُحرج في الحديث والرّد على جميع الأسئلة، وحتّى إصدار المواقف.

وهو ما حصل حينما جلس برفقة السفيرة الأميركية ليزا جونسون أكثر من ثلاث ساعات في منزل النائب فؤاد مخزومي أوّل من أمس، حيث استمع إلى الوزراء والنواب الذين حضروا وأجاب عن أسئلتهم، كما وضعهم في أجواء جولة لقاءاته بشأن الورقة الأميركية ونزع سلاح حزب الله.

وأكثر من مرّة أعاد المبعوث الأميركي على مسامع الحاضرين عبارة "Do something"، مُحاولًا تحريض الموجودين على حزب الله، قبل أن يجيبه بعض الحاضرين: "ليست بيدنا حيلة"، ليردّ بالسؤال: "هل تريدون منا أن ننزع نحن سلاح حزب الله؟".

ولمّا سئل عن الضمانات التي يُمكن لأميركا أن تُعطيها للبنان مقابل نزع سلاح الحزب، أجاب بأن بلاده "لا تمون على "إسرائيل" كي تعطيكم ضمانات". وقال: "أنا مقتنع بأن سلاح حزب الله موجود في المخازن ولا يُشكّل أي خطر ولكننا لا نستطيع إقناع "إسرائيل" بذلك".

وعن لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري، قال إن اللقاء توقّف عند نقطة واحدة هي عدم قدرة أميركا على إعطاء ضمانات بتوقّف العمليات العسكرية "الإسرائيلية" والاغتيالات في لبنان، وكذلك عدم قدرة بري على إعطاء جدول زمني لنزع سلاح حزب الله بشكل شامل إذا لم تكن هناك ضمانة بتوقّف العمليات "الإسرائيلية".

واللافت أن برّاك أسهب في الحديث عن تاريخ الكيان الصهيوني في المنطقة، لكن بالطبع وفقًا لوجهة نظره، منطلقًا من ذلك لتشجيع النواب والوزراء على المطالبة بضرورة توقيع اتفاقية سلام مع "إسرائيل"، ومحاولًا إقناعهم على طريقته بأن "إسرائيل تُريد العيش بسلام ولا تنوي التوسّع ولا تمتلك أصلًا مشاريع توسّعيّة وأطماعًا بمحيطها".

وبفظاظة مطلقة، عاد الرجل إلى عام 1982 حينما اجتاح جيش العدوّ "الإسرائيلي"  العاصمة بيروت، واعتبر أن "الجنوبيين استقبلوا يومها الجيش "الإسرائيلي"  بالأَرزّ والورود. فالشعب اللبناني شعب طيب ويحب العيش بسلام ويحب الطعام"!

كما تحدّث عن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا سيما ما يتعلق بالاتفاقيات الإبراهيمية، وقال بوضوح: "التقطوا الفرصة الأميركية الموجودة اليوم واذهبوا إلى السلام".

وفي الشأن السوري، أشار برّاك إلى أنّ "ما حصل في محافظة السويداء عطّل المسار التفاوضي في لبنان والمنطقة، خصوصًا أنّ أولويتنا في الوقت الحالي هي سورية، لأنّ أي خضّة أمنية فيها ستكون لها انعكاساتها على المنطقة"، لافتًا إلى أنّ "الأوضاع في السويداء أعطت ذريعة محقّة لحزب الله للتوجّس من نظام الحكم في سورية وإمكانية انتقال ما حصل إلى المناطق اللبنانية الحدوديّة".

وأكّد، في هذا السياق، أنّ "اتفاقية وقف إطلاق النّار في السويداء يجب أن تستمر ويجب حمايتها من أي إخلال".

تكتّم ومديح

وفي سياق متصل، طلبت السفارة الأميركية من مخزومي التكتّم قدر الإمكان على تفاصيل العشاء وأسماء الحاضرين والتعاطي معه على شاكلة لقاء برّاك مع النواب والوزراء في السفارة الأميركية منذ أيّام.

ولذلك، قام مخزومي بنشر مقطع مصوّر على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهر أمس تضمّن كلمته مع لقطتين سريعتين للنواب والوزراء الحاضرين لا تتعدّيان الثانية الواحدة، إضافةً إلى صورٍ للحاضرين من الخلف!

وكال مخزومي في كلمته المديح للأميركيين، ودعا إلى ""نزع سلاح حزب الله بالكامل وتفكيك المؤسسات المالية غير الشرعيّة فورًا وعلى رأسها جمعيّة القرض الحسن التي تموّل أنشطة تهدّد الاستقرار". وشكر أميركا على "مساعداتها في شتّى المجالات"، من دون أن ينسى أن يوجّه شكرًا خاصًا للسفيرة الأميركية ليزا جونسون، بقوله بطريقة توحي بقربه منها: "ثانك يو ليزا".

غياب دريان

إلى ذلك، غاب مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان عن اللقاء. وإذا كان المقرّبون من مخزومي ينفون أن يكون قد وجّه دعوة إلى دريان، فإن أوساطًا بيروتية تؤكّد العكس.

وتشير إلى أنّ نصائح وُجّهت إلى المفتي بعدم تلبية الدّعوة، بسبب حملة قد تُشنّ عليه، على اعتبار أنّ برّاك زار عددًا من المرجعيات الدينيّة المسيحيّة، من دون أن يطلب موعدًا من دار الفتوى. وفي هذا الإطار، تقول هذه الأوساط إنّ أحد المقرّبين من دريان رتّب له زيارة سريعة إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة نوّاف سلام، ليبرّر عدم حضور عشاء مخزومي بارتباطه بموعدٍ مع سلام.

وكان برّاك التقى أمس البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، في زيارة اختتم بها جولته على المسؤولين اللبنانيين. وقال إن "الجميع يرغب في مساعدة لبنان، ولكن لا يمكن لأحد أن يفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب فعله. القرار في يدها، وإن لم يتوصّل اللبنانيون إلى تثبيت الاستقرار فلن يأتي أحد للمساعدة"، مضيفًا أن "هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووجهات النظر متعدّدة في هذا المجال".

وعن دور الرئيس نبيه بري، قال برّاك إن "بري يبذل جهوده في حلحلة الأمور، لكنّه مسار وعلى الحكومة أن تقرّر ما تريده. الاستقرار أساسي وحصرية السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها، فالمطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات والمطلوب الصبر ليستمر الحوار من دون خسائر".

الكلمات المفتاحية
مشاركة