إيران

تابعت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس 24 تموز/يوليو 2025، باهتمام بالغ، تطورات المحادثات الدبلوماسية بين إيران والدول الأوروبية في ظل عودة مرتقبة للعقوبات. كما ركزت على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة والتحركات الشعبية في العالم للضغط على صانعي القرار من أجل وقف الإبادة.
هل ستعود الدبلوماسية إلى نشاطها؟
بداية مع صحيفة "إيران" التي تساءلت في افتتاحيتها: "هل ستعود الدبلوماسية إلى نشاطها؟"، مشيرة إلى أن نواب وزراء خارجية إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا سيجتمعون، في إسطنبول يوم غدٍ الجمعة، في أول لقاء رسمي بين الجانبين بعد موجة التوترات الأخيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني والاعتداءات "الإسرائيلية" والأمريكية على الأراضي الإيرانية.
وأوضحت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن هذه الجولة من المحادثات ستركز على كيفية مواجهة سيناريو تفعيل آلية الإعادة التلقائية للعقوبات (سناب باك)، مشيرة إلى أن هذا السيناريو قد يُحدث تحولًا جذريًا في مسار التفاوض بين إيران والغرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن طهران تسعى، عبر تحركات دبلوماسية مكثفة، إلى إثبات التزامها بالحلول السياسية وقدرتها على منع تفعيل هذه الآلية وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، من خلال التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن مع الغرب.
وأفادت الصحيفة بأن وزارة الخارجية الإيرانية استضافت، يوم الثلاثاء المنصرم، اجتماعًا ثلاثيًا بين بعثات إيران وروسيا والصين، ناقش فيه ممثلو الدول الثلاث مستجدات المفاوضات النووية وسبل رفع العقوبات. وأكدت الأطراف الثلاثة، بحسب الصحيفة، أهمية استمرار المشاورات والتنسيق المشترك مع الاتفاق على عقد لقاءات أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
ورأت الصحيفة أن عامل الوقت بات أساسيًا في العلاقات الإيرانية الأوروبية، مشيرة إلى أن هذه العلاقة، على الرغم من تقلباتها، لم تنقطع تمامًا في السابق، لكنها تمر الآن بمرحلة حساسة تتطلب توضيحات متبادلة.
وأكدت "إيران" أن أبرز ما يهدد هذه المحادثات هو مساعي الأوروبيين لتفعيل آلية الزناد، وبرأيها أن طرحهم لقضايا مثل التعاون الإيراني- الروسي في أوكرانيا لا ينبغي أن يطغى على أهمية استمرار الحوار.
وانتقدت الصحيفة ما وصفته بـ"الفكرة الخاطئة" التي سادت، في بعض الأوساط السياسية الإيرانية عن إمكان الإفادة من الخلافات بين أوروبا والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن التجربة أثبتت أن الدولتين تتوحدان عند القضايا الاستراتيجية؛ مثل الملف الإيراني.
وأضافت أن الأوروبيين لم يترددوا في التلويح بآلية الزناد بمجرد تصاعد الضغوط الأمريكية، مع أن ما تراه طهران من افتقار هذا الإجراء إلى المشروعية القانونية.
مشروع أميركي يعيد تشكيل الاقتصاد والمجتمع: مقامرة بالمستقبل؟
وفي تغطية للشأن الأميركي، سلطت صحيفة "وطن امروز" الضوء على ما وصفته بـ"أحد أكثر التشريعات إثارة للجدل"، وقالت إن الكونغرس أقرّ، في مطلع تموز/يوليو 2025، مشروع قانون تقدمت به الإدارة الأميركية تحت اسم "القانون الكبير والجميل"، مشيرة إلى أنه لا يمثل مجرد موازنة سنوية، بل خطة شاملة لإعادة بناء الهيكل الاقتصادي والعقد الاجتماعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع، والذي مُرّر بأغلبية ضئيلة، يُعدّ امتدادًا موسعًا لقانون تخفيضات الضرائب للعام 2017، ويتضمن تقليصًا جذريًا لبرامج الدعم الاجتماعي وزيادات ضخمة في الإنفاق الدفاعي وإلغاء الحوافز المخصصة للطاقة النظيفة.
ونقلت الصحيفة عن مكتب الميزانية في الكونغرس تقديره بأن هذا المشروع سيضيف ما بين 3.4 و4.1 تريليون دولار إلى العجز، خلال عشر سنوات، ويحرم ملايين الأمريكيين من التأمين الصحي والمساعدات الغذائية.
وذكرت الصحيفة أن الاستطلاعات تشير إلى أن غالبية الأميركيين، بينهم 48% من الجمهوريين، يرون أن المشروع يخدم الأثرياء، وهو ما تؤكده أيضًا تقارير الميزانية التي تحذر من انتقال الثروة إلى الشرائح العليا.
وأوضحت الصحيفة أن أكثر البنود إثارة للجدل في المشروع هو التخفيضات الهيكلية لبرامج الحماية الاجتماعية، مثل برنامج "Medicaid" الذي سيفقد بموجبه نحو 12 مليون أمريكي تغطيتهم الصحية، إضافة إلى فرض قيود جديدة على برنامج "SNAP" الذي يدعم أكثر من 40 مليون شخص.
ورأت وطن أمروز أن مشروع القانون ليس مجرد تشريع، هو خطة أيديولوجية لإعادة تعريف دور الدولة، محذرة من أنه قد يؤدي إلى إضعاف الاستقرار المالي والتماسك الاجتماعي والمصداقية الدولية للولايات المتحدة على المدى الطويل.
العالم ينتفض ضد حرب الخبز في غزة
وفي تغطيتها للشأن الفلسطيني، كتبت صحيفة "جوان" أن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة التي يرتكبها جيش العدو الصهيوني أثارت موجة غضب واحتجاج غير مسبوقة في العالم.
وأوضحت الصحيفة أن العمليات "الإسرائيلية" اليومية أسفرت عن مقتل العشرات، وحولت غزة إلى أنقاض، مشيرة إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر الموت الوشيك، في ما وصفته منظمات حقوق الإنسان بـ"أكبر إبادة جماعية في التاريخ الحديث" إن لم تُقدّم المساعدات العاجلة.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الصحة في غزة أعلنت، أمس، تسجيل 10 وفيات جديدة بسبب الجوع وسوء التغذية في المستشفيات خلال 24 ساعة فقط، في مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية.
وأكدت الصحيفة أن الاحتجاجات لم تعد محصورة في المنطقة، لقد امتدت إلى مختلف أنحاء العالم، ووصفت الوضع بأنه لم يعد هناك مكان آمن "للصهاينة"، على حد تعبيرها.
وقالت جوان إن الرأي العام العالمي، وخاصة في الدول الغربية، بات أكثر وعيًا بجرائم "إسرائيل"، مشيرة إلى أن العديد من الجامعات والمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام والشخصيات السياسية اتخذت مواقف غير مسبوقة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن شرعية "إسرائيل" الدولية باتت موضع تشكيك متزايد، وسط دعوات متصاعدة لمحاسبتها على جرائم الحرب وإنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن غزة.