عين على العدو

نبَّهت صحيفة "معاريف" الصهيونية إلى أنَّ "الضغط الدولي يتزايد على "إسرائيل""، مشيرةً إلى انضمام ألمانيا رسميًّا إلى الدعوات المتصاعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتأكيدها أنَّه "يجب أنْ تبدأ العملية الآن".
واعتبرت "معاريف" أنَّ "هذا الإعلان الذي جاء في ظل التصريحات السابقة من بريطانيا وفرنسا وكندا، يثير جدلًا واسعًا في الساحة السياسية في ألمانيا ويُواجِه انتقادات حادَّة تجاه المستشار (الألماني) فريدريش ميرتس، حتى من داخل حزبه نفسه"، لافتة الانتباه في المقابل إلى تصريح مسؤول سياسي ألماني للصحافيين الأجانب بأنَّ ""إسرائيل" تتحوَّل إلى أقلية في معارضتها لإقامة دولة فلسطينية".
وقالت الصحيفة: "على الرغم من استمرار المستشار ميرتس في التصريح بتضامن غير مشروط مع "إسرائيل"، تتزايد الادِّعاءات حول تغيير جوهري في موقفه. في الأسابيع الأخيرة، أدلى ميرتس بتصريحات غير معتادة، منها دعوته "إسرائيل" إلى "تحسين الوضع الإنساني في غزة بسرعة وبحزم"، وإعلانه عن إقامة جسر جوي إلى غزة، وحتى تغريدات (على منصَّة "أكس") باللغة العربية، وهي خطوة غير مألوفة أزعجت التوافق الداخلي في حزبه".
وأضافت "معاريف": "لم تتأخَّر ردود الأفعال في "إسرائيل"، حيث نشر وزير "الأمن القومي"، إيتمار بن غفير، على حسابه في "أكس" تعليقًا قال فيه: "بعد 80 عامًا على المحرقة، تعود ألمانيا إلى دعم النازيين"، وفق تعبيره.
وتابعت الصحيفة قائلةً: "ردَّ وزير "الأمن" (الحرب) "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس أيضًا، فقال: "نحن نبذل جهودًا عظيمة من أجل تحرير "المخطوفين"، مع ممارسة ضغط كبير على حركة حماس في غزة". وبينما رأت "معاريف" أن "تصريحات (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون وزعماء آخرين تعطي حماس دعمًا معنويًّا وتُشدِّد من موقفها"، قالت: "إذا لم تُعلِن حماس قريبًا عن تحرير "المخطوفين" فسوف تدفع أثمانًا باهظة جدًّا"، على حد وصفها.
في موازاة موقف ماكرون وميرتس، أشارت "معاريف" إلى ما نشره رئيس وزراء السويد، أولف كريسترشون، على حسابه في "أكس" بأنَّ "الوضع في غزة مروِّع تمامًا، و"إسرائيل" لا تفي بالتزاماتها الأساسية ولا بالاتفاقات الموقَّعة بشأن المساعدات الطارئة؛ لذلك، تطالب السويد الاتحاد الأوروبي بتجميد جزء من التجارة في اتفاقية الانضمام في أسرع وقت ممكن. يجب زيادة الضغط الاقتصادي على حكومة "إسرائيل"؛ كي تسمح بمساعدات إنسانية غير محدودة إلى غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ "الخطوة الألمانية تنضمُّ إلى سلسلة من الخطوات المماثلة من جانب أقرب حلفاء "إسرائيل""، مذكِّرة بإعلان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في وقت سابق من الأسبوع الحالي، بأنَّ "بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية قَبْل الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة في شهر (أيلول) سبتمبر (2025) إلَّا إذا اتخذت "الحكومة "الإسرائيلية" خطوات جوهرية لتحسين الوضع في غزة". وبحسب "معاريف"، "أثار هذا القرار جدلًا داخل حزب "العمَّال" (البريطاني)، حيث يضغط ثلث أعضاء البرلمان عن الحزب لتنفيذ الاعتراف دون شروط".
وأكَّدت "معاريف" أنَّ "رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، وقبل ذلك، كان هو من سبق الجميع، عندما أعلن عن نيَّته الاعتراف الرسمي بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة"، قائلةً: "وفقًا لتصريحاته، فإنَّ هذه الخطوة ستُسهم في"التقدُّم في عملية السلام". لكنَّ جهات بريطانية أبدت تحفظات، وقالت إنَّه "يجب وضع شروط جوهرية لتغيير سلوك حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة"، على حد تعبيرها.
واستنتجت الصحيفة أنَّه "مع انضمام ألمانيا إلى دائرة الاعتراف، يبدو أنَّ "إسرائيل" أصبحت معزولة أكثر من أيِّ وقت مضى على الساحة الدولية في معارضتها لإقامة دولة فلسطينية، خصوصًا في ظل الصور الصعبة القادمة من قطاع غزة والجمود السياسي المستمر". وبيَّنت "معاريف" أنَّ "التصريحات التي كانت حتى وقت قريب تُعتَبر رمزًا للدعم الغربي لـ"إسرائيل"، مثل تلك الصادرة عن برلين، باريس ولندن، تأخذ (الآن) وجهًا مختلفًا، وتتحوَّل إلى دعوة واضحة لتسوية سياسية".